مفهوم تصميم السجاد اليدوي والآلي

تصميم السجاد اليدوي والآلي

تحتاج كل مساحة إلى نقطة محورية لمنحها المظهر الفريد والأناقة وفقًا لمبادئ الديكور والتصميم الداخلي بالعديد من الحيل وبأكثر من طريقة، مثل تثبيت لوحة فنية على الحائط الرئيسي، أو تصميم أو تزيين مدفأة، أو وجود عنصر زخرفي بشكلٍ معين، وما إلى ذلك من الأفكار ولكن، بالنسبة لمحبي السجاد، فإن الوصول إلى هذا الهدف يمكن أن يكون أسهل من ذلك بكثير، إذ يُعتبر السجاد محط الاهتمام في مساحات الديكور في منازلهم، والقطعة التي تتكرر في كل غرفة، والتي تُضفي اللون والنمط على المساحة.

ما هو تصميم السجاد اليدوي؟

 

تصميم السجاد عامةً هو تمثيل للأفكار في شكل رسوم مختلفة على سطح السجادة، وتكون هذه التصاميم إبداعية وذات معنى، بالنسبة للسجاد اليدوي، كان النساجون الأوائل يبتكرون التصاميم من وحي خيالهم، من خلال مشاهداتهم للطبيعة من حولهم بكل تفاصيلها، وفي وقتٍ لاحق بدأ أصحاب الوِرش بالاعتماد على التصاميم المرسومة على الورق، لتسهيل الحفاظ على التصاميم التقليدية للسجاد من الاندثار، وتتكون التصاميم في السجاد عادةً من حقل داخلي - النمط الموجود في وسط السجادة – وإطار مزخرفٍ يحيط بهذا الحقل.

 

انواع تصاميم السجاد اليدوي

 

ابتكر النساجون الألوان والأنماط والتصاميم المختلفة، وكان لكل سجاد منطقة خصائصه المحلية الخاصة به، والتي، جنبًا إلى جنب مع الخصائص التقنية المحددة لكل منطقة، جعلت من الممكن التعرف على السجاد وتمييزه عن بعضه البعض، وقد كان تنوع تصاميم وأنماط السجاد من أقوى عوامل براعة ومصداقية هذه الأعمال الفنية، إليك أهم هذه التصاميم الرائدة قديماً:

1. تصميم السجاد بأنماط هندسية

كان التصميم بأنماط هندسية واحدًا من أبرز أنواع التصاميم في السجاد الشرقي تحديدا، حيث يتم دمج الأشكال الهندسي المختلفة (المعين ، المربع ، المثلث ، المثمن ، إلخ) والخطوط الملساء والمنكسرة مع بعضها البعض وإنشاء العديد من التصاميم المختلفة، ويمكن أن نلاحظ أن الأشكال والرموز الهندسية تتكرر في كافة أنحاء سطح السجادة أو في الحقل المركزي فقط، وفي هذه الحالة، يتم تمييز النمط الهندسي وتطويقه بإطار خارجي مزخرف إلى حد ما، كانت القبائل تستخدم هذا النوع في حياكة الكليم، نظرًا لأن النسيج يستخدم خيوطًا رأسية وأفقية، فمن الصعب تكوين المنحنيات، وبالتالي تتشكل الأنماط بشكل أساسي باستخدام حواف مستقيمة، ويمكن العثور على التصميمات الهندسية القبلية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك القوقاز وتركيا والمغرب الأقصى، وغالبًا ما يتم حياكة هذه التصاميم من خيال النساجين، لذلك تتمتع بسحر رائع وفريد، ولعل أشهر مثال على ذلك هو البساط المغربي البربري، إذ تتميز هذه البُسط بكومة طويلة وبتصميم ماسي، والخطوط المتشابكة التي تشكل الأشكال الماسية ليست مستقيمة أو منتظمة تمامًا، ولكن الخلل في هذه التصاميم هو جزء كبير من جاذبيتها وجماليتها.

 2. تصميم المزهرية

تصميم المزهرية، كما يوحي اسمه، هو تصميم يشمل إناءً (مزهرية) ذات فروع أزهار في المنتصف، وغالبًا ما يكون التصميم على شكل جرة، وتحتوي معظم تصميمات المزهريات على مزهرية كبيرة على جانب واحد من السجادة، مع أغصان زهور تغطي السجادة بأكملها، ويتم استخدام تصميم المزهرية مع تصميمات أخرى ويعطي تأثيرًا جميلًا للسجاد الفارسي المنسوج يدويًا، ومن بين تصميمات سجاد المزهرية نجد: ألف إناء من الزهور، ومزهرية عامة، ومزهرية كاتاي (Khatai)، ومزهرية المحراب، ومزهرية Zal-astani، و تم نسج نمط الزهرية عدة مر الأجيال في السجاد الفارسي، وهناك العديد من الأمثلة على هذا التصميم الجميل في متحف السجاد الإيراني، كما وتوجد أمثلة جميلة ومهمة جدًا لهذا التصميم في متاحف العديد من البلدان حول العالم، وقد تم عرض بعضها في متاحف هامبورغ ونيويورك وباريس وميلانو ولندن وطهران.

3. تصميم شجرة الحياة

تصميم الشجرة هو أحد تصاميم السجاد الشرقي القديمة الأكثر شهرة، فالشجرة هي أحد المظاهر التي تعلق بها البشر، وأظهروا لها الكثير من الاحترام منذ بداية الخلق، والسبب في ذلك يمكن القول أنه في العصور القديمة، عاش الناس في قلب الطبيعة أكثر بكثير مما هو عليه اليوم، واعتُبرت الشجرة مصدرا للرزق والقوة ومركز الطبيعة، وقد اتخذ هذا الرمز العديد من الأسماء على مر العصور، بما في ذلك "الشجرة الكونية" و "الشجرة المقدسة" و "شجرة العالم.

وقد لوحظ دور الشجرة في النقوش الصخرية القديمة، ومنحوتات برسيبوليس عاصمة الإمبراطورية الأخمينية (550-330 ق.م)، والأقمشة، والمنمنمات، والفخار من فترات تاريخية مختلفة، ومثل أشكال التصاميم التقليدية الأخرى، فقد كانت شجرة الحياة ذات قيمة وقدسية عالية لمختلف الشعوب.

4. تصميم الميدالية

هو التصميم الذي يُستخدم في السجاد، والذي تطغى عليه قطعة مركزية واحدة متماثلة تُسمى ميدالية، وتوضع هذه القطعة في الغالب في وسط السجادة، ويمكن أن تكون الميداليات دائرية أو بيضاوية أو سداسية أو مثمنة الأضلاع أو على شكل ماس أو على شكل نجمة، وقد يُطلق الاسم أحيانًا أيضًا على سجادة تتكون الزخرفة عليها من عدة أشكال من هذا النوع أو حتى من صفوف من أشكال رصيعات (ميداليات)، وتوجد أحيانًا زخارف نباتية صغيرة فوق الميدالية وأسفلها، وتسمى المعلقات، وتتكون عادة من جزأين، وسجاد الميدالية هي بلا شك الأكثر شيوعًا في البلدان المنتجة للسجاد.

5. تصميم المحراب

تصميم المحراب هو أكثر التصاميم الشرقية شيوعًا في السجاد الشرقي المتخصص، والمحراب هو المكان الموجود في جدار المسجد حيث يقف فيه الإمام ليؤمّ المصلين ويتبعه المصلون الآخرون في صفوف منظمة، ويشير المحراب إلى القبلة أو اتجاه الكعبة المشرفة، في مكة المكرمة، وتصميم المحراب المستخدم في السجاد هو تمثيلٌ للمكانة الموجودة في المساجد، و يظهر شكل المحراب، الذي يبدو كمدخل مقنطر، بشكل عام على سجاد الصلاة في الإسلام، وقد كان رجال القبائل يضعون البساط مع المحراب باتجاه الكعبة أثناء الصلاة، وحتى الآن، يستخدم الفنانون هذا التصميم لتزيين أرضية الغرف أو جدرانها كلوحات، باعتبار أن المحراب هو مثال واضح ومميز للفن والعمارة الإسلامية.

انعكس تصميم المحارب في المساجد على خلفية هذا التصميم، وتتكون المحارب الأصلية من ثلاثة أجزاء رئيسية؛ المحراب الأوسط وبه مسافتان جانبيتان منفصلتان عن الجزء الأوسط، وتُستخدم الأعمدة المزينة بالفوانيس والتيجان والنقوش بشكل عام في الفراغ الجانبي، وهذا النوع من التصميم، يمكن العثور عليه في شرفات وواجهات المساجد وغيرها من الأماكن الدينية، والتاريخية، والهندسة المعمارية الإسلامية بشكل عام.

تصاميم السجاد في العصر الحالي

 

1. أدى مرور الوقت وتعاقب الأجيال، وزيادة التطور، وخلق الاختلاف في الهندسة المعمارية وأسلوب حياة الناس مقارنةً بالماضي إلى تطور تصاميم السجاد اليدوي والآلي، وتتجه الموضة نحو الألوان الزاهية والبساطة أكثر في التصاميم، حيث بدأ إنتاج مصانع السجاد الآلي يتجه نحو إنتاج جديد في صناعة السجاد الآلي باستخدام الجودة والألياف والتصاميم الأقل كلفة، وانتشرت أنواع لا حصر لها من التصاميم الحديثة.

2. على عكس السجاد التقليدي، الذي يستخدم تمثيلات الحيوانات والزهور وما إلى ذلك في تصميمه ونمطه بألوان زاهية ومختلفة، ظهرت التصاميم الأوروبية والكلاسيكية بالأبيض والأسود لتطرح في الأسواق أنواعا أخرى من تصاميم السجاد المنسوج بالآلة، والتي تكون أكثر بساطة أو ذات أشكال هندسية غير معقدة، على عكس التصاميم المزدحمة للسجاد التقليدي، وبشكل عام، يتم استخدام الأنماط والزخارف في تصاميم السجاد التقليدية، والتي تُعبر بشكل عام على تاريخ وثقافة مسقط رأس ومدينة حياكة السجادة، بينما لا تعتمد تصاميم السجاد المنسوج آليا على هذه العناصر.

3. مازال السجاد يمثل أحد أكثر القطع الفنية قيمة التي حصلت عليها المتاحف وجامعو السجاد الأثرياء، وإلى جانب ذلك، أصبح السجاد أحد المكونات الأساسية لمستوى المعيشة اليوم في العالم الحديث، إذ تُضفي السجادة بمختلف تصاميمها الهندسية والفنية، الدفء والديناميكية في المساحة، وهي واحدة من أنسب الطرق لإضافة نمط ومظهرٍ دون أي ازدحام وفوضى، وتعتبر التصاميم في حياكة السجاد من بين أهم عناصر هوية وخصوصية هذا الفن الاستثنائي، فهي تأتي من قلب الثقافة العريقة للشعوب المنتجة للسجاد، ومعتقداتهم، والإلهام الطبوغرافي، والعادات والتقاليد، والفولكلور، لتمنحنا تصاميم جميلة وممتعة.

لقد جعل تنوع تصاميم السجاد الشرقي العريق المنسوج يدويًا من الصعب علينا الاختيار من بين كل أنواع السجاد، ولكنها أيضا أظهرت ثراء وروعة و كنوزا في السجاد الشرقي اليدوي لذلك، نأمل أن يكون هذا المقال قد أفادك لمعرفة أهم وأشهر أنواع التصاميم في السجاد الكلاسيكي، لكي تتمكن من اختيار التصاميم التي تلائم ديكورك، واتجاه الموضة الذي يناسبك!

تسوقي أفخم السجاد البوهيمي والمودرن والكلاسيك والكثير من الانواع من متجر ويفت الرائد في عالم المفروشات واستمتع بالكثير من العروض والخصومات.

RELATED ARTICLES

اترك تعليق

لن يتم مشاركة بريدك الإلكتروني. *