أصباغ السجاد اليدوي: عالمٌ ينبض بالألوان

يمكن بالتأكيد تقديم لون صبغ السجاد كأحد أهم الخيارات التي يمكن أن تضاعف جمال وتأثير السجاد المنسوج يدويًا، ولم تكن أصالةُ الأصباغ تشغل بال محبي السجاد أو مصنّعيه فحسب، بل كانت تشغل أيضا الدول والحكومات، ففي نهاية فترة حكم سلالة القاجارين التي حكمت بلاد فارس ما بين (1779-1925)، عندما تم إدخال الألوان الاصطناعية لأول مرة في السجاد المنسوج يدويا، قامت الحكومة بحظره عام 1877 للحفاظ على أصالة السجاد المنسوج يدويا، لقد كانت الصباغة فنًّا ثمينًا ومتطورًا وقيّمًا للغاية في المناطق الجغرافية التي اشتهرت بصناعة السجاد، منذ بداية تاريخ هذه الصناعة التي لا مثيل لها.
يُنتج السجاد في مجموعة واسعة من الألوان الجذابة، وفي هذا السياق، يوصي المتخصصون في عالم الديكور والسجاد، بالانتباه إلى الحالة المزاجية التي تريد أن تتمتع بها غرفتك عند شراء السجاد، إذ يترك كل لونٍ للسجاد انطباعا مختلفا في الديكور، ويدرك صانعو الأصباغ والنساجون ذلك جيدا، لذلك اعتُبر مزيج الأًصباغ في السجاد المنسوج يدويًا أحد المعايير التي تحدد قيمة السجادة على مر العصور لأن أكثر الجوانب جاذبية للسجاد هو مشاعر الدفء والعاطفة الذي تُخلّفه الألوان في أي مساحة.
هل فكّرت ذات مرة من أين تأتي ألوان السجاد الذي يؤثث كل مساحةٍ في منزلك؟ في هذا المقال، سوف نقدم دليلًا شديد التفصيل حول الصباغة المستخدمة في صناعة السجاد.

ما هو فن الصباغة؟

في الماضي البعيد، كانت هناك مادتان رئيسيتان تُستخدمان لإنتاج سجادٍ عالي الجودة؛ أولًا، صوفٌ عالي الجودة وشفافٌ ذو ألياف طويلة، وثانيًا، لونٌ طبيعي وغني يتم الحصول عليه من مجموعة واسعة من النباتات والمعادن والحشرات، هذه الأخيرة هي ما نُطلق عليه "فن الصباغة".

الصباغ هو مادة تعكس اللون بامتصاص أطوال موجية معينة من الضوء المرئي، أما صباغة السجاد، فهو فن يتم من خلاله تحديد مادة اللون في ظروف خاصة، سواء من حيث درجة الحرارة أو من حيث بنية ألياف السجاد، ويُستخدم في صباغة الألياف ويتسبب في التأثير على لون السجادة، بتعبير أدق، يمكن القول أن فن صباغة السجاد يعني إعادة طلاء السجادة وتثبيت ألوانها بمساعدة الأصباغ الصناعية أو الطبيعية التي ستتخذ لون السجادة بمتانة نسبية.

تشير هذه الصناعة إلى عملية يتم فيها صبغ ألياف وخيوط الصوف أو الألياف الاصطناعية عن طريق المواد والأصباغ المتنوعة، وتساعد الصباغة على عرض منتجات صناعة النسيج في تصميمات وألوان مختلفة، ونتيجة لذلك، يتم بيع هذه المنتجات بما يرضي أذواق العملاء المختلفة، وتوجد الأصباغ العضوية بشكل أساسي في الحيوانات والنباتات بينما توجد الأصباغ غير العضوية في المعادن.

وفي تعريف آخر أكثر دقة لفن الصباغة:

هي عملية يتم خلالها وضع منتج نسجي مثل الألياف، الغزل، النسيج، أو الملابس ،في محلول يحتوي على أصباغ والمواد الكيميائية، المراد صبغها، وتؤسس جزيئات الصبغة رابطة قوية مع جزيئات منتج النسيج مع المتانة النسبية، بمعنى آخر، الصباغة هي مهارة يتم خلالها توجيه مادة الصبغة إلى درجة حرارة ووقت معينين، حيث تخترق الألياف أو السلع النسيجية (المنسوجة) وتصبغها، في الصباغة، تشير الصبغة عمومًا إلى جميع المواد الطبيعية أو الكيميائية التي لها القدرة على صبغ الألياف أو المنسوجات، ولا ينبغي غسل لون المنتج المصبوغ بسهولة أو تعريضه للضوء.

على مر التاريخ كان المصدر الرئيسي للصبغة، هو الطبيعة، حيث يتم استخراج الإنسان المصادر النباتية والحيوانية للحصول على الأصباغ ولكن، منذ منتصف القرن التاسع عشر، أنتج البشر أصباغًا صناعية لتحقيق نطاق أوسع من الألوان ولجعل الأصباغ أكثر ثباتًا في الغسيل والاستخدام العام

(يمكن أن تقرأ المزيد عن سيكولوجية ألوان السجاد في هذا المقال: التاريخ المُذهل لألوان السجاد (دليل مفصل)

تاريخ الصباغة في العالم

لفن الصباغة تاريخ قديم قدم البشر على هذه الأرض، ولطالما استخدم البشر مواد مختلفة لطلاء منازلهم وحتى أجسادهم، في الواقع، يمكن القول أن العامل الأول الذي تسبب في ظهور فن الصباغة في ذهن الإنسان هو وجود أشياءِ ونباتات في الطبيعة من حوله، والتي تحتوي على مواد وسوائل ملونة، وكانت مراقبة واكتشاف هذه النباتات هي المرحلة الأولى للاستفادة البشرية من عناصر الطبيعة، وهذه كأصباغ لم تكن لصباغة السجاد فقط، بل لملابسه وكل ما يصنعه بيديه، في البداية، كان الإنسان يستخدم هذه الأصباغ للزينة الذاتية، وكانت هذه عادةً مخصصة للرجال فقط!

في الماضي، كان الغرض من هذا العمل هو جذب انتباه النساء وإبعاد الأعداء، عادة ما يكون هذا الأسلوب هو الاستمالة الذاتية للرجال وكانت هذه الطريقة شائعة بين الأفارقة والأستراليين والسكان الأصليين، ثم تدريجيًا، ومع مرور السنين ومع فهم أكثر تفصيلًا وأفضل لهذه الأصباغ، وبعد ذلك إيجاد طرق لتحضير الألياف، تم استخدام هذه الأصباغ لصبغ الألياف والملابس، وفي كتاب يُنسب تأليفه إلى القرن الثامن عشر، ذُكر أنه في القرون التي سبقت ميلاد المسيح، كانت الصباغة تقوم بها النساء في المنزل فقط لاحتياجاتهن الخاصة والعائلية!

فن الصباغة في الصين

تتفوق شعوب آسيا في فن الصباغة، وهم أساتذة حقيقيون في هذا الفن، ولا سيما من خلال مزج الألوان والحصول على درجاتٍ مضيئة ودافئة ورصينة، لهذا يستخدمون الأصباغ الطبيعية بتقدير كبير، ويُعتقد أن أول من استخدم الأصباغ هم الصينيون (بعض المصادر غير الموثوقة تقول أنهم اليابانيون !)، وابتكر الصينيون هذه الصناعة منذ 3000 قبل الميلاد، ويقال أيضًا أن الصينيين حتى من 2000 عام قبل الميلاد، كانوا على دراية باللون الأحمر من الحشرة ذات البذور الحمراء، واللون الأزرق الذي تم الحصول عليه من نبات النيلي.

وتجدر الإشارة إلى أن سبب استخدام الصباغة في الصين غير واضح للآن، بعد الصين، وبحسب المؤرخين، استفادت القبائل التي تنتمي إلى الديانة الهندوسية من هذه الصناعة، ويعود تاريخ الصباغة في هذه الديانة إلى 2500 عام قبل الميلاد، وتُظهر الأدلة والوثائق القديمة للديانة الهندوسية أن الناس في ذلك الوقت كانوا يستخدمون الصباغة، لصباغة جميع أنواع الأقمشة الحريرية، وبهذه الطريقة استخدم الصباغون هذه الصناعة للحصول على جميع أنواع الأقمشة والألياف بألوان مختلفة، وبناءً على هذه الأعمال والوثائق، يمكننا أن نستنتج أن صباغة الأقمشة والألياف كانت شائعة جدًا بين الناس في ذلك الوقت.

وبناءً أيضا على ما ذكرته الوثائق القديمة عن تاريخ الصباغة، من الممكن أن تكون صناعة الصباغة قد تم نقلها من إيران إلى مصر، وبقية دول العالم، واستنادًا إلى اللوحات على جدران المقابر الفرعونية، يمكن ملاحظة أن المصريين استخدموا الصباغة أيضًا واستخدموا هذه الطريقة لصبغ حصيرهم وإنتاج الحصائر الملونة التي علقوها على جدرانهم، وذلك باستخلاص الألوان من نبتة الأصباغ التي تُعرف اليوم باسم القرطم، وقد استُخدمت في تلك الفترة لاستخلاص ألوان حمراء وصفراء لصبغ المنسوجات، وحوالي عام 1450 قبل الميلاد، كان المصريون على نحو مفاجئ يصنعون منتجات نسيجية ذات بنية دقيقة وتمكنوا من صبغها بألوان مختلفة.

فن الصباغة في أوروبا

ويكفي من تاريخ الصباغة في أوروبا، أن مصنع الصباغة في جزيرة كريت الذي يُعرف اليوم بالزعفران كان يستخدم في هذه الفترة لإنتاج الألوان الصفراء والحمراء وللاستخدام في جميع أنواع المنسوجات، وفي الواقع، حوالي عام 1450 قبل الميلاد، كان المصريون مستعدين لإنتاج جميع أنواع المنسوجات بأناقة بالغة، وصبغها بألوان مختلفة باستخدام طُرق الصباغة المختلفة.

بالنسبة لبقية أنحاء أوروبا، يعود تاريخ الصباغة في إيطاليا إلى زمن القياصرة، عندما استخدموا الأصباغ الطبيعية مثل اللون الأرجواني الرسمي وصبغوا بها عباءات القياصرة، وكانت هذه الصبغة الطبيعية نادرة جدًا وتم الحصول عليها من نوع من الحلزون البحري، أما في بلدان إنجلترا وفرنسا وألمانيا يعود تاريخ الصباغة إلى نبتة تسمى "الوسمة" (Isatis)، والتي زُرعت في هذه البلدان، ويحتوي هذا النبات على أصباغ تم استخدامها للحصول على اللون الأزرق، وشيئًا فشيئًا، مع مرور الوقت، تم اكتشاف صبغات جديدة.

فن الصباغة في بلاد فارس ومصر

في إيران، يعود فن الصباغة، وصباغة السجاد إلى العصر الساساني وما قبل الإسلام، لأن تقليد نسج السجاد ونسج البساط قد ازدهر في إيران منذ العصور القديمة، ويمكن رؤية العديد من الزخارف الملونة في أقدم السجاد في العالم، وهناك سببٌ آخر يثبت وجود هذا التقليد المتقدم للصباغة في العصر الساساني وحتى قبل ذلك، هو ازدهار وتطور المنسوجات في هذه الفترة، لأن الصباغة من الصناعات المرتبطة ارتباطا وثيقا بالنسيج، وقد أشار المؤرخ اليوناني زينوفون إلى ورشة نسج السجاد للملوك الأخمينيين في مدينة سارد التي يعود تاريخها إلى 400 قبل الميلاد.

خلال الفترة الساسانية، وصل صانعو السجاد إلى مستوى من المهارة في صناعة المنسوجات، وخاصة المنسوجات الحريرية، لدرجة أنهم استولوا على تجارة الحرير بين الصين والغرب، وصنعوا آلات حياكة الحرير، والتي سرعان ما أصبحت مشهورة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ومازلت العديد من هذه الأقمشة موجودة في الكنائس الأوروبية، وفي الوقت نفسه تم إرسالها إلى بيزنطة وروما، وتختلف الطريقة الساسانية في استخدام الألوان عن الطريقة البيزنطية رغم أن الألوان المستخدمة هي نفسها، ولكن الألوان الساسانية لها لمعان أقل وأكثر اعتدالًا ويتم تقسيمها واختيارها بشكل فني، وقد حظي الصباغون بالتبجيل والاحترام الكبير خلال العصر الساساني، شأنهم شأن حائكي السجاد.

ومن بين الآثار الأخرى التي تُظهر التاريخ القديم للصباغة في بلاد فارس، تلك الكتابات الموجودة في السجادة الأرجوانية المنحوتة على قبر "قورش الكبير" أول ملوك فارس، في الواقع، تُعتبر هذه السجادة واحدة من النماذج الأولى للسجاد الفارسي، ويمكن القول أن تاريخ الصباغة في إيران يتزامن مع ظهور فن نسج السجاد.

وفقًا للمؤرخين، لا يُعرف تاريخ الصباغة بالضبط في أي عام يعود، لكن المؤرخين والعلماء يعتقدون أن تاريخ الصباغة ومعرفة الإنسان بالألوان يعود إلى ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، وفي الواقع، فإن تاريخ الصباغة هو نفسه تاريخ صناعة الألياف والملابس، فبعد تحضير الملابس البشرية، استخدم الناس الأصباغ الموجودة في النباتات والفواكه، وكذلك استخدم التربة الملونة، وأنتجوا ملابس ملونة ومميزة لحكام عصرهم، وبهذه الطريقة أصبح فن الصباغة متاحًا لأهالي الفترات اللاحقة.

ويمكن القول أن دولًا مثل إيران ومصر والصين كانت روّاد عصرهم في هذا الفن.. وأن ذروة تاريخ الصباغة تعود إلى العصور الوسطى، خلال هذه الفترة شهد إنتاج الأصباغ الخاصة بالصباغة تقدمًا وتوسعًا كبيرًا، مما تسبب في قيام العديد من المصانع حول العالم بإنتاج الأصباغ، وانطلاق فن صناعة الأصباغ.

كل ما تحتاج لمعرفته حول ألياف السجاد

أول نقطة مهمة في صباغة السجاد هي نوع وملمس الألياف المستخدمة في السجاد، لأن نوع ألياف السجاد في الواقع هو الذي يخبرنا عن نوع اللون والتقنية التي يجب استخدامها في صباغة السجاد، فالألياف الحيوانية (الطبيعية) التي يتم الحصول عليها من الحيوانات لها بنية بروتينية وتنقسم إلى مجموعتين، قاعدية وحمضية، ويعتمد وقت صبغ السجاد على ما إذا كانت الألياف طبيعية أم اصطناعية، كما تتغير طريقة الصباغة، لأنه من الضروري استخدام لون تمتصه الألياف ذات الصلة ويُمكن أن يُثَبَّت، على سبيل المثال، لا يُمكن استخدام الألوان الطبيعية للألياف الصناعية لأنها لا تُمتصّ جيدًا من ألياف السجاد.

تقنيات صباغة السجاد

1. تختلف تقنية الصباغة من باختلاف الألياف، ولكن هناك دائما خطوات أساسية تتشارك فيها أغلب وِرش لصباغة، فيما يلي أهم التقنيات لصباغة السجاد ذو الألياف الطبيعية:

2. تبدأ العملية بإزالة الشحوم من الخيوط في الماء الساخن لمدة نصف ساعة تقريبًا، مع إضافة 3٪ كربونات الصوديوم مع القليل من الصابون الذي يُضاف في حال كانت الألياف دهنية جدا، بعد ذلك، تُنقع الخيوط لمدة 12 ساعة ويُطهى لمدة ساعة في حمام الشبة (بدلاً من ثنائي كرومات في أوروبا).

3. يتم تخفيف الصبغة في خزان مملوء بالماء، وتعتمد الكمية على الصبغة المطلوب المناسبة، ثم نضيف الصوف منزوع الدسم قبل غليه، وبعد حوالي الساعة 12:30 ظهرًا، يتم التبريد لمدة 12 ساعة تقريبًا، ثم يُشطف في النهر ويجفف في الشمس.

4. في بعض المناطق، يتم غمر الصوف في حمام حليب الشبة وتعريضه للشمس لمدة 3 أيام، ثم يُشطف قبل خلطه في وعاء الصباغة، وعندما يتم امتصاص الصبغة، يتم إزالتها ويُضاف الماء وبول البقر، ثم يعاد إلى الخزان لمدة 15 دقيقة، قبل تجفيفه في الشمس.

5. من أسباب جودة وشهرة السجاد اليدوي جمال ألوانه وثباتها وقوة تحملها، وصباغة المواد اللازمة لنسج السجاد هي مهمة تتطلب ذوقًا فنيًا ورؤية ودقة متدرب صناعي، ويستخدم خبراء صباغة السجاد الأصباغ التقليدية من قلب الطبيعة، والتي يُمكن العثور على الكثير منها بسهولة، وبدون أي تكاليف مرتفعة، لخلق ألوان ثابتة محمية من الضوء والهواء والعوامل الطبيعية الأخرى لمئات السنين، لتصبح قطع السجاد، كنزًا ثمينًا تزداد قيمته كل عام.
إذن من أين تأتي أنواع الألوان المستخدمة في صباغة السجاد؟

من أين تأتي أصباغ السجاد؟

تم صبغ معظم السجاد اليدوي قديمًا باستخدام النباتات المحلية التي تنمو في الجبال والسهول التي يسكنها القرويون، حيث يقوم الصباغون الرئيسيون بصبغ الصوف قبل تسليمه إلى نساجي السجاد، وقد استُخدمت الأصباغ منذ أن أراد الإنسان تقليد الصور الموجودة في الطبيعة من حوله، واستخدم رجل ما قبل التاريخ أصباغًا طبيعية لذلك، فإن الأصباغ كانت موجودة بشكل طبيعي في الطبيعة قبل أن تبدأ في الخضوع للتحول الكيميائي...

وبشكل عام، تنقسم الألوان المستخدمة في صناعة الصباغة إلى فئتين: طبيعية وصناعية، وتتضمن كل منهما مجموعات مختلفة من ألوان مختلفة.

1. ألوانٌ من قلب الطبيعة

كانت العملية المستخدمة لإنتاج اللون الطبيعي أيضًا نتيجة قرون من التجربة والخطأ والاكتشافات الفطرية والعلمية، وكانت النتيجة، الحصول على ألوانٍ بمئات السنين من المتانة، ألوانٌ تبقى صحية وذات جودة عالية بعد عدة غسلات، وحتى بعد التعرض كثيرا لأشعة الشمس، وعلى الرغم من تقدم التكنولوجيا والعلوم وتوسع ورش الغزل والصباغة، إلا أنه من الصعب اليوم الحصول على الصوف واللون بهذه الجودة مقارنة بالماضي..
تنقسم الألوان الطبيعية بدورها إلى 3 أنواع وهي كالتالي:

ألوان نباتية

أفضل خيار من بين الألوان الطبيعية هو ألوان النباتات الطبيعية والتي إضافة إلى كونها ذات عالية الجودة، فهي تضفي جمالًا استثنائيًا على السجاد المنسوج يدويًا، وكما يوحي اسمها، يتم الحصول على هذه الألوان من النباتات الطبيعية مثل قشر الجوز وقشر العنب، وجلد الرمان وما إلى ذلك (كما سنرى بالتفصيل في الجزء اللاحق من هذا المقال)، وما يميز هذه الألوان هو ثباتها العالي ولمعانها وتأثيرها الجميل مما يعطي نتيجة ممتازة لألوان السجاد.
وقد تم تسجيل أكثر من 100 نوع من الأصباغ النباتية في القديم، إليك أهم مصادر أصباغ الألوان النباتية التي كانت تُستخدم لصناعة أصباغ السجاد:

نبات الفوة الصبغية (Rubia tinctorum)

أو فوة الصبّاغ، نوع من النباتات العشبية المعمرة، وهو نباتٌ ينمو في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​وشمال إفريقيا وبعض أجزاء آسيا، وكان أصله الأول يعود إلى الشرق الأدنى والقوقاز، ويحتوي ساق هذا النبات على أشواك صغيرة ويصل ارتفاعه إلى حوالي 2 متر، أما أوراق هذا النبات فهي بيضاوية ومدببة وطويلة سواء خرجت في مجموعات أو على شكل مظلة من جانب الساق، أما أزهار الفوة تأتي صغيرة وذات لونٍ أصفر مخضر، وتنتج جذور الفوة صبغة حمراء كانت تستخدم على نطاق واسع لآلاف السنين في الصباغة.

كان نباتُ الفوة المعروف أيضًا باسم "الشجرة الذهبية" مصدرًا مرغوبًا بشكل خاص لصناعة الأصباغ، وهذا النبات من أهم الألوان النباتية القديمة لصناعة صباغ طبيعي للسجاد بالتحديد، واعتُبر نبات الفوة نباتًا قيمًا ولربما لم يسمع به سوى قلة من الناس، إذ وبعد 3 سنوات من عمر نبات الفوة، يمكن إنتاج اللون الأحمر القرميدي منه، ومع مرور الوقت، يصبح هذا اللون أكثر سمكًا، وفي عمر 4-5 سنوات يمنحنا هذا النبات لونًا أحمرًا ساطعًا.

يعتبر نباتُ الفوة من النباتات المستخدمة في الصناعة الطبية، ويحتوي جذر الفوة على جليكوسيدات تسمى حمض الروبيريك والأليزارين والبوربورين والروبيارين والمواد البكتيرية والراتنج والكالسيوم.

الزعفران

يُعتبر الزعفران أغلى نوع من التوابل في العالم، ويتميز بخصائص غير عادية، وهو نبات معمر ينمو حتى ارتفاع 30 سم، ومن منتصف قاعدة الجذع يخرج عدد من الأوراق الضيقة والطويلة، والجزء المستخدم من هذا النبات هو نهاية ذات لون كريمي وميسم الزهرة الذي له ثلاثة فروع.

ويتم الحصول على أفضل الزعفران من الميسم، وهو الجزء الأكثر احمرارًا، ويتضمن لون الميسم، الذي يعتمد على كمية الكاروتين والليكوبين فيه، من اللون الأحمر الفاتح إلى البرتقالي الباهت، وينمو هذا النبات جيدًا في المناطق شبه الاستوائية أو المناطق ذات الشتاء المعتدل والصيف الحار والجاف، وهو من النباتات ذات القيمة المرتفعة في إيران، حيث تُصدّره إلى كافة أنحاء العالم بأسعار باهظة، والزعفران مقاوم للبرد لأن فترة نموه تتزامن مع الخريف والشتاء وأوائل الربيع.

يُستخدم الزعفران في تحضير مختلف المكونات، سواء أكانت صالحة للأكل أو صناعية أو طبية ومستحضرات التجميل، و يذكر في الأساطير والقصص أنه في اليونان القديمة كان لون الزعفران لونًا ملكيًا مشهورًا، والآن أدى استخدامه إلى إنتاج ألوان خاصة، في الوقت نفسه، وتم استخدام الزعفران لصبغ الألياف القيمة، وبالنظر إلى أن الزعفران نبات نادر ومكلف ولا يتم زراعته على نطاق واسع، وكميته وحصاده أقل من المنتجات الأخرى حول العالم فإن صباغته تُعتبر ذات سعر مرتفع.

يمكن استخراج الألوان الصفراء والبنفسجي المائل إلى اللون الأحمر من الزعفران، والتي يمكن بعد ذلك مزجها واستخراج مشتقاتها اللونية، مما يجعلنا نحصل على الألوان الدافئة والممتعة من هذا النبات اللطيف، ولكون الزعفران نباتًا قيّمًا في صناعة الصباغة، فإن استخدامه في صنع الأصباغ للسجاد يجعل منتجات هذه الصناعة باهظة الثمن، ومن المثير للاهتمام، أن نسج الزعفران في لحمة السجاد المنسوج يدويًا يُعطينا رائحةً رائعة، وهذا يمكن أن يساعد نساجي السجاد في الحصول على تجربة ممتعة أثناء العمل على السجاد.

وسمة الصباغين

نوع من النباتات العشبية من عائلة الكرنب، والتي تنمو في البرية في جنوب شرق أوروبا وكذلك في آسيا الوسطى وجنوب آسيا، وقد استُخدم كنبات طبي وصبغي من طرف قدماء الإغريق والرومان، وقد تمت زراعته على نطاق واسع خلال العصور الوسطى وعصر النهضة في أوروبا لإنتاج الصبغة الزرقاء المستخرجة من أوراقه، قبل إزاحته من الصدارة من طرف نبات النيلة الزرقاء، ثم بواسطة الأصباغ الاصطناعية .

لون النيلة الزرقاء

من بين الألوان الطبيعية الأخرى الأكثر شُهرة، والتي تم استخدامها لاستخلاص أصباغ السجاد المنسوج ديويا، وهو صبغة قديمة وهناك أدلة على استخدام النيلي من الألفية الثالثة قبل الميلاد، وربما قبل ذلك بكثير، وهو مشتق من شجرة " النيلة الزرقاء " التي تحمل الاسم نفسه (Indigofera tinctoria)، ويتم الحصول على مادة من هذه الشجرة الكثيفة من عائلة البقولويات، ويمكن أن يصل ارتفاعها إلى 1،20 مترًا وتُنتج أزهارا صغيرة ذات لونٍ وردي، ويأتي اسمها من الكلمة اللاتينية indicum التي تعني "من الهند"، وتم تسميتها بهذا الاسم من قبل اليونانيين الرومان الذين أعادوا النبات من الهند، حيث يمكن العثور على آثار زراعةٍ يعود تاريخها إلى أكثر من 4000 عام، وقد استُخدمت في الصباغة منذ العصور القديمة.

بحلول القرن التاسع عشر حدث منعطفٌ آخر في تاريخ استخدام اللون النيلي الطبيعي في صناعة الأصباغ، ولم يعد إنتاج النيلي الطبيعي قادرًا على تلبية متطلبات صناعة الملابس، وبدأ البحث عن النيلي الصناعي، وفي عام 1865 ، بدأ الكيميائي الألماني أودولفو فون بايير العمل على تصنيع النيلي وفي عام 1897 تم إطلاق النيلي الصناعي، وعام 1905، فاز بايير بجائزة نوبل في الكيمياء لعمله على الأصباغ العضوية بما في ذلك النيلي.

الكركم

بالتأكيد، من بين خيارات ألوان السجادة النباتية التي استعرضناها حتى الآن، يعتبر الكركم الخيار الأكثر شهرة والذي لا يحتاج إلى الكثير من التعريف والتقديم، ولكن النقطة التي يجب ملاحظتها هي أن الكركم، بالإضافة إلى اللون الأصفر الذي ينتجه، يمكن أن يقدم ألوانًا مختلفة أخرى مثل الأصفر المخضر، الأخضر والبرتقالي، ويجب خلط الصبغة المستخلصة من الكركم مع الشب الأبيض كصبغة (مادة تستخدم لتثبيت لون الألياف).

لون قشر البصل

لون قشر البصل هو من أكثر الخيارات المألوفة التي يعرفها جميعنا تقريبًا، في صناعة الأصباغ النباتية، ويوجد جزء من صبغة قشر البصل في الجلد الرقيق ويتم الحصول منه على لون نحاسي وبرتقالي وبصلي وباذنجاني، وتُستخدم المنتجات الزراعية مثل قشر البصل الأحمر، لصبغ الألياف الطبيعية مثل الصوف، لا يساعد هذا في إعادة تدوير مخلفات الأغذية الطبيعية فقط، ولكنه يكون أيضًا اقتصاديًا وغير مكلفٍ.

قشر الرمان

الرمان هو أحد ثمار الفاكهة التي غالبًا ما تكون بذورها حمراء وأحيانًا بيضاء، ولون قشرها أحمر أو أسود أو أصفر تقريبًا، وتُزرع هذه الفاكهة في عدد قليل من دول العالم مثل إيران وأفغانستان وباكستان والعراق وتركيا، ويُستخدم حب الرمان في الأصباغ النباتية للسجاد، بالإضافة إلى الرمان نفسه، يمكن أيضًا استخدام قشر الرمان البري لتحضير اللون.

ولا شك أن الكثيرين يعرفون استخدامات قشر الرمان الطبية، ولكن القليل منا يعلم أنه يمكن الحصول على ألوان مثل الكريمي والأصفر والبني وحتى الأسود من قشر الرمان، على الرغم من أن الصباغة بهذه المادة لا تتطلب إضافة مادة أثناء الصباغة لتحقيق الثبات اللوني وزيادة قابلية الصبغ، ولكن للحصول على نتيجة جيدة، فمن الأفضل دمج الألياف مع الشب الأبيض وكذلك استخدام كربونات الصوديوم.

توت العليق

ينمو هذا النبات في الغالب في المناطق الرطبة والشمالية ويُستخدم كغذاء، وتعتبر براعم النبات من مكوناته من المواد الصباغية المعروفة لصانعي الصباغة الطبيعية، حيث يتم قطفه في فصل الربيع، ويُعطي توت العليق لونًا رماديا.

الريسيدا (بليحاء)

هي نباتات عشبية ذات أزهار عطرة بشكل عام، وينتج هذا الجنس حوالي خمسين نوعًا سنويا، وموطنه هو شمال إفريقيا وأوروبا وغرب آسيا، ويُستخدم في صناعة صباغة السجاد، والحبر، ويتم الحصول منه على ألوان صفراء مختلفة، مثل الأصفر الذهبي والأصفر الغائم والشفاف.

البقم (Césalpinie)

هو شجرة طويلة حمراء، ومادة الصباغة لهذا النبات هي الهيماتين، ويستخرج منه اللون الأحمر الذي يستخدم في صباغة الصوف والحرير، ويتم استخدامه لتحضير اللون الأرجواني أيضا في كثير من الأحيان.

السرخس البري

ينمو هذا النبات في الغالب في المناطق الرطبة وفي شمال آسيا، وتوجد صبغته في أطراف فروع النبات، ومنه يتم الحصول على اللون الأخضر المصفر والرمادي.

قشر الجوز

الجوز شجرة كبيرة ذات خشب قوي جدا، ويستخدم الجلد الأخضر لثمرة هذا النبات في الصباغة، فبمجرد أن تنضج الثمرة، يتم فصلها وتجفيفها واستخدامها للصباغة، يمكن استخدامه لإنشاء درجات لونية مختلفة من البني الفاتح إلى الأسود والرمادي، ويعطي هذا القشر ألوانًا كريمية وجميلة وبنية بنسب محددة، ولكن مع مواد مثل الشب الأسود، يمكن أن نحصل على اللون الأسود، وبالاقتران مع كبريتات الحديد، فإنه يعطي اللون الرمادي.

التوت

تنمو شجرة التوت في المناطق المعتدلة والدافئة، وثمارها صالحة للأكل، وتحتوي أوراقها على مواد ملوّنة، ورغم أن كمية الصيغة فيها قليلة ومحدودة إلا أنها تُنتج اللون الأخضر الفستقي.

السماق

هذا النبات الصالح للأكل يحتوي على كمية كبيرة من مادة تُستخدم للحصول على صبغة التان إلى البني، وعند مزجه مع كبريتات الحديد فإنه يعطي لونًا بنيًا غامقًا وأرجواني.

القرطم

جنس نباتي ينتمي إلى الفصيلة النجمية، يوجد في زهرته مادة صبغية، تمنحنا ألونًا صفراء ضاربة إلى الحمرة.

الكرز

أو فاكهة الملوك، تستخدم ثمرة شجرة الكرز الضاربة إلى الأحمر اللامع في الحصول على اللون الأحمر.

قشر العنب

يتم الحصول على اللون الأصفر من قشر العنب مثل الزعفران، كما أنه يعتبر مادة خام لتحضير الأخضر العشبي، والأخضر الثومي، والليموني الأصفر، لذا فإن قشر العنب هي مادة تلوين صفراء طبيعية.

خشب البقم

هي شجرة شائكة وتنتمي أيضًا إلى مجموعة النباتات المزهرة، وتُستخدم هذه الشجرة أيضًا لصُنع الصبغة الطبيعية، وتستخدم أوراقها ولحاءها في الطب كدواء، كما ويستخدم خشبها في صناعة الصباغة للحصول على الألوان الأرجواني والأزرق والأسود والرمادي لاحتوائه على الهيماتيت والهيماتوكسيلين، وللحصول على هذه الألوان، يتم أولًا غلي خشب الشجرة وتحويل النسغ الناتج منه إلى بلورات أو مسحوق، وفي مواجهة الضوء، فإن ثبات الصبغة الأرجواني المستخلصة منه مرتفع جدًا وممتاز.

على جانبٍ آخر، يمكن أن نذكر طريقة الألوان النباتية المستخدمة في إنتاج بعض أصباغ السجاد:

1. يتم تحضير اللون البحري بخلط النيلي مع الماء.

2. يتم الحصول على اللون الأسود عن طريق غلي قشر الرمان وخلطه مع الشب الأسود والنيلي.

3. يتم الحصول على اللون الأخضر الفستقي، عن طريق غلي أوراق أشجار الصفصاف والتفاح والشبة البيضاء.

4. يتم تحضير الليمون الأصفر عن طريق غلي أوراق الجندل (مكاداميا) بخليط الشبة.

5. يتم تحضير اللون البرتقالي أو الأصفر الذهبي عن طريق غلي أوراق عشب الأنبوب والفوة الصبغية وإضافة الكركم وقشر الرمان.

6. يتم تحضير اللون الأحمر بغلي رماد خشب الفوة الصبغية بالشبة البيضاء وإضافة الماء وبول الثور.

2. ألوان الحيوانات

يمكن لبعض الحيوانات أن تساعدنا في إنتاج الألوان المستخدمة في الصباغة، ولا تُستخدم أصباغ هذه الحيوانات في صناعات السجاد والمنسوجات فقط، بل في الصناعات الغذائية وصناعات العناية ومواد التجميل أيضا، إليك أهم مصادر الأصباغ الحيوانية الأكثر شيوعًا:

الدودة القرمزية

عرفتها البشرية منذ بداية التاريخ وحصل الإنسان على اللون الأحمر الطبيعي من جسمها، وتُفرز هذه الحشرة مادة شبيهة بالعلكة، وتسمى الألوان التي يتم الحصول عليها من البذور الحمراء أيضًا بالورنيش.

هناك أنواع عديدة من هذه الحشرة، ومن أنواعها التي تعيش على نوع من نبات الصبار، لذلك يتم إنشاء حقول الصبار أيضًا في الأماكن التي تنمو فيها هذه الحشرة، وهناك نوعٌ آخر منها يعيش على بعض أنواع شجرة البلوط وأحيانًا يزداد عددها كثيرًا لدرجة أن أغصان الشجرة تختبئ تحت كتلٍ من هذه الحشرة.

الموركس الأرجواني (Hexaplex trunculus)

المعروف باسم الموركس الصبغي، وهو نوع من الحلزون البحري الذي يُستخدم لصنع صبغة أرجوانية، والموطن الأصلي لهذا الحيوان هو حول البحر الأبيض المتوسط، ففي أوقات معينة من العام، تكون الصخور مغطاة بالقواقع الخاصة بهذا النوع من القشريات، ويتم إزالة هذه القواقع واحدة تلو الأخرى ويتم ضغطها ببطء وبلطف حتى تخرج الصبغة من الغدة بالقرب من الجهاز التنفسي، ثم تُعاد القواقع إلى الشاطئ ليتم أخذ الصبغة منها مرة أخرى.
قديمًا كانت هذه الصبغة تُعتبر غالية الثمن بسبب صعوبة اصطياد الموركس، ولم يعد يُستخدم اللون البنفسجي المأخوذ من الموركس الصبغي في صباغة السجاد في إيران اليوم، ولكنه ما يزال مستخدمًا في بعض السواحل المكسيكية.

ألوان معدنية

يمكن لبعض المعادن ومركباتها إنتاج ألوان عالية الجودة تُستخدم في العديد من الصناعات، وكما يوحي اسم هذه المجموعة من الألوان، يتم الحصول على هذه الألوان من المركبات المعدنية وتوجد بشكل طبيعي، مثل أكسيد الحديد (المغرة الصفراء والحمراء) وأكسيد الرصاص الأصفر (الحجر الميت) والأزرق السماوي.

فيما يلي أهم الألوان المعدنية الطبيعية المستخدمة في صناعة صباغ السجاد

الشب الأبيض

وهو عبارة عن كبريتات مزدوجة من البوتاسيوم والألمنيوم يذوب في الماء ولا يذوب في الكحول، وله أنواع مختلفة، واستخدامه في السجاد قديم جدًا، يؤدي استخدامه المفرط في الصباغة إلى تشابك الصوف والتصاقه... وعند استخدام الشب الأبيض يفضل عدم استخدام الماء الثقيل إن أمكن، لأن الماء الثقيل يتسبب في ترسبه ويقلل من قوة الشب، ولهذا السبب عند الصباغة بالشبة البيضاء واستخدام الماء الثقيل يفضل الاستخدام كروم دوتار لتخفيفها.

الشب الأسود (كبريتات الحديد المزدوجة)

نستخدم هذا النوع من الشب في الحالات التي نريد أن يكون اللون المطلوب غامقًا (أسود) لأنه يغمّق الألوان، وتجدر الإشارة إلى أنه عند استخدام الشب الأسود يجب أن يكون استخدامه قليلًا ومدة البقاء في النقع قصيرة.

الشب الأخضر

يسمى شبة الحديد أو كبريتات الحديد بالشبة الخضراء بسبب لونها الأخضر، يتم استخدامه لتحضير درجات اللون الخضراء المختلفة.

كبريتات النحاس

هو من المعادن الملونة التي تُستخدم في تحضير الألوان البنفسجية الباهتة ومن عيوبها أنها تقلل من مقاومة الألياف وينبغي توخّي الحذر عند استخدامها، وهذه المادة متوفرة على شكل " كلوريد القصدير الثنائي" ، وهي عبارة عن مسحوق أبيض، وتُستخدم للألوان الصفراء والبرتقالية، ويتسبب هذا المعدن في خشونة وهشاشة الألياف، لذلك يجب أخذ ذلك في الاعتبار عند استخدامه.

لقد استخدم الإنسان على نطاقٍ واسع الكثير من النباتات والحيوانات للحصول على الأصباغ، وليقدّم لنا الألوان الفاتنة والنادرة للسجاد، مثل الحلزون والخنافس وجميع أنواع الزهور والبذور، وأوراق الكمثرى، وأوراق السفرجل، والبابونج، وأوراق البلوط، وأوراق الزيزفون، وزهرة الأكاسيا، والنعناع البري، والورد البري، وأوراق الخوخ.. إلخ.

ولكن فن الصباغة يحتاج إلى عملية طويلة ومضنية للحصول على ألوانٍ زاهية وجميلة..

صباغة الصوف بالطريقة التقليدية

1. يمكن تقسيم خطوات صباغة الصوف التقليدية إلى ثلاث خطوات رئيسية، الخطوة الأولى هي تبليل خصلة الصوف، وبعد ذلك يجب تمشيط الصوف، وأخيرًا تبدأ عملية الصباغة

2. في ورش الصباغة التقليدية، تُستخدم أحواض كبيرة لطهي الخيوط بالأصباغ، والتي غالبًا ما تكون مصنوعة من النحاس، ويتم تسخين الأحواض عن طريق الحرارة المباشرة للهب بحيث تكون جاهزة لطهي المنسوجات المطلوبة.

3. من أجل تثبيت اللون على الخيوط، من الضروري استخدام طرق تسخين طويلة الأمد بمواد طبيعية أو كيميائية غير الأصباغ.

4. في هذه الطريقة، تتم معالجة الصوف أولاً بملح خاص، ومن الضروري أن نعرف أن أملاح الألومنيوم والحديد والقصدير والنحاس هي مواد مثبتة للألوان، ومن خصائص هذه الأملاح ثبات اللون على المنسوجات، ويزيد المثبت في صباغة خيوط السجاد من قدرة الألياف على امتصاص اللون وتثبيته، وفي الواقع، تحدد المثبتات كثافة اللون.

5. يمكن الاستنتاج أن طريقة صباغة خيوط السجاد فعالة في تكوين أطياف لونية مختلفة لتأتي في النهاية مرحلة تجفيف خيوط الصوف.

6. يتطلب فن التلوين الطبيعي عملية حساسة ومعقدة للغاية، إن نضج النبات المستخدم، ودرجة الغليان، وجرعة مادة التلوين، وطبيعة الماء المستخدم (أكثر أو أقل من الصبغ) عوامل محددة إلى حد كبير للون الذي يريد المرء الحصول عليه.

7. على جانبٍ آخر، يعتقد الكثير من الناس أن الأصباغ النباتية لا تُلبّي احتياجات صناعة نسج السجاد على نطاق واسع، لذلك رحب البعض بإدخال الأصباغ الصناعية في صناعة السجاد، وبينما أبدى البعض الآخر مقاومة جديّة لهذا النوع من الأصباغ إلا أنه لا يمكن إنكار دورها الكبير في تطوير صناعة الأصباغ..

الألوان الصناعية

يذكر أنه في منتصف القرن التاسع عشر، وحتى إنتاج الأصباغ الاصطناعية، استخدم الناس النباتات والأصباغ الطبيعية لصناعة أصباغ ألياف السجاد، وبدأ العمل بالأصباغ الصناعية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وأثّر اكتشاف تركيبة صبغة مشهورة جدًا في أوروبا تحت اسم "الأحمر التركي" ("قرمزي") عام 1868، بشكل خطير على تصدير الأصباغ الطبيعية من الأناضول إلى أوروبا.

وصلت الصبغة الكيماوية إلى آسيا عام 1882 وبدأ إنتاج الأصباغ النباتية في الانخفاض بسبب أصباغ الأنيلين المستوردة من أوروبا، ولكن يمكن القول أنه بفضل تقاليد الجماعات البدوية، تمكنت تقنية الصباغة بالأصباغ النباتية من البقاء والنجاة لفترات طويلة في ظل التسابق نحو استخدام الأصباغ الصناعية.

بشكل عام، يمكن تصنيف فئتين من أنواع الأصباغ الصناعية، وهي الأنيلين والكروم في هذه الفئة، ولا تتمتع الألوان الصناعية بجودة الألوان الطبيعية واستقرارها، فالسجاد المصبوغ بألوان صناعية أقل قيمة من السجاد المصبوغ بألوان طبيعية، ونظرًا لوجود مركبات كيميائية على المدى الطويل والتي تتصل بشكل مباشر مع الجلد، يمكن أن تسبب هذه الألوان حساسية، خاصة عند الأطفال والأشخاص المعرضين للحساسية من المواد الكيماوية.
وتنقسم الأصباغ المصنوعة من مواد كيميائية وتركيبية إلى:

1. أصباغ الحبر أو الأنيلين

يتم الحصول على هذه المجموعة من الأصباغ من الأنيلين، وهو رخيص، ويُعرف باسم صبغات الحبر في فن نسج السجاد.

تتميز أصباغ الحبر بأنها ذات نوعية رديئة وتتلف وتفقد ثباتها عند غسلها وتعريضها للضوء، وبسبب قلة ثباتها فهي تشكل خطرًا جسيمًا على هيكل السجاد، ويوصي الكثير من أنصار الصباغة الطبيعية، بحظر استعمالها ولكن لأسباب مثل سعرها المنخفض، تحظى بإقبال كبير، إضافة إلى سهولة الوصول إليها، واستغراقها وقتًا أقل للصباغة وقلة الوعي بفوائد اللون الطبيعي.

2. ألوان كرومات البوتاسيوم

استخدم الكيميائي البريطاني وليام هنري بيركن، ثنائي كرومات البوتاسيوم في أكسدة الأنيلين غير النقي للحصول على أول صباغ يُحضَّر بشكل مصطنع وهو الموفين، وألوان كرومات البوتاسيوم، هي عبارة عن مجموعة من الألوان الاصطناعية، ويُستخدم (ثنائي كرومات البوتاسيوم) لثبات وشفافية الألوان التي يتم الحصول عليها منها، يطلق عليها ألوان الكروم.

استخدام هذه الألوان مشابه لتأثير استخدام الألوان الطبيعية ولديها ثبات جيد ضد الغسيل والضوء، وهذه الألوان لها تأثير حاد في السجادة الجديدة وتصبح باهتة وباهتة في السجادة القديمة.

مراحل الصباغة الصناعية

1. في هذه المرحلة، يتم لف الخيوط بشكل غير محكم حول البكرات مع وجود ثقوب خاصة للصباغة، ومن المثير للاهتمام معرفة أن هذه الثقوب تسمح للون بالتغلغل في الخيط، ثم يتم وضعها داخل علبة، ويتم ذلك بطريقة لا تلتصق بها البكرات معًا.

2. في هذه المرحلة، تكون البكرات جاهزة للصباغة، ويتم إحضارها إلى غرفة الصباغة، وهي الغلاية، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه قبل هذه الخطوة، يجب غسل الصوف لإزالة الدهون، وإلا فإن الدهون الموجودة على ألياف الصوف ستمنع الصبغة من التغلغل بشكل صحيح لتُصبح كاملة وموحدة على الألياف.

3. درجة حرارة صبغ الصوف هي 45-50 درجة، وعندها يتم حقن الصبغة في الخزان الرئيسي، وفي هذه اللحظة ترتفع الحرارة إلى 100 درجة مئوية، ويستغرق وقت صباغة الخيوط بطريقة الصباغة الصناعية حوالي 45-60 دقيقة.

4. بعد هذه المرحلة، عن طريق حقن الماء البارد في الخزان الرئيسي، يحاول الصباغون تبريد الخزان ومساحة الحمام بداخله، حتى تصل درجة الحرارة في النهاية إلى 75 درجة ولا يعود الصوف كما كان بلونه الأصلي.

5. من الضروري قياس كمية الأس الهيدروجيني (وهو مقياس لتحديد حموضة أو قلوية المادة) للخيوط، بحيث إذا كانت قلوية، فيمكن معادلة كمية الأس الهيدروجيني مع بعض حمض الأمونيا.

6. إذا تم نسج السجاد بخيوط قلوية أو حمضية، فسيتم تقليل عمرها بشكل كبير لأن الخيوط المستخدمة في السداء ولحمة السجادة تصبح تفاعلية.

7. الغسل بالماء هو الخطوة الأخيرة، وتتم هذه الخطوة لإزالة الحمض المتبقي على الصوف، وبعد ذلك توضع البكرات في الدوار ثم في المجفف.

8. تستغرق عملية التجفيف حوالي ثلاث إلى أربع ساعات، وفي المرحلة النهائية، يتم تسخين البكرات في آلة بخار لمدة 30 دقيقة بحيث تتم إزالة التواءات منها.

الأدوات والمواد اللازمة في الصباغة الصناعية التقليدية

تحتاج كل من الصباغة التقليدية، أو الحديثة إلى مجموعة من الأدوات الخاصة، فيما يلي أهم الأدوات المستخدمة في العملية:

1. الحاوية (وعاء) أو الحمام الذي تتم فيه عمليات الصباغة والتسوية ويجب أن تكون مصنوعة من مادة غير قابلة للصدأ ومقاومة للحرارة، وعادة ما يتم استخدام الحاويات الفولاذية أو النحاسية.

2. مقياس للوزن (لوزن الصوف).

3. ميزان حرارة لقياس درجة حرارة حمام الصباغة.

4. محرّك مصنوع من الخشب ويُستخدم لتقليب الألياف في حمام الصباغة

5. عبوات زجاجية متدرجة لقياس وإزالة الأحماض والقلويات.

6. أملاح المعادن مثل الشب الأبيض، الشب الأخضر، الشب الأسود، ثاني كرومات الصوديوم، كلوريد القصدير ، إلخ.

7. المواد القلوية مثل الصودا والأمونيا، وغيرها..

8. يمكن أيضًا استخدام أحماض مثل حمض الأكساليك حمض الستريك والأحماض المعدنية مثل حامض الكبريتيك وحمض الهيدروكلوريك، في الماضي، كان "اللبن الرائب" يُستخدم بدلاً من حمض اللاكتيك.

9. يجب أن يتوفر الماء الذي سيستخدم باستمرار في الصباغة، ومن المهم ألا ننسى أن الصباغة هي عملية كيميائية، ويجب اتخاذ جميع احتياطات السلامة اللازمة، لتجنّب حدوث أي مشكلة.

العوامل المؤثرة في الصباغة الكيماوية

1. نوع المادة وخصائصها

هناك خصائص كيميائية وفيزيائية لكل مادة (الصوف، القطن، الحرير.. إلخ)، ويتم جزء كبير من صباغة المواد الخام لنسيج السجاد عن طريق الصباغة المتقاربة، ونتيجة لذلك، فإن كل ألياف نسجية لها تقارب متأصل لمجموعة معينة من الأصباغ، ويختار الصباغ ما يناسبها.

2. استخدام المنتج

استخدام المنتج في المستقبل يحدد أيضًا الأصباغ المستخدمة في الصباغة، على سبيل المثال، في حال صباغة المواد الخام لنسيج السجاد، يجب استخدام الأصباغ التي تحتوي على أقصى قدر من الصبغ المقاوم الغسيل والتآكل، ولكن في حالة صباغة الألياف المستخدمة في نسيج قماش الستائر، يمكن النظر في الصبغ الذي يمنحنا المزيد من الثبات ضد الأشعة والضوء.

3. نوع الصبغ

هناك عامل آخر يؤثر على الصباغة وهو نوع الصبغ المستخدم في عملية الصباغة، وهناك العديد من الشركات المختلفة التي تنتج الأصباغ التي إذا لم يكن لدى الصباغ معرفة كافية بخصائصها، فلا يمكنه اختيار الصبغ الأفضل لطريقة الصبغ والصباغة المطلوبة.

4. حمام الصباغة

خصوصا في حالة الصباغة بالأصباغ الكيميائية، يُعتبر اختيار حمام الصباغة مهما للغاية، ويجب أن يكون حمام الصباغة وفقًا لخصائص المنتج ومواد الصباغة المختارة، نظرًا لأن صبغ السجاد المنسوج يتم بشكل أساسي في وعاء تقليدي، يتم التأكيد على استخدام الفولاذ ودورانه وتناسبه مع الحجم للمنتج.

5. الماء

إن أهم شرط لتحقيق شفافية المواد الخام المصبوغة هو استخدام الماء المناسب في الصباغة، ولسوء الحظ، يتم استخدام الماء غير المناسب للصباغة في العديد من ورش الصباغة، إذ يؤدي وجود أملاح الكالسيوم والمغنيسيوم في هذه المياه إلى جعل لون الألياف باهتًا، وتجدر الإشارة إلى أن الماء من أهم أدوات التحكم في جودة الصباغة.

6. الحرارة

تحتاج جميع أنواع الصبغات الكيميائية إلى حرارة لزيادة سرعة الصباغة ولإجراء ذلك في أقل وقت ممكن، بالإضافة إلى دورها الفعال في سرعة الصباغة، تعتبر الحرارة أيضًا إحدى أدوات التحكم في نوعية الصباغة، ومن الضروري للصباغة الاستفادة القصوى من هذه الأداة لصالح العمل.

ولسوء الحظ، فإن إحدى مشكلات استخدام الحمام التقليدي هي أن درجة الحرارة تختلف في أجزاء مختلفة من الحمام.

7. المواد المساعدة

في كثير من حمامات الصباغة، بالإضافة إلى الأصباغ والبضائع، هناك حاجة إلى مواد تعاونية أو مساعدة، وتُستخدم هذه المواد لأسباب مختلفة، بعضها يُستخدم لتليين المياه، والبعض الآخر مرطبات للألياف.

وبغض النظر عن جميع العوامل المذكورة أعلاه، تلعب مهارة الصبّاغ وبراعته الفنية دورًا حيويًا في جودة الصباغة، إذ يجب أن يكون لدى الصباغ معرفة كافية بالخصائص الكيميائية والفيزيائية للمنتج، والصبغة، وحمام الصبغة، ومراقبة وتحليل كل ما يحدث في عملية الصباغة.

يعتقد خبراء السجاد المحترفون أن من عيوب الأصباغ الكيميائية أنها غير مقاومة للضوء المباشر والغسيل وعوامل التآكل، وفي الوقت نفسه، فإن السجاد اليدوي الذي تم صباغته بأصباغ طبيعية، مقاوم للضوء والبلى والغسيل وهي أحد أهم نقاط قوته.

أنواع أصباغ الأقمشة الصناعية

لقد أدى استخدام الألوان في صناعات مختلفة مثل صناعة النسيج والبناء وبناء السفن والحرف اليدوية والعديد من فروع الصناعة الأخرى إلى تصنيف أنواع مختلفة من الأًصباغ لأغراض مختلفة..

ويمكن تنفيذ عملية الصباغة في أي مرحلة من مراحل إنتاج النسيج أو الألياف أو الخيوط أو أثناء وضع اللمسات الأخيرة على المنسوجات، ويعتمد ثبات ألوان المنسوجات على عاملين: اختيار اللون المناسب بناءً على مادة النسيج المراد صباغتها، واختيار طريقة صباغة الألياف أو الخيوط أو القماش، فيما يلي أهم الأصباغ لصباغة الأنسجة الصناعية:

1. أصباغ حمضية

تشمل الأصباغ الحمضية صبغات الآزو، أصباغ أنثراكينون، أصباغ ثلاثي فينيل ميثان، وأصباغ أنثراكينون، صبغات النيترو والنيتروز، وصبغات أزين وزانثين.

تعتمد مقاومة هذه الألوان على تركيبها الكيميائي، بيئة الصباغة لهذه المجموعة من الألوان حمضية وتشمل أحماض الكبريتيك والأسيتيك والفورميك، ونادرًا ما يتم الصباغة في البيئات القلوية والمحايدة.

وتستخدم هذه الألوان في صباغة ألياف البروتين والحرير وألياف البولي أميد والأكريليك وألياف البروتين الأخرى ، كما أنها تخلق ألوانًا زاهية.

2. الأصباغ القلوية (الأصباغ الأساسية (الموجبة)

الأصباغ القلوية، أو الأساسية أو الموجبة قابلة للذوبان في الماء وتُستخدم بشكل أساسي لصبغ ألياف الأكريليك، ويتم استخدامها في الغالب مع المواد المساعدة (الكروم)، وهذه الأصباغ هي مواد كيميائية تشكل مركبًا غير قابل للذوبان مع صبغات، والغرض من استخدامها هو تثبيت اللون على القماش، وإذا تم استخدام الكروم جنبًا إلى جنب مع الألوان الأساسية؛ يمكن استخدامها لصبغ القطن والكتان والنايلون والبوليستر والأكريليك، وبخلاف الأكريليك، فإن الأصباغ الأساسية ليست مناسبة جدًا لصبغ الألياف الأخرى، لأنها غير مستقرة ضد الضوء والغسيل والتعرق، لذلك، بشكل عام، يتم استخدامها في العمليات التي يتم فيها تطبيق الأصباغ الحمضية على المنسوجات بعد صبغها.

هذه الألوان هي ألوان شفافة ويتم إنتاجها بألوان الأحمر والأزرق والأخضر والأرجواني، وليس لديها مقاومة جيدة للضوء، ومن الأمثلة على هذه الألوان البنفسجي الكريستالي والأخضر المالاكيت، وتقدم هذه الأصباغ كيميائيا على شكل أملاح لصبغ الألياف.

3. الأصباغ المثنية

تشكل هذه الألوان مجموعة كبيرة من الأصباغ وتشمل صبغات النيلي والكبريت والأنثراكينون وهي غير قابلة للذوبان، والتي يتم تجديدها بواسطة هيدروكسيد الصوديوم وهيدروسلفيت الصوديوم، وتستخدم هذه الألوان لصباغة القطن والصوف وألياف الحرير.

4. الأصباغ الكبريتية

أصباغ الكبريت غير قابلة للذوبان، ويمكن إذابتها بمساعدة الصودا الكاوية وكبريتيد الصوديوم، ويتم الصباغة بهذه الأصباغ عند درجة حرارة عالية وبمساعدة كمية كبيرة من الملح، ويتسبب وجود الملح فيها في اختراق اللون للألياف، وبعد صبغ القماش، يتعرض القماش للهواء أو يتأكسد باستخدام مواد كيميائية من أجل خلق درجات الألوان المرغوبة على القماش، وتتم إزالة الأصباغ والمواد الكيميائية المتبقية على القماش والتخلص منها بالغسيل، وتتمتع هذه الألوان بثبات جيد ضد الضوء والغسيل والعرق وتستخدم في الغالب لصباغة الأقمشة القطنية والكتانية.

5. ألوان الكروم

تسمى الأصباغ اللاذعة أو صبغات الكروم حمضية، وفي حمام الصباغة أو بعد الانتهاء من عملية الصباغة، يتم استخدام بيكربونات الصوديوم أو البوتاسيوم معها، ويتم ذلك من أجل الاستفادة وظيفة ربط الكروميوم، تستخدم هذه الألوان في الغالب لصباغة الصوف؛ لأن استخدامها في معالجة الصوف يعمل على استقرار لون الألياف، بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم هذه الأصباغ أيضًا في صباغة القطن والكتان والحرير الصناعي والنايلون، على الرغم من أن تأثيرها أقل على هذه الأنواع من الألياف.

6. الأصباغ المشتتة

الأصباغ المشتتة لا تذوب في الماء، وتكون هذه الأصباغ على شكل حبيبات صغيرة جدًا وتنتشر على شكل عجينة أو مسحوق في الماء، تذوب هذه الجسيمات في الألياف وتعطيها اللون، وتم إنتاج هذه الأصباغ في الأصل لصباغة ألياف السليلوز، ولكنها تُستخدم الآن أيضًا في صباغة النايلون وألياف الأكريليك.

7. الأصباغ المذيبة

لا تحتوي هذه الأنواع من الأصباغ على مجموعات سلفونيك التي تجعل اللون يذوب في الماء، ويستخدم كمذيب لإذابة اللون من المذيبات العضوية مثل الكحوليات والإسترات والدهون والشموع والزيوت، وتستخدم هذه الأصباغ في الغالب لصبغ البوليستر.

8. الأصباغ المباشرة

تستخدم الأصباغ المباشرة لصبغ ألياف السليلوز دون استخدام المركزات، ويتم استخدامها لصباغة الصوف والحرير والنايلون والقطن والحرير الصناعي، إلخ، وهذه الألوان ليست ساطعة للغاية ولديها القليل من الثبات أثناء الغسيل، على الرغم من أنها تتمتع بثبات جيد نسبيًا ضد الضوء.

9. أصباغ الأزويك

وتشمل هذه الأصباغ صبغات الأوزون غير القابلة للذوبان ومشتقات من أملاح النفثالين والديازونيوم، وتُستخدم هذه الأصباغ لصبغ ألياف القطن.

ويُطلق عليها أيضا اسم لون الجليد أو اللون السحري لأنه يحتاج إلى درجة حرارة منخفضة وبعد الاقتران يتم إنتاج اللون في غضون ثوانٍ قليلة، ومن خصائصه ثبات اللون من جيد إلى ممتاز ضد الضوء والغسيل

10. أصباغ شفافة بصريا

هذه الألوان عبارة عن أصباغ كيميائية خاصة تمتص الإشعاع بأطوال موجية من 2300 إلى 2800 أنجستروم (مدى الأشعة فوق البنفسجية) وتنبعث منها الضوء في منطقة من 4300 إلى 4900 أنجستروم (النطاق الأزرق من طيف الضوء المرئي)، وهي تعزز المنسوجات وتتحكم في اصفرار الألياف والمنسوجات وهي مشتقة من أصباغ الأسيتيلين.

وتستخدم هذه المواد بكميات كبيرة في تحضير الصابون ومساحيق الغسيل وصباغة القطن والصوف والنايلون.

11. الأصباغ التفاعلية

تتفاعل الأصباغ التفاعلية مع جزيئات الألياف وتشكل مركبًا كيميائيًا، وتستخدم هذه الأصباغ إما محاليل قلوية أو تستخدم محاليل محايدة قلوية في عملية منفصلة، في بعض الأحيان، تُستخدم المعالجة الحرارية أيضًا لإنشاء ظلال بألوان مختلفة، وبعد الصباغة، يتم غسل القماش جيدًا بالصابون حتى يتم التخلص من الأصباغ غير الممتصة تمامًا وإزالتها من القماش، وتُستخدم الأصباغ التفاعلية في الأصل فقط للألياف السليلوزية؛ ولكن الآن تستخدم هذه الأصباغ أيضًا في صبغ أنواع مختلفة من الألياف مثل الصوف والحرير والنايلون والأكريليك وتركيباتها.

طرق صباغة المنسوجات

1. يتم تطبيق الأصباغ على الألياف باستخدام طرق مختلفة وخلال مراحل مختلفة من عملية إنتاج المنسوجات:
الصباغة الجماعية: في هذه الطريقة، يتم صبغ الألياف قبل الغزل.

2. صباغة حزمة الألياف: تسمى الألياف الممشطة حزمة الألياف، وفي هذه الطريقة، يتم صبغ الألياف قبل عملية تلميع الخيوط.

3. صباغة الأقمشة: في هذه الطريقة، يتم إعادة صبغ مجموعات صغيرة من الأقمشة المصبوغة بألوان طبيعية حسب اللون المستهدف.

4. أصباغ قابلة للذوبان أو صبغ البوليم: في هذه العملية، تتم إضافة الصبغة إلى المحلول الأساسي (الذي يتم تغذيته بالخيوط) قبل إزالة الشعيرات الاصطناعية من الخيوط.

5. صباغة الملابس: في طريقة الصباغة هذه، يتم الصباغة على المنتجات الجاهزة مثل الملابس الجاهزة.

6. الصباغة السائبة: تستخدم طريقة الصباغة بالجملة لصبغ الألياف، وفي هذه العملية، يتم وضع الألياف الأساسية داخل حجرة مغلقة ويمرر محلول الصبغة من خلالها، وعلى الرغم من ضخ محلول الصبغة بكميات كبيرة، إلا أن الصبغة قد لا تخترق الألياف تمامًا وقد لا يتم صبغ بعض أجزاء الألياف جيدًا، ومع ذلك، فإن عمليات الغزل والخلط التالية تمزج الألياف بطريقة تصبغ بشكل موحد، وتُستخدم هذه الطريقة عادة لصبغ ألياف الصوف.

7. صباغة موحدة للألياف: تسمى الألياف الممشطة حزمة الألياف، في هذه الطريقة، يتم لف حزم من الألياف على بكرة شبكية وينتشر المحلول داخلها بطريقة دائرية، وتؤدي هذه الطريقة إلى صباغة موحدة للألياف.

8. طريقة صباغة الألياف بعد غزلها: وتسمى صباغة الخيوط، وفي هذه الطريقة، تخترق الصبغة الألياف إلى قلب الخيط، وهناك طرق مختلفة لصباغة الخيوط، بعضها صباغة خصلة خيوط، صباغة البَكرة، صباغة الخصلات...

9. صباغة اللفائف: في هذه الطريقة، يتم لف الخيوط بشكل فضفاض في بكرات أو لفها حول بعضها البعض، ثم يتم تعليقها على سلم وغمرها في حمام صبغ، وبهذه الطريقة، تتغلغل الصبغة جيدًا في الخيط، وتظل الخيوط أكثر نعومة وسلاسة، ويُستخدم هذا النوع من الصباغة في الغالب لصباغة خيوط الصوف واللفات الكبيرة من خيوط الأكريليك.

10. صباغة الشلال: تشبه صباغة الشلال طريقة صباغة البكرة، ولكنها أكثر اقتصادا، ففي هذه الطريقة يتم لف الخيط حول شبكة ثم يتم غمره في حوض يحتوي على محلول ملون.

11. صباغة البكرات: يتم لف الخيوط على مكبات أو أعمدة دورانٍ أو أجزاء مماثلة، ثم يتم ترتيبها على قضبان شبكية وتُغمر في خزان، داخل هذا الخزان، يتم ضخ الطلاء من الخارج إلى الداخل من البكرات ثم يعود إلى مركز

12. البكرات؛ سيسمح ذلك للصبغة باختراق الخيط قدر الإمكان، وعادة ما يتم صبغ القطن الممشط والمستخدم في إنتاج المنسوجات بهذه الطريقة.

13. صباغة الحبال: تستخدم هذه الطريقة لصبغ الأقمشة الطويلة، ويتم تمرير القماش عبر حمام الصبغة على شكل حبل، حيث يتحرك حبل القماش هذا عبر قضيب على حلقة، ثم تغمر هذه الحلقة في الصبغة وبهذا يتم سحب القماش للأمام، وتتكرر هذه العملية عدة مرات حتى تقترب كثافة لون القماش من اللون المطلوب.

14. الصباغة النفاثة: في هذه الطريقة، يتم وضع القماش داخل نفق دافئ، حيث يتم رش محلول الصبغة على القماش تحت ضغط عالٍ؛ في الوقت نفسه، يتحرك القماش أيضًا على طول النفق، وأثناء الصباغة الكاملة للنسيج، تكون سرعة المحلول أسرع من سرعة النسيج داخل النفق.

أهم الأصباغ المستخدمة في السجاد الشرقي

على الرغم من تقدم التكنولوجيا والعلوم وتوسع ورش الغزل والصباغة، إلا أنه من الصعب اليوم الحصول على الصوف واللون بهذه الجودة مقارنة بالماضي، عُرف السجاد الشرقي بألوان صباغة مميزة على مر التاريخ، سنذكر فيما يلي أهم صبغين استُخدما قديما –ومازالا - في صباغة السجاد الشرقي:

صباغة زرقاء

في حين أن ألوان السجاد الأكثر شيوعًا التي تتبادر إلى الذهن هي درجات اللون البني والأحمر، إلا أن اللون الأزرق هو أحد أكثر الألوان جاذبية التي يمكن رؤيتها في السجاد الشرقي القديم، والغريب أن اللون الأزرق لم يخرج من مجال السجاد والبُسط في أي وقت من هذا التاريخ الطويل، ولطالما كان لهذا اللون تأثير كبير في جذب انتباه الجمهور وإضفاء الروح للمنازل.

على الرغم من أن استخدام اللون الأزرق كأحد ألوان السجاد الشائعة التي تحظى بشعبية كبيرة في الوقت الحاضر، إلا أنه لم يكن كذلك في الماضي، أي أن اللون الأزرق كان موجودًا دائمًا في السجاد، ولكن ليس السجاد الشائع، يعود استخدام هذه الصباغة إلى العصور القديمة، على الأرجح، تم جلب اللون الأزرق لأول مرة إلى أوروبا من الهند قبل 700 عام من ميلاد المسيح، وكانت هذه الصباغة ما زالت تُعتبر لونًا نادرًا ومكلفةً حتى أنشأ الرحالة والمستكشف البرتغالي فاسكويدو جاما طريقًا بحريًا جديدًا بين الهند وأوروبا في القرن الخامس عشر، وكانت الصبغة الزرقاء في ذلك الوقت تُستخرج من مصدرين رئيسيين، النيلة ووسمة الصباغين.

وغني عن القول أن عملية إنتاج لون السجادة بالنيلي هي مهمة صعبة للغاية، لأن المحلول المستخدم في هذا العمل هو أساسًا عديم اللون؛ ويتحول اللون النيلي إلى اللون الأزرق فقط عند إزالة الألياف منه وأكسدته في الهواء الطلق، لذلك تتطلب معرفة وقت إزالة الألياف من المحلول للحصول على اللون المناسب الخبرة والاحترافية.

صباغة حمراء

يكاد يقال أن اللون الأكثر أهمية في السجاد الشرقي هو اللون الأحمر أو لون الورنيش، وغالبًا ما يتم تحضير هذا اللون من نبات الفوة الصبغية، والمعروف باسم اللون الأحمر الأكثر ثباتًا في العالم، وينمو هذا النبات عادة في مزارع الكروم ، وفي فصل الخريف، عندما يتعرض للرياح، ينفصل قلبه عن القشرة، ثم يتم طحن هذا الجوز الأحمر في ورش صبغ ويُستخدم كصبغة لصوف السجاد الشرقي.

بالإضافة إلى الفوة الصبغية، يتم الحصول على اللون الأحمر أيضًا من الحشرات والفطريات، وفي الهند، تم الحصول على اللون الأحمر من نوع من الصمغ الأحمر، وكان الصمغ الأحمر في الواقع، يُعتبر نوعا من الأمراض النباتية الفطرية التي تسبب ضعف الأشجار وموتها، حيث تتجمع هذه الفطريات في شقوق الجذع والأغصان وتُنتج نسغًا داكن اللون، ويتم الحصول على اللون الأحمر من حشرة تشبه بق الفراش وتسمى باللون الأحمر الأرميني.

في الواقع، لم يعد استخدام وإنتاج هذه الألوان عضويا شائعًا كما كان في الماضي، لأن المنتجات والألياف المصبوغة بألوان طبيعية تكلفتها أعلى بكثير من المنتجات الاصطناعية المماثلة بسبب الجهد الكبير المبذول في الحصول عليها ومع ذلك، يحاول صانعو السجاد اليدوي العتيق، الحفاظ على هذا الإرث التاريخي لضمان وجود هذا النوع من السجاد في كل منزل وبيئة، لمنحنا روح الطبيعة في الحياة الحضرية الباردة والسريعة.

إذا كنت قد زرت أزقة النسيج التاريخي لبيرجند عاصمة محافظة خراسان الجنوبیة في شرق إيران، ومررت بأزقة هذه المنطقة الضيقة والمتكسرة، ووصلت إلى حي كان يُعرف فيما مضى باسم حي الصباغين "حي رانغارزاها"، حي كانت تنبعث منه رائحة النباتات والألوان الطبيعية من أزقته، وتنطلق أصوات أواني الطلاء، الأواني الكبيرة التي تُنقع فيها النباتات الطبيعية لاستخراج الأصباغ، وخيوط الصوف المصبوغة التي تطفو في الشوارع، ستكتشف أن هذه المهنة لم تعد حيوية في هذه المنطقة، ولكن كبار السن في بيرجاندي يتذكرون جيدًا، حي رانغارزاها، حي كانت تنبعث من أزقته رائحة النباتات والألوان الطبيعية التي تُصنع منها أجمل أصباغ السجاد الشرقي، وأكثرها قيمة على الإطلاق!

العقل الإبداعي للمصممين، وسحر ألوان الصباغين، وبراعة أصابع النساجين، خلقت نمطًا من السجاد اليدوي الذي حافظ على جماله وأصالته حتى بعد سنوات عديدة، ولا شك أن فن الصباغة موجود منذ بداية الحضارة والتاريخ الإنساني في مختلف المجتمعات البشرية في تلك الفترة، وربما تم استخدام ثلاثة إلى خمسة ألوان طبيعية غنية وخام يتم الحصول عليه من مجموعة واسعة من النباتات والمعادن والحشرات في ذلك الوقت، وبعد مئات الآلاف من السنين، وصل هذا العدد إلى ما لا يمكن إحصاؤه من الألوان..

ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، أدت الأبحاث البشرية والتطورات في الكيمياء إلى ابتكار آلاف الألوان الاصطناعية والتي تعتبر أكثر اقتصادا من حيث السعر وسرعة في العمل، وهو أمر يصعب حصره، وكانت هذه التغييرات والتحولات، التي حدثت فقط في مائة عام تحدث في صمت ولكنها قدّمت لنا نماذج من الألوان والأصباغ الزاهية الطبيعية والصناعية، التي لا حصر لها لصناعة السجاد اليدوي ومختلف المنسوجات..

مشاركة

لقد سكبت ماده لكلورر على السجاده وكان لونها ابيض واخضر واصبحت البقعه بنيه كيف اعيد لون السجاده رجاءا الاجابه مع الشكر والتقدير

نوال احميد | Oct 01, 2023

In Pakistan, herbal medicine has a long history and plays a significant role in traditional healthcare practices. The country’s diverse flora offers a wide range of medicinal plants used in traditional remedies for various health conditions. Herbal medicine is widely practiced and valued by many communities in Pakistan for its natural and holistic approach to health and wellness. However, it is essential to exercise caution when using herbal remedies, as their safety and effectiveness can vary. Seeking guidance from qualified practitioners and ensuring the use of reputable herbal products are essential steps for those interested in exploring herbal medicine in Pakistan.
pakistan herbal medicine

stella | Aug 03, 2023

كنت عاوزه اعرف في صبغه السجاد الشنواه

شيماء حسن | Mar 31, 2023

Share information about your brand with your customers. Describe a product, make announcements, or welcome customers to your store.