كشف الأصول الغامضة لسجادة نيدا التركية بمتحف متروبوليتان للفنون
Dec 30, 2024
سجادة "نيدا" هي واحدة من التحف الفنية المميزة، وتعتبر من أشهر القطع الموجودة في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك. السجادة هذي أهداه جامع السجاد الشهير "جوزيف ماك مولان" للمتحف في عام 1956، ومن يومها وهي تلقى اهتمام كبير من هواة الفن وجامعي السجاد.
سجادة نيدا تعتبر مثال حي على الفخامة والجمال، تجمع بين الحرفية العالية والتصميم المبدع، وصارت تحفة فنية يشتهر بها المتحف. لو كنت من محبي السجاد العتيق وتبغى تضيف لمسة فنية وأنيقة لديكور منزلك، سجادة مثل نيدا بتكون مصدر إلهام لك.
إذا كنت مهتم في إضافة سجادة عتيقة لمنزلك، يمكن للسجاد الفاخر مثل نيدا أن يضيف لمسة من الفخامة والجمال لأي غرفة، ويجمع بين الماضي والحاضر بشكل مميز.
سجادة نيدا في متحف المتروبوليتان للفنون
التاريخ والجدل الذي يحيط بسجادة نيدا التركية
سجادة "نيدا" يُقال إنها اكتُشِفت في مسجد يقع في مقاطعة نيدا بمنطقة الأناضول الوسطى في تركيا عام 1908. وقد تم تسميتها بهذا الاسم نسبةً إلى مكان اكتشافها، ما جعلها تُصنف كأحد أصول الأناضول القيمة. هذه السجادة تعتبر واحدة من أروع الأمثلة على الحرفية التركية القديمة والتصاميم التقليدية التي تمتاز بها السجاد العتيق.
ما يميز سجادة نيدا هو جمال تفاصيلها وجودتها العالية، بالإضافة إلى تاريخها الغني الذي يضيف قيمة كبيرة لأي مجموعة فنية أو ديكور داخلي. إذا كنت تحب إضافة لمسات تاريخية وفنية إلى منزلك، قد تكون السجادة العتيقة مثل نيدا خيار رائع يتماشى مع طابعك الخاص.
نسج سجادة نيدا
إضافة إلى الدليل الذي يدعم الأصول العثمانية لسجادة نيدا، تحتوي هذه السجادة على عناصر تصميم معينة تنتمي إلى السجاد القوقازي أو تلك التي أُنتجت في شمال غرب إيران، وأدت هذه العناصر فيما بعد إلى إعادة تصنيف السجادة ضمن السجاد القوقازي.
إشكالية أصل سجادة نيدا
أشكال سجادة نيدا أصبحت من السمات المميزة لتصاميم السجاد الإبداعية خلال فترة حكم الإمبراطورية العثمانية، حيث استخدمتها في السجاد، الأقمشة، وحتى بلاط المساجد. يتميز نمط السجادة بشبكة متقنة تفصل بين الأشكال المختلفة، مثل الخراطيش وأشكال الألماس الحادة التي تزين السجادة، مما يعكس طابعًا حصريًا يتماشى مع تصاميم البلاط العثماني التقليدي.
هذا التنوع في الأشكال لا يضيف فقط جمالًا بصريًا، بل يعكس أيضًا براعة الحرفيين العثمانيين في استخدام الهندسة والرمزية في أعمالهم الفنية. إذا كنت تبحث عن إضافة قطعة تحمل في طياتها التاريخ والتراث العثماني إلى منزلك، فإن سجادة نيدا تمثل الخيار المثالي.
من جهة أخرى، تُشبه الأشكال الهندسية الموجودة داخل كل جزء من سجادة نيدا إلى حد كبير تصاميم السجاد القبلي الذي أنتجته القبائل التي سكنت جبال القوقاز. وما يزيد من تعقيد مسألة أصول السجادة هو وجود زخارف الزهور الفارسية المميزة التي تزين أجزاء من التصميم، مثل أزهار اللوتس وأوراق المنجل. كما تبرز الخيوط الداكنة وتصاميم هراتي (Herati designs) في وسط الأجزاء الفردية، مما يشير إلى تأثيرات فارسية وآسيوية قوية في هذه السجادة.
هذه المزايا تُظهر تنوع التأثيرات الثقافية التي اجتمعت في هذه السجادة العتيقة، مما يجعلها مثالًا رائعًا على التبادل الفني بين الثقافات المختلفة التي امتدت عبر مناطق متعددة في العالم الإسلامي.
ما يزيد من تعقيد لغز أصول سجادة نيدا هو التقنية الفريدة المستخدمة في حياكتها، التي تتماشى مع تقنيات سجاد كرمان الإيرانية. تُعرف هذه التقنية باسم "تقنية المزهرية"، حيث يتم وضع ثلاثة صفوف من خيوط اللُّحْمَة بين كل صف من العقد. يتم سحب الصفين الأول والثالث بإحكام، بينما يُبقى الصف الأوسط لينًا، مما يخلق نسيجًا فريدًا ويوفر صفات عاكسة تعزز من قوة السجادة وصلابتها.
النمط والتقنية المستخدمة في هذه السجادة يُحاكيان السجاد الحريري الذي يتم إنتاجه في كرمان الإيرانية، والذي يعتمد على السداة القطنية وخيوط اللحمة مع كومة من الصوف فقط. كما تم استخدام العقد الغيوردية التركية، أو عقدة البساط المتماثلة، وهو ما يشير إلى أن السجادة قد تكون ذات أصول أناضولية، على عكس السجاد الفارسي الذي يعتمد على عقدة سجادة سنيه (Senneh rug knot) غير المتماثلة.
هذا المزيج المعقد من العناصر والتقنيات يزيد من تعقيد لغز أصول سجادة نيدا. فبينما تتميز السجادة بتقنيات حياكة وتصميم أناضولية، إلا أن العناصر الأخرى فيها، مثل الأنماط الزهرية والعقدة المستخدمة، تشير إلى أصول قوقازية أو فارسية.
سجادة نيدا هي واحدة من أندر وأجمل القطع الفنية في تاريخ السجاد العتيق، ويُعتقد أنها تم إنتاجها في القرن الثامن عشر. تتميز هذه السجادة بحجمها الكبير بشكل استثنائي، حيث يبلغ طولها حوالي 24 قدمًا (حوالي 7.3 متر) وعرضها 10 أقدام (حوالي 3 متر). هذا الحجم الكبير يعكس فخامة السجادة، ويجعلها قطعة فريدة ومميزة.
عادةً ما يتم حياكة السجادات بهذا الحجم الكبير والتعقيد خصيصًا للقصور الملكية أو البلاط الحاكم أو الأماكن العامة الفخمة. يتطلب إنتاج مثل هذه السجادة فريقًا من النساجين المحترفين الذين يعملون على حياكتها على مدار عدة أشهر. في حالة سجادة نيدا، يستغرق صنعها ما بين سنة إلى سنتين.
بفضل جودة التصميم والتقنيات المستخدمة في حياكتها، أصبحت سجادة نيدا قطعة مميزة ومشهورة للغاية، مقارنةً بالسجاد القبلي أو السجاد الريفي. يتميز هذا السجاد بتفاصيل دقيقة، وتُعتبر اليوم من أروع الأمثلة على فن السجاد العتيق الذي يجمع بين الجمال الحرفي والثراء الثقافي.
تعد سجادة نيدا مثالاً رائعاً على تبادل الثقافات في تاريخ صناعة السجاد، حيث تجمع بين عناصر من الإمبراطوريتين العثمانية والصفوية، على الرغم من التنافس التاريخي بينهما. هذا التداخل في الأساليب والتقنيات يعكس ليس فقط التبادل الثقافي، بل أيضًا القدرة على "استعارة" التصاميم من ثقافات أخرى، مما يضفي على السجادة طابعًا مميزًا وفريدًا.
بخلاف السجاد التقليدي الذي كان يعكس بوضوح الهوية الثقافية لكل إمبراطورية، نجد أن سجادة نيدا تمثل امتزاجًا نادرًا بين الأنماط العثمانية والفارسية، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى تأثير طريق الحرير والتبادلات التجارية على الفنون. يعتقد البعض أن هذا المزج قد يعكس رغبة في استكشاف أساليب جديدة وتقديم فن أكثر تنوعًا، ولكن في الوقت نفسه يعكس أيضًا واقعًا تاريخيًا يعكس قدرة الثقافات على التأثير المتبادل والتطوير المشترك.
إذن، لا تقتصر سجادة نيدا على كونها مجرد قطعة فنية، بل هي سجل حي لحقبة تاريخية شهدت تغيرات ثقافية وفنية بارزة، تجمع بين التصميم العثماني والفارسي لتخلق شيئًا جديدًا يعبر عن الانفتاح والتبادل الثقافي بين الحضارات.
سجادة نيدا - كنز عالمي
يتميز سجاد كرمان بتقنية المزهريات الفارسية، وهو من الاكتشافات النادرة، ويمكن للنساجين المحترفين الأكثر مهارة في بلاد فارس فقط حياكة السجاد باستخدام هذه التقنية، ويرجع السبب في ذلك إلى حقيقة أنها كانت مخصصة فقط للعائلة المالكة والأثرياء، ويعتبر مزيج التصاميم والألوان المستخدم في هذه السجادة أمرًا غير عادي، ويُظهر العديد من التأثيرات الثقافية المختلفة.
زاوية من سجادة نيدا
يُعتقد أن سجادة نيدا تعود إلى أصل فارسي أو قوقازي وتم تصديرها إلى نيدا، مع احتمال أن يكون التصميم العثماني قد أُضيف عمدًا أو بناءً على طلب من الحائك. رغم غموض أصولها، فإن سجادة نيدا تظل قطعة فنية فريدة لا مثيل لها في العالم. تُعتبر هذه السجادة كنزًا عالميًا، وزيارتها في متحف الميتروبوليتان توفر تجربة لا تُنسى، تنقلك إلى عالم تاريخي منسِيّ وتثير الخيال.
اكتشف مجموعاتنا من السجاد البوهيمي والسجاد المودرن والسجاد السدو في متجر ويفت واحصل على قطعة سجاد مثالية عالية المقاييس تتسم بالفخامة والجودة، لا تفوتي الفرصة واختاري سجادتك المفضلة
مترجم بتصرف: nazmiyalantiquerugs.com