التاريخ المُذهل لألوان السجاد (دليل مفصل)

التاريخ_المُذهل_لألوان_السجاد_دليل_مفصل

التاريخ المُذهل لألوان السجاد (دليل مفصل)


عام 335 ق م، عَبَر الإسكندر المقدوني مضيق الدردنيل باتجاه آسيا، وعندما تعمّقت قواته داخل بلاد فارس (إيران) والتي كانت من أعظم الإمبراطوريات حينها، ظفر القائد العسكري بغنائمَ كبيرة بعد أن أطاح بإمبراطورية الشاهنشاه الفارسي داريوش الثالث، وذكر المؤرخ اليوناني بلوتارخ (نحو 45 - نحو 125 م) الذي أرّخ السير الذاتية للإغريق والرومان اللامعين، وكتب يصف غزوات الإسكندر الأكبر (كان كتابه "حياة الإسكندر" واحدًا من أكثر خمسة مصادر موثوقيةً موجودةً عن القائد المقدوني)؛ كتب المؤرخ يصف ذهول الإسكندر الأكبر عندما عثر على سجادٍ رائعٍ في البلاط الأخميني، وقيل أن القائد المقدوني كان متفاجئًا وسعيدًا عندما رأى السجاد الفارسي ذو الألوان والتصاميم البديعة في مدينة "باسارجاد" عاصمة الأخمينيين، وحمل منها خمسة آلاف قطعة من القماش الأرجواني من بين الأشياء التي غنمتها قواته، والتي كانت تعود إلى 120 عاما، وقد لوحظ بأن الألوان ونسيج القطع التي حملها القائد العسكري لم تتضرر حتى بعد مرور عشرات السنين!

لا يمكن أن نعرف الحقيقة الكامنة خلف افتتان الإسكندر الأكبر بألوان السجاد وتصاميمه للدرجة التي تجعله يعتبرها غنيمة حرب! ولا ولع الإنسان بالألوان السحرية والزاهية والمبهجة للسجاد على مر السنين دون أن نكشف الغطاء حول علاقة الإنسان بالألوان، والسر الذي يجعل ألوان السجاد خالدة ويستمر سحرها لمئات السنين، لذلك، سنأخذك في جولة في عالم الألوان الساحرة للسجاد لنكتشف سر سيكولوجية الألوان، ومن أين تُستخرج الأصباغ لصناعة السجاد، وما هي دلالتها في الثقافات والحضارات التي فُتنت بحياكة السجاد، وكيف ستختار لون السجادة المناسب لمساحتك.. تابع معنا قراءة هذا الدليل المفصل.

كيف افتُتِن الإنسان بسحر الألوان؟

 

لا يمكننا الحديث عن ألوان السجاد دون أن نقف لبعض الوقت عند عالم الألوان الزاهي، فقد أبهر موضوع الألوان البشر منذ مئات آلاف السنين، وقبل أن نعرف ماهية اللون، وسيبدو ما سنقوله غريبا لكثيرين ولكن، في الحقيقة الألوان بالأساس غير موجودة! أجل، لأن لون الشيء هو فقط تفسير دماغنا لإشارة الضوء المنبعثة منه أو المنعكسة منه، ولهذا السبب يكون الظلام الدامس بدون لون.. ولكنّ ذلك لا يمنع أن الإنسان يحب إعطاء تعريفات حتى للأشياء غير الموجودة، إذ يُعرّف العلماء اللون بأنه: "الإحساس الناتج عن تأثير موجات الضوء على شبكية العين، يعتمد لون شيءٍ ما بشكل أساسي على الأطوال الموجية للضوء التي ينبعثها أو يعكسها أو ينقلها".

أصبح وجود الألوان على درجة عالية من الأهمية، وأصبح من العناصر الأساسية التي ترتكز عليها دراسات "علم الجمال العصبي"، وهو مصطلح تمت صياغته مؤخرًا، ليُعبّر عن الدراسة العلمية للعواقب العصبية للتفكير في عملٍ فني إبداعي، إذ يحاول الباحثون العاملون في مجال "علم الجمال العصبي" تحديد أنظمة وآليات دماغنا التي تستجيب للمدخلات الجمالية (اللون، والتصميم، والفن المرئي، والعمارة، والموسيقى...) لمعرفة كيفية تفاعل البشر، ولم تكن علاقة الإنسان بالألوان علاقة جمالية فقط، بل علاقة نفعية أيضا..

كيف كانت هذه العلاقة؟ ومنذ متى بدأت، وكيف تطورت على مر العصور؟


الإنسان والألوان: علاقة تمتد لملايين السنين

علاقة الإنسان بالألوان علاقة قديمة وحميمة، إذ يعتقد العلماء "أن تطور رؤية الألوان عند الإنسان العاقل قد أنتج رؤية ثلاثية الألوان للعالم مقارنة بأغلبية الثدييات الأخرى التي لديها رؤية ثنائية اللون فقط، ويُعتقد أن أسلاف البشر الأوائل رأوا العالم عبر رؤية فوق بنفسجية منذ 90 مليون عام، وأن القدرة على رؤية الضوء الأزرق تطور كصفة تكيفية بمرور الوقت" 1 ، وقد حاول العلماء والفنانون العثور على أجوبة حول الأسئلة التي تشغل بال الإنسان عن الألوان ورؤية الألوان، تم التعامل مع اللون وإنتاج الألوان وإدراكها على مر السنين، و بعيدا عن التفسيرات العلمية لاحظ الإنسان هذه الظاهرة الرائعة والجميلة في الطبيعة من حوله، وفورًا حاول أن يصنع عناصر ملونة بفصل اللون عن الطبيعة أو من خلال صُنع هذه الألوان بنفسه، ليصبغ بها ملابسه وأفرشته.

منذ القدم حاول الإنسان تطويع ألوان الطبيعة ليستمد منها الألوان المفعمة بالحيوية والتناغم والتوازن وليلوّن بها الأشياء التي يستخدمها يوميا، وسرعان ما اكتشف العلماء حقيقة أن الألوان تؤثر بشكل واضح على سيكولوجية الإنسان، لذلك ظهر في علم النفس فرع أُطلق عليه اسم "علم نفس الألوان"، وهو ما سنتحدث عنه بالتفصيل في هذا المقال ولكن، ينبغي الآن أن نعرف أولا كيف اكتشف و(اخترع ) الإنسان عجلة الألوان؟!


ما هي عجلة الألوان؟


جميع درجات الألوان يمكن للعين البشرية تمييزها، وعلى هذا الأساس ظهر نظام يسمى "عجلة الألوان" يجمع الألوان معًا ويُسهّل إتقانها، ويعتمد المصممون والرسامون والنساجون على عجلة الألوان هذه للاختيار من بين أفضل المجموعات الممكنة لاستخدامها في إبداعاتهم، وتتيح أداة التحديد هذه إنشاء تناغمات ولوحات ألوان ناجحة تمامًا..

إذن ما هي عجلة الألوان؟

إنها تلك الدائرة اللونية التي تُعتبر الأداة المرجعية الأساسية للمصممين والفنانين، وهي تمثيل مرتب للألوان على شكل دائرة يتبع ترتيب ألوان قوس قزح، ويُتيح هذا النظام إمكانية تقديم الألوان المرئية للعين البشرية بشكل عقلاني والتمييز بسهولة بين الألوان الأولية والثانوية والثالثية.

تُستخدم الدائرة اللونية في العديد من القطاعات، من الزخرفة، إلى الفنون التشكيلية، إلى رسومات الحاسوب... وغيرها، إنها أداة عملية للجمع المتناغم بين الألوان، لذلك يستخدم الفنانون والمصممون عجلة الألوان كأداة مرجعية، في الواقع، تُتيح الدائرة ترتيب الألوان وفقًا لتحلّلها الطبيعي: طيف الألوان (الذي يظهر عندما يمر الضوء عبر منشور زجاجي).

والمدهش هو أن العين البشرية يمكنها أن تُميّيز ما يصل إلى 350000 درجة لون، ويمكن لأدوات الرسومات إعادة إنتاج كل هذه الأشكال تقريبًا، وتتكون عجلة الألوان من 12 لونًا مشبعًا موزعة على النحو التالي:

الألوان الأساسية: بناءً على نظرية الألوان، فإن الألوان الأساسية هي الألوان الأساسية التي تسمح لك بإنشاء جميع الألوان والظلال الممكنة، وللقيام بذلك، فقط قم بخلطها، ومن ناحية أخرى، لن تتمكن أبدًا من الحصول على الألوان الأساسية عن طريق مزج الألوان الأخرى معًا، والألوان الأساسية هي 3:

 

الألوان الثانوية: إذا قمت بخلط الألوان الأساسية بنسبٍ متساوية، ستحصل على الألوان الثانوية وهي كالتالي:

  • الأحمر + أصفر = برتقالي
  •  أصفر + الأزرق = أخضر
  • الأزرق + الأحمر = أرجواني

الألوان الثالثية: أخيرًا، يتم إنشاء الألوان الثلاثية بدمج لون ثانوي مع لون أساسي، للحصول على لون آخر نطلق عليه اسم ثالثي.

درجة حرارة اللون

يجب أيضًا مراعاة فكرة درجة حرارة اللون لاستخدام عجلة الألوان في إبداعاتك.

تميز عجلة الألوان أيضًا الألوان الدافئة من الألوان الباردة، والأخضر، والأزرق، والأزرق الأرجواني على جانب واحد، والأحمر والبرتقالي والأصفر على الجانب الآخر، وتؤثر الألوان على الحالة المزاجية ولديها القدرة على إثارة المشاعر.

تعد معرفة رمزية الألوان أمرًا ضروريًا أيضًا لاختيار اللون الذي يتوافق مع الرسالة التي تريد نقلها، وجدير بالذكر أن هناك أنواعا مختلفة من عجلة الألوان يتم فيها توزيع الألوان وفقًا للجوانب التالية:

  • بدني
  • فسيولوجي
  • فني     
  • جمالي
  • اِصطِلاحِيّ

 

كما ذكرنا، تُصنف الألوان في الطبيعة إلى ثلاث فئات: الألوان الدافئة، والألوان الباردة، والألوان المحايدة (ليست باردة ولا دافئة)، وتمييز الألوان الباردة عن الألوان الدافئة والمحايدة أمر ضروري لكي ننجح في اختيار ألوان السجاد المناسبة، وألوان الديكور المناسبة للمنزل:

  1. الألوان الباردة

الألوان الباردة بسيطة ومتواضعة، نُطلق على الألوان: الأخضر، والأرجواني والأزرق (الألوان التي لها طيف أزرق) ألوانًا باردة، تذكرنا بالماء والسماء، ومن أهم خصائصها إضفاء الهدوء والاسترخاء والبرودة في المساحات، كما ويلهم الطيف الأزرق في الألوان السلام والأمن، ولكن، إذا بالغت في استخدام هذه الألوان، سوف يتسبب ذلك في عدم ارتياح وبرودة ذهنية لدى الموجودين في الغرفة، وتعمل هذه الدرجات من الألوان على إبطاء معدل ضربات القلب وتقليل درجة حرارة الجسم، وعلى عكس الألوان الدافئة اللون البارد لديه طاقة أقل في تحفيز الإنسان.

  1. الألوان الدافئة

يمكن القول أن الألوان الدافئة هي الألوان التي تجعل الناس يشعرون بالدفء، فمن خلال النظر إلى هذه الألوان تستشعر حرارة الصيف، وتشمل الألوان الدافئة ألوان الأحمر والأصفر والبرتقالي، وتُعرف هذه الألوان بأنها مليئة بالعاطفة والحرارة وتثير إحساسًا بالحركة والتنقل لدى الإنسان وتذكرنا بلهب النار، من ناحية أخرى تعمل الألوان الدافئة على تحفيز الجهاز العصبي وتكثيف مشاعر الناس وهذه الألوان مرئية بسهولة وجاذبة للانتباه، وفي الحقيقة، طول الضوء الأحمر قريب جدًا من الأشعة فوق البنفسجية، ولهذا السبب فهو مصدر لانتقال الحرارة.

تتضمن الألوان الدافئة ألوانًا أساسية وثانوية، إذ تُعد الألوان الثلاثة الرئيسية الأحمر والأصفر والبرتقالي، ويتم الحصول على بقية الألوان الدافئة من مزيج هذه الألوان الثلاثة الرئيسية.

  1. الألوان المحايدة

الألوان المحايدة هي ألوان غير موجودة في نطاق الألوان الباردة أو الدافئة، وتشمل العديد من الألوان مثل: الأسود، الأبيض، الرمادي، البيج، البني، الفضي، الذهبي، البرونزي... إلخ،  وتشمل أهم خصائص الألوان المحايدة؛ الحداثة، الجودة، الهدوء، الثقة، الأناقة..، وتُستخدم الألوان المحايدة على نطاق واسع في الديكور لأنها مرنة، ولأنها تشبه لوحة قماشية يمكن تزيينها بألوان وعناصر من اختيارك.

جهود العلماء والفنانين في اكتشاف عجلة الألوان

قبل القرن السابع عشر كان يُعتقد أن اللون ينتج عن مزيج من الضوء والظلام، حيث يكون اللون الأحمر "الأكثر إضاءة" والأزرق "الأكثر قتامة" ولكن، في منتصف القرن السابع عشر قاد عمل السير إسحاق نيوتن بالضوء الأبيض إلى اكتشاف الطيف المرئي للضوء لأول مرة، وقد كان نيوتن يرى بأن النظري المذكورة سالفا معيبة، ومن عزلته عن الطاعون الدبلي الذي اجتاح أوروبا حينها بدأ باختبار خصائص الضوء الأبيض في اختبارٍ لظاهرة اللون الشهيرة وفي تجربته المنشورية الكلاسيكية، لاحظ نيوتن الطريقة التي ينحني بها كل لون من الضوء أثناء مروره عبر المنشور الهندسي، وأن  الضوء الأبيض يتكون من مجموعة متنوعة من الألوان، ثم قام بتعيين هذه الألوان في مخطط الأوكتاف كأول عجلة ألوان وأصلية.

ببساطة اكتشف إسحاق نيوتن أن الضوء الأبيض القادم من الشمس يمكن تقسيمه إلى العديد من الألوان المختلفة ثم إعادة تكوينه، ثم أسس إسحاق نفسه على ألوان قوس قزح السبعة التي يدمجها في دائرة بربط اللون الأحمر بالأرجواني، ويمكننا اعتبار أن الأساس الحقيقي لعجلة الألوان يرجع تاريخه إلى تجارب السير إسحاق نيوتن مع الضوء والمناشير الهندسية، وقد نتج عن تجاربه تلك النظرية التي تعتقد بأن اللون الأحمر والأصفر والأزرق هي الألوان الأساسية التي اشتُقّت منها جميع الألوان الأخرى فيما بعد، وبالرغم من أن ذلك ليس صحيحًا تمامًا، إلا أن تلك النظرية ما زالت مؤثرة في عجلات الألوان التي تم تطويرها في أوائل القرن التاسع عشر بالإضافة إلى عجلة الألوان المستخدمة حاليًا.

بعد أن نشر نيوتن كتابه الفيزيائي الشهير "البصريات" والذي يتناول فيه طبيعة انكسار الضوء عام 1704 (يُعتبر الكتاب أحد أعظم الأعمال العلمية في التاريخ، وثاني أكبر كتاب لنيوتن عن العلوم الفيزيائية)، بعد نشر الكتاب الشهير انطلق العالِم والكاتب الألماني غوته تجاربه الخاصة مع الألوان، وقد كتب العديد من الرسائل في علم النبات وعلم التشريح واللون، وعام 1810، نشر جوته كتابه "نظرية الألوان"، والذي اعتبره أحد أهم أعماله يحتوي الكتاب على أوصاف مفصلة لظواهر مثل الدرجات الملونة، والانكسار، والانحراف اللوني، ووصف اللون بشكل مثير للجدل مفترضًا أنه ينشأ عن التفاعل الديناميكي للضوء والظلام 2 ، ولاحظ غوته أنه مع المنشور الهندسي، يظهر اللون عند حواف داكنة فاتحة، ويحدث الطيف حيث تتداخل هذه الحواف الملونة، وأجرى جوته العديد من التجارب مع اللون لمعالجة الثغرات التي لاحظها في نظرية نيوتن وقد اختلف غوته مع نيوتن الذي اعتبر الظلام كان مجرد غيابٍ للضوء في حين أن غوته يصر على أن الظلام هو عنصر أساسي ونشطٌ في إنتاج اللون،  وتطرق غوته أيضًا في الكتاب إلى الجوانب النفسية للألوان وعلاقتها بالعواطف البشرية والسمات السلوكية، والمثير للدهشة أن هذه الملاحظة أصبحت فيما بعد أساسًا لمعرفتنا بكيفية تفسير اللون بواسطة الدماغ البشري.

على جانب آخر تم توسيع جانبين آخرين للون من خلال البحث الذي أجراه الرسام الأمريكي ألفريد مونسيل في أوائل القرن العشرين، وكمدرّس، أدرك مونسيل طريقة منهجية للتواصل وتعليم الألوان، وأضاف أبعاد "اللون" و"قيمة اللون" كإضافات إلى تدرج اللون، وتستند نظرية ألوان مونسيل على نموذج ثلاثي الأبعاد حيث يتكون كل لون من ثلاث سمات من تدرج اللون (اللون نفسه) والقيمة (الإضاءة / التعتيم) والصفاء (تشبع اللون أو التألق).

ألوان بانتون الشهيرة


يمكن القول أن بانتون هي من ابتكرت نظامًا عالميًا ثوريًا لتسمية الألوان والتعرف عليها..

بدأت بانتون بالأصل كشركة صغيرة تأسست عام 1866 تقوم بتصنيع مخططات ملونة لمُصنّعي مستحضرات التجميل، وعام 1963، قامت شركة بانتون بإنشاء مخطط ألوان بانتون PMS  أو (Pantone Matching System)، وكان الغرض من هذه الأداة هو تحديد الألوان للطباعة عن طريق رمز معين، وبالتالي، من الممكن إعادة إنتاج لون فريد ودقيق عدة مرات حسب الضرورة.

 شيئًا فشيئًا أصبحت شركة بانتون فيما بعد رائدةً في نظام الألوان والمالكة للفضاء اللوني المستخدم في مختلف المجالات، لتقدم  مجموعة واسعة من أكثر من 800 لون نقي، بل وأصبحت قِيم بانتون معيارًا لدرجة أن البرلمان الاسكتلندي ناقش مقياسًا من شأنه أن يُحدد لون العلم في بانتون  300 (Pantone 300) ، أي الأزرق الملكي! وأصبح نظام ألوان بانتون مُلهما ليس للمصممين فقط، بل للعاملين في مجال الأزياء والديكور الداخلي  بما في ذلك السجاد وغيرها..

ويوجد الآن أكثر من 3000 لون مقنن في مخطط الألوان، وتتميز هذه الألوان بأنها لا تتغير بمرور الوقت، ولا تتردد الشركة في إضافة درجات جديدة بشكل دوري، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تعيد طباعة مخططات الألوان الخاصة بها كل عام لضمان جودة الألوان وتوافقها، ويُستخدم مخطط ألوان بانتون الآن دوليًا في مجال الطباعة وتصميم الرسوم، وكل عام، تكشف الشركة النقاب عن لون بانتون للعام، والذي سيؤثر على المتخصصين في مجالات الجرافيكس والأزياء في تصميم وإنتاج أعمالهم، إذ يمنحهم توجهًا استراتيجيّا لإبداعاتهم، حيث يُنظّم "معهد ألوان بانتون" اجتماعين سِرّيين  كل عام في إحدى العواصم أوروبية لممثلين من مجموعاتٍ معايير الألوان في دول مختلفة، وبعد يومين من المداولات والنقاشات والعروض التقديمية يتم اختيار لون العام التالي، على سبيل المثال أعلنت الشركة أن اللون المرجعي للعام 2022 هو (The Very Peri)..

وهذا اللون هو درجة نابضة بالحياة من اللون الأزرق الناعم مع مسحة حمراء رقيقة، مما يمنح هذا اللون مظهرًا أرجوانيًا قليلاً، ولم يتم اختيار هذا اللون المرجعي لهذا العام بشكل عشوائي، إذ وضّح البيان الصحفي الذي أعلن عن لون العام، أن هذا اللون جاء ليعبّر عن الاتجاهات والفلسفة الحالية في جميع أنحاء العالم، وهذا هو السبب في أن مخطط ألوان بانتون يدرس السلوكيات وأنماط الحياة والتقنيات الجديدة والإعلانات أو الأعمال الفنية، إنه باختصار، يتنفس بروح العصر لتحديد هذه الدرجة من اللون، والتي تجعل التغييرات والتقلبات والأحداث العديدة في العالم عام 2022 عام Very Peri اللون الذي يوحي بالثقة والهدوء والصفاء والتغيير الإيجابي في الحياة!

 

إذن، مِن عجلة ألوان السير إسحاق نيوتن، إلى نظام المضاهاة بانتون العالمي الشهير، أدى عمل هؤلاء العلماء والفنانين والباحثين وغيرهم كثير؛ إلى فهم التجربة الإنسانية لرؤية الألوان وإدراكها واستخدامها، وإلى إعداد تصنيفات لعجلة الألوان الموحدة، ومساحة الألوان المستخدمة الآن في الفنون والعلوم والرياضيات في العديد من أبحاث الألوان، وفي الأزياء والأثاث والديكورات وغيرها من المنتجات، وقد وضعت مناهجهم العلمية والفنية الأساس لدراسات الألوان للأجيال القادمة، وكانت أبرزها ظهور علم نفس الألوان في القرن العشرين..

إذن؟ ما قصة علم نفس الألوان؟


ألف باء سيكولوجية الألوان

عام 2000 أدخلت مدينة غلاسكو أكبر المدن الاسكتلندية نظام إنارة الشوارع باللون الأزرق بُغية تحسين المنظر العام للمدينة، وبعد ذلك، اتضح أن معدل الجرائم قد انخفض بشكل ملحوظ في المناطق المضاءة بالإنارة الزرقاء! ليس هذا فحسب، قامت أيضا شركة كيين إكسبرس اليابانية للسكك الحديدية عام 2005 بتغيير لون ثمانية مصابيح على أطراف المنصات في محطة غوميوجي في يوكوهاما إلى اللون الأزرق، وأبلغت بعدها إدارة الشركة عن انخفاض عدد محاولات الانتحار.1

تُظهر هذه التجارب (وإن كانت محدودة) أن مجموعة الاستجابات العاطفية المرتبطة بالألوان واسعة جدًا، يبدو البعض منطقيا، والبعض الآخر لا، وبعضها خاص ببلد أو ثقافة، بينما البعض الآخر عالمي أو يمكن ملاحظته بشكل طبيعي.. لذلك كان لزاما أن يستمر الإنسان في البحث خلف عالم الألوان وكيفية تأثير الألوان التي ندركها على أفكارنا وعواطفنا ولكن، من جانب العلمي بحت هذه المرة، ليظهَرَ علم نفس الألوان، أو علم النفس اللوني (Color psychology).

 تاريخ علم نفس الألوان               

يُعرف علم نفس اللون بأنه دراسة الإدراك البشري للألوان وتأثير الألوان على النشاط البشري.

يدرس علماء النفس تأثير الأضواء والأسطح الملونة على نشاط الدماغ وخاصة على الحالة المزاجية للأشخاص الذين يواجهونها، والارتباطات البدائية والثقافية التي نصنعها بألوان محددة، وكيف يؤثر التعرض لتلك الألوان على تحيزاتنا وسلوكياتنا، ويكتشف هذا البحث منافذ في المجالات التي يسعى فيها إلى توجيه الحالة الذهنية للناس، مثل التصميم الداخلي والإعلان.

يُعتقد أن الاهتمام بعلم نفس الألوان بدأ بالفعل في أواخر الستينيات من القرن السادس عشر، ولكن الحقيقة التي لا جدال فيها هي أن سيكولوجية الألوان تعود إلى آلاف السنين، إلى قدماء المصريين الذين درسوا تأثيرها على الحالة المزاجية واستخدموها لتحقيق فوائد شاملة.

بالعودة إلى بداية تأريخ علم نفس الألوان الحديث كعلمٍ قائم بذاته، قام طبيب الأعصاب الألماني كورت غولدشتاين، والذي يُعتبر أحد علماء النفس الأوائل الذين أجروا بحثًا علميًا في مجال علم نفس الألوان، بتوسيع عمل جوته، وكان غولدشتاين طبيبًا نفسيًا ألمانيًا بارزًا في علم النفس العصبي عالج المرضى الذين يعانون من اضطرابات الجهاز العصبي المركزي، وعام 1942 أجرى الطبيب سلسلة من التجارب على خمسة من مرضاه لتحديد ما إذا كانت ألوان معينة يمكن أن يكون لها تأثير على الوظيفة الحركية أم لا، وطرح العديد من الفرضيات التي تم التشكيك في دقّتها، ورغم أنه لم يكن بالإمكان التحقق من صحة فرضياته من قبل الباحثين الآخرين، إلا أن عمل غولدشتاين  كان له تأثير عميق على علم نفس الألوان الحديث.

وجدير بالذكر أنه عند دراسة الاستجابات الفسيولوجية للون، يعمد الباحثون إلى قياس أشياء مثل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والنشاط الكهربائي في الدماغ لتحديد ما إذا كان اللون مثيرًا فيزيولوجيًا أم لا، وعادةً ما تزيد الألوان المثيرة من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ونشاط الدماغ، بينما تقلل الألوان المهدئة منها، وقد وجد باحثون وكشفت الدراسات أيضًا أن الألوان الدافئة بشكل عام محفزة وأن الألوان الباردة مهدئة.

كيف يشرح علم النفس قدرتنا على رؤية الألوان؟

على الرغم من أننا نعتقد أننا نرى ألوانًا مختلفة، إلا أن الألوان هي في الواقع موجات ضوئية ذات أطوال مختلفة، يوجد الضوء على الطيف الكهرومغناطيسي، والذي يتراوح من الموجات الضوئية الأطول إلى الأقصر، موجات الراديو، والميكروويف، وضوء الأشعة تحت الحمراء، وأشعة جاما، والأشعة السينية كلها بأطوال مختلفة في هذا الطيف، ويوجد في المركز طيف صغير من موجات الضوء يتراوح قياسه بين 400 و 700 نانومتر، والذي يتوافق مع الضوء الذي يمكن للعين البشرية إدراكه، ويجمع كل الألوان التي نراها.

يؤكد علماء النفس أن اللغة التي نتحدثها تؤثر على الألوان التي ندركها، وأن أسلافنا لا يرون أو يدركون الألوان بالطريقة التي نفعل بها، وقد كشفت دراسة أُجريت عام 2006 أن أفراد قبيلة الهيمبا، في ناميبيا يتحدثون لغة (Otjihimba)،  لا يمتلكون كلمة تشير إلى اللون "أزرق"، ولم يتمكنوا من تحديد مربع أزرقٍ بين عدة مربعات خضراء، لأنهم كانوا جميعًا يدركون اللون الأخضر فقط في لغتهم 1، بينما لا يجد الناطقون بلغات أخرى مثل العربية والإنجليزية والفرنسية، صعوبة في تنفيذ هذه المهمة، ويمكن أن يؤثر نوع الجنس أيضا على إدراك الألوان، إذ أظهرت دراسة أخرى أن الرجال يرون الألوان مع تغير طفيف في الطول الموجي (2 نانومتر) مقارنة بالنساء (بيولوجيا الفروق بين الجنسين، 2012) 1

"لا أحد يستطيع التأكد من أنه يرى الألوان كما يراها جاره"  بيير روزنستيل عالم رياضيات فرنسي

 

ألوان الطيف

يشمل طيف الضوء الأبيض جميع الأطوال الموجية التي يمكن أن تراها العين، والضوء المرئي هو عبارة عن لوحة من الأشعة، رقيقة جدًا في نهاية المطاف في الطيف البصري، ولكنها مُفصلة في "ألوان" لأن العين البشرية تميزها عن بعضها البعض، وهناك سبعة ألوان طيفية: أرجواني، أزرق، أخضر، أصفر، برتقالي، وأحمر، والنيلي، والأطوال المرئية للضوء المرئي هي:

  • أرجواني 400 إلى 430
  • أزرق 430 إلى 480
  • الأخضر 480 إلى 560
  • أصفر 570 إلى 590
  • برتقالي 580 إلى 620
  • الأحمر من 620 إلى 800
  • النيلي: 435-500 نانومتر  

ومع ذلك، هناك ألوان أخرى ليست طيفية ويمكن الحصول عليها من خلال الجمع بين أضواء ذات أطوال موجية مختلفة، وهناك اللونان اللذان يثيران تساؤلات دائما: الأبيض والأسود، إذ أن الأبيض هو في الواقع مجموع كل الألوان في الطيف، ومن هنا جاء اسمه طيف الضوء الأبيض، وهذا هو الظاهرة التي يتم تسليط الضوء عليها عندما نتحدث عن تخليق اللون الإضافي، أما الأسود، فعلى العكس من ذلك، هو الغياب التام للون، ويقال أن الأسود يمتص كل الألوان.

العالم مُشبَعٌ بشكل طبيعي في مجموعة واسعة من الألوان المذهلة والغنية، ومن الصعب تخيل حياة بلا لون، ولكن نعم، هناك أشخاص لا يمكنهم رؤية الألوان بشكل طبيعي، أو، لا يُمكنهم رؤية الألوان مُطلقًا! فما هي حكاية عمى الألوان؟!

عمى الألوان

المصابون بعمى الألوان لديهم عيبٌ في إدراك الألوان، ما يعني أنهم يرون الألوان بشكل مختلف عن معظم الناس، وفي معظم الأحيان، يُصعّب عمى الألوان على المصاب به معرفة الفرق بين ألوان معينة، وينتشر عمى الألوان عادة في العائلات، ولم يُعرف له علاج حتى الآن غير أن بعض النظارات والعدسات اللاصقة الخاصة يمكن أن تساعد المصابين به، وينجم عمى الألوان بشكل أساسي عن نقص في مخاريط العين، فالمخاريط هي مستقبلات ضوئية تقع في شبكية العين، وهي تضمن رؤية النهار عن طريق تحويل الإشارة الكهرومغناطيسية للضوء إلى إشارة عصبية، يؤثر هذا العيب في الرؤية بشكل رئيسي على الرجال: يتأثر 8٪ من الذكور مقارنة بـ 0.5٪ فقط من الإناث.

عام 1794، قدم الكيميائي البريطاني جون دالتون إلى الجمعية الفلسفية والأدبية في مانشستر مقالاً يُعطي الوصف الأول لعمى الألوان، وهو مرض عانى منه هو نفسه، ثم صنّف دالتون عمى الألوان حسب 3 أنواع من المخاريط المصابة وأهمية الاضطراب البصري:

  1. أحادية اللون: هو الغياب التام لإدراك اللون، وهو نادر للغاية، ويؤثر على واحد من كل 40.000 شخص، ولا يرى المصابون  به العالمَ من حولهم إلا في ظلال رمادية، لأن المخاريط خالية تمامًا من بروتينات اليودوبسين، وينتشر هذا النوع في جزيرة بونابي الواقعة في وسط شرق ميكرونيزيا، في الشمال الشرقي لبابوا غينيا الجديدة في المحيط الهادئ، لأن الأكروماتوبسيا (عمى الألوان التام) شائع هناك: إذ يتأثر ما يقرب من واحد على اثني عشر من السكان به.
  2. ازدواج اللون: يقال إن الأشخاص المصابين به يكونون ثنائيي اللون من حيث الإدراك، ويتميز هذا النوع بغياب بروتين اليودوبسين، وينتج عن هذا إدراكُ لونين فقط:
  • إدراك اللونين الأخضر والأزرق فقط
  • إدارك اللونين الأحمر والأزرق فقط
  • إدراك اللونين الأحمر والأخضر فقط

 

  1. ثلاثي الألوان غير الطبيعي: في هذه الحالة يكون البروتين غير طبيعي وحساسيته مختلفة، وينتج عن هذا إدراك الألوان الثلاثة لشدةٍ غير طبيعية:
  • اللون الأحمر
  • اللون الأخضر
  •  اللون الأزرق

ما هي الألوان الأكثر ندرة على مر العصور؟

تسمح لنا التقنيات في الوقت الحاضر بتجميع أي نوع من الألوان ولكن، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كانت للأصباغ قيمة عالية جدًا، إما بسبب ندرة مصادرها، أو بسبب خطورة مصادرها، وقبل أن نكشف النقاب عن الألوان العشر الأكثر ندرة في التاريخ من الضروري أن نعرف أن مجموعة فوربس للصبغات، التي تضم أكثر من 2500 لون من الأصباغ، تم استخدامها من عام 1909 إلى عام 1944 من طرف المؤرخ إدوارد فوربس، من أجل التمييز بين اللوحات الأصلية واللوحات المقلدة، إذ يتم فحص الأصباغ بطريقة علمية لتحليل التركيب الكيميائي الدقيق، وقد قام نارايان خانديكار وهو مدير مركز شتراوس للحفظ والدراسات الفنية في متاحف هارفارد للفنون والذي جمع الـ 2500 لون من الصبغات بتصنيف 10 أنواع نادرة من الألوان:

 

  • اللازورد

  •  وهو لون أزرق لامع طبيعي تم تصنيعه في الأصل عن طريق طحن اللازورد إلى مسحوق، وتم استخراج هذا الصباغ في أفغانستان وشحنه إلى أوروبا، من قبل التجار الإيطاليين خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر، ومن هنا جاء اسم Ultramarine ، والذي يعني في اللاتينية "ما وراء البحار"، ويشير المؤرخون إلى أنه "كان أغلى من الذهب"، وكانت تكلفته  مرتفعة جدًا في عصر النهضة لدرجة أن استخدام هذا اللون كان محددا.

  • المومياء البنية

  • وهي درجة من اللون البني، والمعروفة أيضًا باسم البني المصري أو المومياء الصفراء، وهي مشتقة من المومياوات في مصر، واستُخلصت من حصد الراتنج الذي كان على اللافتات حول الجثث، وتحويله إلى صبغة، وكانت درجة اللون هذه "شائعة جدًا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وفي عام 1925، اضطر المصنعون إلى التوقف عن إنتاج هذه الدرجة، بسبب نقص المومياوات المتاحة، أما في الوقت الحاضر، يتم تصنيعه من أكسيد الحديد وكربونات الكالسيوم والكاولين.

  • الأحمر القرمزي

  • يُستخلص الأحمر القرمزي من سحق الحشرات القرمزية المجففة، والتي وُجدت في المكسيك وأمريكا الوسطى، وقد أعيد هذا اللون إلى أوروبا بعد أن غزا الأسبان الأمريكتين، واستُخدم الأحمر القرمزي على نطاق واسع قديما في صبغ صوف السجاد، كما ويتم استخدامه في مستحضرات التجميل والمواد الغذائية.

  • الأخضر الزمردي

  •  يُستخرج هذا اللون من "أخضر باريس"، وهو مركب عضوي شديد السُّمية كان يُستخدم أيضا كمبيد حشرات، وقد تم تطويره خلال القرن التاسع عشر لمحاولة تحسين الصبغة (Scheele's green) هو عبارة عن صبغة خضراء مائلة للصفرة كانت تستخدم في الماضي في بعض الدهانات (ولكنها لم تعد صالحة للاستخدام منذ ذلك الحين بسبب سُمّيّتِها).

  • الأزرق فوق البنفسجي

  •  إنه لونٌ صنعه الكيميائي جان بابتيست جيميه في القرن التاسع عشر ليكون بديلا للون الذي يُستخرج من اللازورد، ففي عام 1827، أتقن الكيميائي الفرنسي تركيب اللون الأزرق فوق البنفسجي، وكانت جمعية تشجيع الصناعة الوطنية قد عرضت  لمدة أربع سنوات متتالية، جائزة قدرها 6000 فرنك لكل من قدم عملية صناعية قابلة للتطبيق لتصنيع لازورد اصطناعي يمكن بيعه بأقل من 300 فرنك للكيلو الواحد، واستُبدل اللون الأزرق الذي تم الحصول عليه سابقًا عن طريق طحن اللازورد وتكلفته 100 إلى 2500 مرة  أكثر، وتم استخدام اللون الأزرق فوق البنفسجي الذي صنعه جيميه ليس فقط من قبل الرسامين، ولكن أيضًا للحبيبات الزرقاء في مساحيق الغسيل وصناعة الورق.

  • دم التنين

  • يُستخدم هذا اللون في تحضير الورنيش (سائل عضوي لزج كالدهان) والأحبار، ويستخدمه الطب الصيني التقليدي أيضًا للمساعدة في التئام الجروح والكدمات، وسبب ندرة هذا اللون أنه يُستخرج بشكل خاص من شجرة التنين في جزيرة سقطرى اليمنية، وهي شجرة  نادرة تنبت في الجزيرة، وغير عادية بجمالها وثراء نسغتها الحمراء التي تحولت إلى مادة صمغية ذات خصائص مطهرة وطبية معروفة منذ العصور القديمة.

    تُنتـِج شجرة دم التنين مادة راتنجية حمراء اللون تُعرف بدم التنين، ويحصد السكان المحليون هذه الإفرازات الثمينة عن طريق قطع لحاء الشجرة بدقة لاستخراج النسغ من اللون الأحمر الفاتح الذي يتحول عند تجفيفه إلى الراتنج.

  • اللون الطبيعي أناتو

  • وهو صبغ نباتي طبيعي يُستخلص من شجيرة استوائية تُدعى أشيوت، وتُوفر هذه شجرة الأصلية في منطقة الأمازون وأجزاء من إفريقيا زهرة صلبة تحتوي على بذور صغيرة برتقالية-حمراء مشتقة من شكلين مختلفين من الصبغة: البيكسين والنوربيكسين القابلين للذوبان في الزيت، ويُعتبر أناتو ملونا طبيعيا ممتازا لصناعة الأغذية ومستحضرات التجميل، مع مجموعة متنوعة من الألوان تتراوح من البرتقالي المحمَرّ إلى الأصفر الباهت.

  • الكادميوم الأصفر

  • تمت معالجة الكادميوم الأصفر في القرن التاسع عشر (عام 1817)، في مختبر التحليل بجامعة جوتينجن، بواسطة البروفيسور فريدريش سترومير، وكان موجودًا في الشوائب الصفراء على كربونات الزنك، والتي كانت تسمى "كادميا" (قبل أن يطلق عليها سميثسونايت)، ويُعتبر الكادميوم معدنا ثقيلا شديد السُّمّية (يتم امتصاصه جزئيًا عن طريق الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي).

     استُخدم في أوروبا بشكل واسع في الطلاء، غير أن مركبات الكادميوم تشكل مخاطر على صحة الإنسان والبيئة، وأصبح تصنيعها واستخدامها يخضع لقيود، مع أن أصباغ الكادميوم مُصرّح بها، وبالرغم من هذه المخاطر وتكلفتها العالية، إلا أنها تتمتع بخصائص الصلابة وقوة التلوين والحيوية التي تجعلها لا مثيل لها.

  • لون السنديان الصبغي

  • هو صبغة طبيعية صفراء يتم الحصول عليها من لحاء البلوط الأسود، وهي شجرة غابات موطنها الأصلي أمريكا الشمالية، وكان يُطلق عليه سابقًا اسم البلوط الأصفر بسبب الصبغة الصفراء في اللحاء الداخلي، إذ يحتوي اللحاء الداخلي للشجرة على صبغة صفراء تسمى كيرسيتيرين والتي كانت تُباع تجاريًا في أوروبا حتى الأربعينيات من القرن الماضي.

  • لون جمرة الخشب  

  • يتم استخلاصه من شجرة غريبة من الشمال الشرقي للبرازيل، والتي تُعتبر نباتًا صبغيًّا، يتم استخراج صبغة بنية ضاربة إلى الحمرة من خشبها الذي يُجفف ويُسحق ليعطي صبغة حمراء، وكان الموطن الأصلي لهذه الشجرة هو الهند، وفي العصور الوسطى، جاءت "جمرة الخشب" من الهند عبر بلاد فارس، وقد استوردها تجار البندقية في المرات الأولى إلى أوروبا، ثم أصبحت مصدرا تجاريا مهما، ومنحها المستعمرون الأوروبيون اسم الشجر البرازيلي.

     معاني الألوان بين الحضارات

    قد يحمل اللون المعاني نفسه في الفنون، ولكن بالنسبة للشعوب يختلف معنى كل لون من أمة إلى أخرى، ويتجلى استخدام الألوان في أسلوب الحياة والعمارة والمعتقدات في هذه البلدان، وللألوان تصورات مختلفة ويتم تفسيره بطرق مختلفة بين الدول المختلفة، فيما يلي معاني الألوان في مناطق العالم المختلفة

    الألوان في القارة السمراء

    حمل اللون معانٍ مختلفة في أجزاء مختلفة من أفريقيا، ويتم استنباط هذه المعاني المختلفة بشكل مختلف من قرية إلى أخرى، وحتى بين العائلات التي تعيش في القرية نفسها، لذا فإن معنى ومفهوم اللون في الدول الأفريقية المختلفة يختلف من قبيلة إلى أخرى، ومن بلدٍ لآخر:

    •  يتم ارتداء اللون الأحمر في نيجيريا من طرف زعماء القبائل فقط ولكن في غانا يتم ارتداؤه أثناء الحداد، وبالمثل، يُستخدم هذا اللون خلال مراسم الجنازة في مدغشقر، وفي طقوس استخدام هذا اللون، يشير اللون الأحمر إلى الموت وسفك الدماء.
    •   بالنسبة للون الأزرق في شرق إفريقيا، يعتقد الناس أن الحجارة الزرقاء والبذور تسبب الخصوبة، ورانجا Ranga هو اسم عقد فيروزي يتم ارتداؤه في جنوب إفريقيا، والسبب في ارتداء هذه القلادة هو الاعتقاد بأن شعب Xhosa سيتمكن من الاتصال بأسلافه، وتشتهر تنزانيا عالميًا بجوهرتها ذات اللون الأزرق البنفسجي، أما في غانا فإن اللون الأزرق هو علامة على السعادة.

    الصين ودول جنوب شرق آسيا

    يُعتبر معنى ومفهوم اللون في الدول الآسيوية المختلفة أكثر بروزًا أو تمت مناقشته كثيرًا تاريخيا وثقافيا، ويمكن اعتبار الصين واحدة من أغنى البلدان في هذا المجال، إذ تعود التقاليد الصينية المتعلقة بمعاني الألوان وتفسيراتها إلى العصر البرونزي، والتي تطورت إلى نظام رمزي لوني معقد على مر القرون، وترتبط تفسيرات الألوان في بلدان هذه المنطقة بالاعتقاد القديم لقيم "فنج شوي"، وترجمة هذه العبارة هي "الرياح والمياه"، والتي تعني الحياة بانسجام في البيئة المحيطة.

    في آسيا، يُعتبر الانسجام والتوازن مهمين للغاية في الحياة اليومية، ونتيجة لذلك، سيكون لمفهوم اللون مكان خاص في الدول المختلفة:

    • اللون الأحمر: هذا اللون يستحضر بشكل لا مفر منه الصين الشيوعية ويقودنا إلى جنوب الصين، والأحمر لون تقليدي لفساتين الزفاف الصينية، أما المظاريف الورقية الحمراء المليئة بالمال هي هدايا السنة القمرية الصينية التقليدية للأطفال، وتضع العديد من الشركات في الصين هدايا الموظفين في هذه المظاريف وتمنحها كهدايا، وارتداء الياقوت الأحمر بحسب الثقافة الصينية يُطيل العمر، أما أحد التفسيرات السلبية للون الأحمر في جنوب شرق آسيا هو أن النعي يُكتب تقليديًا بالجواهر الحمراء، وتظهر الحروف الصفراء على خلفية حمراء على جميع اللافتات والملصقات والتغليف.
    • اللون الأصفر: معنى ومفهوم اللون لهما تاريخ طويل في دول مختلفة، وخاصة في الصين، وربما بسبب التربة الصفراء لشمال الصين، أصبح اللون الأصفر هو اللون الرمزي للأرض في هذه الثقافة، ولعدة قرون  كان اللون الأصفر لونًا رمزيًا، وكان حصريًا للعائلات الإمبراطورية، وحتى اليوم هذا اللون هو علامة على القوة والملكية في الصين.
    • اللون الأبيض: وهو رمز للمعدن، إنه أيضًا رمز للموت والحداد، ومراسم الجنازة هي ثاني أهم حدث في حياة الشخص (يعتبر الصينيون أن الزواج هو أول حدث مهم في الحياة) ويتم ارتداء الملابس البيضاء في ذلك اليوم، وفي هونغ كونغ، يعني اللون الأبيض غروب الشمس والخريف.

    الشرق الأوسط

     يلعب اللون دورًا رمزيًا في الاحتفالات والطقوس والتجميل في الشرق الأوسط، ويعتبر مفهوم اللون جذابًا للغاية في دول مختلفة في هذه المنطقة المتنوعة، فاللون الأحمر والأخضر والأبيض والأسود هي ألوان رمزية يمكن رؤيتها على أعلام العديد من الدول الإسلامية، أما التركيبة الشهيرة الثانية هي الفيروزي والأزرق والأصفر الذهبي مع الأحمر والأخضر، وتظهر هذه الألوان في العمارة والفسيفساء وخاصة في المساجد.

    وفي مصر القديمة، ترك المصريون القدماء أيضًا وراءهم موروثات "العلاج بالألوان" و"مستحضرات التجميل الفريدة"، ولعب اللون دورًا مهمًا في مختلف جوانب الحياة في زمن الفراعنة، إذ يمكن رؤية الخطوط الحمراء والبيضاء للسجاد العربي المنسوج في شمال هذه الأرض في جميع أنحاء البلاد.

    كان اللون الأصفر رمزًا للفراعنة ذوي المكانة الأدنى والأرواح والشمس، وكان الجمع بين الخطوط الذهبية (أو الصفراء) والأسود رمزًا للعناصر المذكورة وعلامة على السعادة والازدهار، واعتاد رجال الدين في العصر الفرعوني على صبغ دروعهم باللون الأزرق كدليل على الحقيقة والعدالة، ويمثل اللون الأزرق والأرجواني التقوى والإيمان لدى الفراعنة، ولطالما كان المصريون مهتمين باللون الأزرق الفيروزي والأزرق السماوي، كما واعتُبِر اللون الأبيض هو اللون الخام للنسيج في مصر القديمة.

    إذن، تحمل الألوان علامات مختلفة من دولة إلى أخرى، ففي الصين يعني اللون الأحمر الحظ السعيد، بينما في جنوب إفريقيا هو لون الحداد، أما الأسود فهو لون الحداد في الدول الغربية، بينما في العديد من الدول الآسيوية يكون لون الحداد هو الأبيض، وفي الولايات المتحدة يُعتبر اللون الأخضر هو لون الحسد، بينما لون الحسد في ألمانيا هو اللون الأصفر..، وبالإضافة إلى اختلاف معاني الألوان بين الدول والثقافات المختلفة، يؤثر المناخ أيضًا على تأثير ألوان معينة على الأشخاص، على سبيل المثال، يُفضل الناس في البلدان الاستوائية الألوان الدافئة بينما يتفاعل الأشخاص الذين يعيشون في البلدان الشمالية ذات المناخ البارد بشكل أفضل مع الألوان الأكثر برودة.

     

    لم الألوان مهمة في حياتنا؟

    تُثبِتُ الدراسات والأبحاث أهمية الألوان في تصوراتنا الفردية والجماعية، وإدراكنا وأفعالنا وخياراتنا، فاللون هو المكون الأول الذي نستوعبه بشكل أفضل والذي نتذكره بسهولة، وهذا قبل الأشكال والكلمات،  إذن ما أهمية الألوان حقيقةً في حياتنا؟  

    1 - اللون يثير المشاعر 

    يؤثر اللون على المشاعر الإنسانية، لأن البشر يربطون ألوانًا معينة بمشاعر معينة، ويمكن لهذه المشاعر جذب الجمهور مثلا ومساعدتهم على تذكر علامةٍ تجارية ما بسهولة أكبر، لذلك تسعى الشركات  قبل اختيار ألوان شعاراتها أن تُحدّد أولاً الرسالة التي تريد أن ينقلها الشعار.

    2- اللون يلفت الانتباه

    عندما ينظر شخص ما إلى أي شيء ما، فإن أول شيء يلاحظه هو على الأرجح اللون الذي يحتوي عليه، ويتوافق هذا مع ما تشير إليه دراسات السوق في مختلف الصناعات، حيث أن 80٪ من جميع المعلومات المرئية التي يمتصها دماغ الإنسان مرتبطة بالألوان، وعادةً ما تستمر الانطباعات الأولى للعلامة التجارية لمدة 90 ثانية أو أقل،  لذلك، إذا أرادت إحدى العلامات التجارية خلق انطباع دائم، فيجب أن يلفت لون شعارها الانتباه، وأن يكون لا يُنسى، وأن يصبح في نهاية المطاف رمزًا مميزًا.

    3 - اللون يرسل رسائل

    الألوان هي شكل قوي من أشكال الاتصال، وهي ترسل رسائل إلى المجموعات الإنسانية بحسب سنهم، وجنسهم، واهتماماتهم، ونمط حياتهم، ومنطقتهم الجغرافية، لذلك، تتفاعل كل مجموعة إنسانية بشكل مختلف مع رسائل الألوان المختلفة وقد يرسل اللون نفسه معانٍ مُختلفة في سياقات مختلفة، على سبيل المثال، يرتبط اللون الأخضر في أيرلندا بالحظ السعيد (بسبب رمز البرسيم ذي الأربع أوراق) ولكن في  البلدان الإسلامية العالم يرتبط اللون الأخضر ارتباطًا وثيقًا بالإسلام.

    من الأمثلة على أهمية اللون في إرسال رسائل معينة، أن السياسيين يفضلون في الغالب ارتداء ربطة عنق حمراء للدلالة على السلطة خصوصا في سباقات الانتخابات، وقد اختارت هيلاري كلينتون بدلة أرجوانية في اليوم الذي ألقت فيه خطاب التنازل عن الانتخابات الرئاسية لعام 2016، إذ يُعبّر اللون الأرجواني على الوِحدة (الاتحاد) والرغبة في المُضي قدمًا.

    4- اللون هو أحد أسباب البقاء  

    من أكثر الأسباب التي توضح أهمية الألوان في حياة الإنسان هو أن أسلافنا اعتمدوا بشكل كبير على الألوان للبقاء على قيد الحياة، إذ يتطلب التكيف مع العديد من البيئات إحساسًا دقيقًا بالألوان، على سبيل المثال، احتاج الإنسان قديما إلى إدراك الألوان ليتمكن من الحكم على الاختلافات الدقيقة بين النباتات والحيوانات الصالحة للأكل في لمحة.

    5- اللون عنصر ضروري في تفاعلنا مع بعضنا

    يلعب اللون أيضا دورًا كبيرًا في التفاعل البشري، فنحن قادرون بشكل أفضل على التعرف على بعضنا البعض نظرًا لحقيقة أنه يمكننا أن نرى في مثل هذا النطاق الواسع من الألوان، ونحن قادرون على إدراك التغيرات العاطفية بفضل إدراكنا الرائع للألوان أيضًا، هل تتذكر كم مرة أدركت مدى سهولة أن تعرف أنّ الشخص الذي أمامك يشعر بالحرج أو الخجل فقط  بملاحظة احمرار وجهه أو وجنتيه أثناء المحادثة؟

    6 – الألوان تجلب البهجة

    قد يكون هذا السبب هو الأهم على الإطلاق، فالحقيقة البسيطة هي أن الناس يكونون سعداء عندما تُحيط بهم الألوان، يُحب الناس رؤية ألوان قوس قزح، والتمتع بألوان الطبيعة الخضراء وألوان الزهور المختلفة، وتلمع عيونهم عندما يرون زرقة السماء وزرقة مياه البحر الجميلة المتلألئة، كما أن الديكورات الداخلية ذات الألوان الجميلة تجلب شعورًا مشابهًا، فالألوان تجعل الناس يشعرون بالراحة والتناغم مع العالم، وتلعب دورا خاصا في التأثير على المزاج البشري..

    بالتأكيد، تؤثر عوامل مثل الثقافة، والتنشئة، والتفضيلات الشخصية، والخبرات، والخلفية أيضًا على تأثير لونٍ معيّنٍ على الإنسان وإدراكه وفهمه له، سنكتشف كيف يؤثر كل لونٍ على مزاج الإنسان..


    تأثير الألوان على الإنسان: ما الذي تفعله الألوان بأمزجتنا؟

    بالرغم من أننا نرى العالم ملونا من حولنا إلا أننا من النادر أن ندرك كيف يؤثر كل لون على المزاج والمشاعر البشرية، لذلك يُدرك صُنّاع الهويات التجارية والعاملون في المجالات الإبداعية أهمية الاختيار الجيد للون المطلوب قبل اتخاذ القرار النهائي، لأن معرفة معنى كل لون من أجل استخدامه بشكل استراتيجي سيجعل جهود أعمالهم التجارية والتسويق أكثر فاعلية، وسيساعد في تعظيم معنى الألوان وتأثيرها على جمهورهم المستهدف.

    إذن، ما هي الألوان الأكثر شهرةً، وما هو تأثيرها على أمزجتنا ومشاعرنا؟ سنتحدث عن الألوان العشرة الأكثر انتشارا في الصناعات الإبداعية، والتي من بينها حياكة السجاد..

  • الأحمر

  • يُعتبر اللون الأحمر بلا شك أحد أكثر الألوان شيوعًا بسبب بروزه وخصائصه الإيجابية للغاية، وقد كان اللون الأحمر من أوائل الألوان المستخدمة في القطع الفنية في عصور ما قبل التاريخ وقد استخدمه الإنسان في حضارة مصر القديمة بل يمكن القول أنه اللون المرجعي لجميع الحضارات، ووجد العلماء دليلًا على أنه منذ أكثر من 40 ألف عام، قام الصيادون وجامعو الثمار في العصر الحجري بتجميع الطين الأحمر لصنع طلاء الجسم، ولاستخدام آخر (هو الحماية في الحياة الآخرة)، إذا كان الناس في العصر الحجري القديم يدفنون موتاهم بمسحوق أحمر من أجل درء الأرواح الشريرة (بحسب اعتقادهم)، وبغض  النظر عن النظريات والخرافات القديمة، اكتسى اللون الأحمر أهمية كبيرة في الثقافات وبين الشعوب منذ القِدم وحتى العصر الحديث، وهو لون مرحّب به على الدوام في عالم التصميم والأزياء والديكور، وسرعان ما تخطر ببالنا مباشرة أشياء مشهورة مثل: السجادة الحمراء، الكوكب الأحمر، الطاحونة الحمراء.. إلخ.

     

    ما هي رمزية اللون الأحمر؟

    يستحضر اللون الأحمر مشاعر مثل الحيوية، والثقة بالنفس، والجرأة، والحب، والشغف، والدفء، والبهجة، وأيضًا الغضب والتمرد، والخطر، واعتمادًا على شدة اللون، يكون له تأثير دافئ  ولكنه قد يحمل معاني القمع أو العدوانية في كثير من الثقافات، ويُقال أيضًا أن اللون الأحمر له تأثير محفز للشهية ويعزز عملية التمثيل الغذائي، لذلك لا عجب أن نرى العلامات التجارية الخاصة بمجال التغذية مثل المطاعم والمقاهي تختار هذا اللون لهوياتها التجارية، وهو  اللون المفضل الذي ينبغي أن تختاره في غرفة الطعام أو المطبخ عندما تبدأ بتصميم ديكور منزلك.

    كيف يؤثر الأحمر على مزاج الإنسان

    يتلقّى الإنسان من اللون الأحمر الطاقة والإثارة ويمكنه استخدامها بطريقة إيجابية أو سلبية، من جهة أخرى، يُعتبر اللون الأحمر لون إشارةٍ إذ يلفت الأنظار والانتباه بشكل مباشر، بالإضافة إلى ذلك، لهذا اللون التأثيرات التالية على مزاج ومشاعر الإنسان:

    • يُنشّط القوة والطاقة لدى الإنسان.
    • يمكن أن يرفع اللون من ضغط الدم.
    • يعطي اللون الأحمر إحساسًا بالحماية
    • يساهم في زيادة الحيوية واحترام الذات.
    •  إثارة المشاعر العاطفية والنفسية.

    سحر السجاد الأحمر

    من بين جميع السجاد الأكثر شعبية في العالم، يحتل السجاد الأحمر بالتأكيد المرتبة الأولى، فهذه السجادة ذات قيمة عالية وتستخدم للضيوف المتميزين، يُعتبر السجاد الأحمر ملحقًا مميزا يتماشى جيدًا مع الديكور الداخلي، ولكن قبل اختيارك لهذا اللون من السجاد، من المهم اكتشاف الأسباب التي تجعلك تختاره بالإضافة إلى الاستخدامات التي يمكنك الاستفادة منها في المنزل.

    السجاد الأحمر في الديكور


    اللون الأحمر لون مشرق واستخدام سجادة من هذا اللون ستساعد في تدفئة ديكورك الداخلي وفي الوقت نفسه ستُضفي طابعًا شخصيًا وعُمقًا غنيا إلى منزلك، بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر اللون الأحمر لونا عصريا وكلاسيكيا خالدا إلى حد ما ولا يفقد قيمته، ويمكن أن تجد مكانها بسهولة في ديكور المنزل، من المهم أن تعرف كيف تتناغم هذه السجادة مع التصميم، على سبيل المثال، إذا كانت الأرضية مغطاة بلون غامق والجدران بلون محايد، يمكنك اختيار سجادة حمراء بها نقوش.

    يشمل اختيار سجادة حمراء لمنزلك الانتباه لبعض المعايير لكي تستمتع بإضافة السجادة المناسبة المثالية لمساحتك، ومن أجل اختيار أفضل سجادة، ستحتاج إلى اختيار السجاد ذي الأبعاد الصحيحة، على سبيل المثال، للمساحات الصغيرة، يجب أن تفضل سجادة صغيرة مثبتة في المنتصف للسماح برؤية الأرضية، وبالنسبة للغرف الفسيحة، يفضل استخدام السجاد الأحمر الكبير ليتناغم مع ألوان الغرفة، وبصرف النظر عن الحجم، يجب عليك أيضًا اختيار سجاد أحمر بنقوش تتناسب مع غرفتك،  بالإضافة إلى ذلك، من الضروري أن تحرص على صيانة السجادة مرة فمرة، وهو أمر حاسم للغاية لتحافظ على مظهرها لوقت أطول.


    السجادة الحمراء: سجادة المهرجانات العالمية!

    لا يمكن أن نغلق ملف اللون الأحمر والسجاد الأحمر دون أن نعرّج على استكشاف سر السجادة الحمراء، والتي تُعدّ واحدةً من أشهر رموز المهرجانات السينمائية العالمية مثل مهرجان الأوسكار، ومهرجان كان السينمائي، إذ يقف المشاركون في العروض على هذه السجادة لالتقاط الصور، ثم السير عليها باتجاه قاعات العرض، وأصبح وجودها يُضفي على الاحتفالات مظهرًا مرموقًا، واليوم نجد هذا العنصر أيضًا في دور السينما أو الفنادق الفاخرة..

    بالعودة إلى تاريخ السجاد الأحمر، تذكر المصادر أن السجادة الحمراء استُخدمت في اليونان القديمة لاستقبال القادة العسكريين الإسبرطيين  احتفاءً به بعد عودتهم منتصرين من الحروب، وتم بالفعل استخدام السجادة الحمراء لاستقبال الشخصيات البارزة في المجتمع في ذلك الوقت، وكان هذا الامتياز مخصصًا للسياسيين الأكثر نفوذًا والقادة العسكريين المشهورين أو الشخصيات الدينية الهامة، ووفقًا لمسرحية إسخيلوس التي يعود تاريخها إلى عام 458 قبل الميلاد، مُدّت السجادة الحمراء لاستقبال القائد الإسبرطي أجاممنون، بعد عودته منتصرًا من حرب طروادة، وقد استخدمت السجادة الحمراء في الأصل فقط تكريمًا للآلهة اليونانية، عندما يستحوذ الملك على الامتياز الإلهي.

    في ذلك الوقت، لم يكن لون السجادة أحمر تمامًا بل كانت أرجوانية اللون، وهي صبغة حمراء عميقة لا يُمكن الحصول على صبغتها إلا من قشريات البحر الأبيض المتوسط الذي يسمى الموركس الأرجواني (Hexaplex trunculus) والذي لم يكن اصطياده بالأمر السهل باعتباره من الحيوانات المفترسة الشرسة، وبالتالي فإن إنتاج الصبغة منه كان  باهظ الثمن لذلك كانت السجادة الحمراء فيما بعد ترمز للقوة والمكانة الاجتماعية العالية.

    واستُخدمت السجادة الحمراء بعدها بوقت طويل عام 1821، عندما تم الترحيب بالرئيس مونرو بإضافة السجادة الحمراء خلال زيارة رسمية إلى ساوث "كارولينا"، ثم بدأت السكك الحديدية المركزية في نيويورك تستخدم السجاد القرمزي الفخم لتوجيه الناس للصعود للقطار، لترمز إلى الفخامة، ثم استُخدمت في الاحتفالات المرموقة.

    ويرجع تبني حفل توزيع جوائز الأوسكار للسجادة الحمراء لأول مرة إلى عام 1961 ولكن، كان من الضروري في الواقع الانتظار حتى عام 1984 حتى تصل السجادة الحمراء إلى مدينة كان الفرنسية بعد اقتراح من الصحفي "يافيس موروسي" لتُصبح السجادة الحمراء بعد 35 عامًا، أقوى رمز للمهرجان الشهير أيضا على غرار مهرجان الأوسكار.

     

    •  اللون الرمادي

    هو لون محايد ناتجٌ عن مزيجٍ كلاسيكي من الأسود والأبيض، ويقال أنه ليس لونًا حقيقيًا، ولكنه قيمة شدة الضوء،
    يُستخدم هذا اللون المحايد في الغالب لإبراز لون واحد أو أكثر، ويمكن أيضًا إنشاء اللون الرمادي من خلال تجميع لونين متكاملين للحصول على درجات رمادية أكثر دقة، وهو لون واسع جدا بشكل خاص وغني بالدرجات (رمادي لؤلؤي، رمادي فضي، رمادي أنثراسايت، رمادي أردوازي..إلخ)، وعادة ما نطلق عليه اللون الرمادي الفاتح أو الرمادي المتوسط ​​أو الرمادي الداكن اعتمادًا على درجة سطوعه، وفي حين أن الرمادي المحايد ليس من الألوان السائدة والمهيمنة، فإن لوحة الألوان الرمادية غنية بالفروق الدقيقة، ويمكن أن يكون للرمادي معنى يختلف أحيانًا، إذا كان رماديا غامقا أو رماديا فاتحا ...

    يُعرف اللون الرمادي بأنه لونٌ رصين، وأنيق، وهو حليف جيّدٌ لجميع الألوان تقريبا ويتناسب معها بشكل جيّد (باستثناء الرمادي الداكن الممزوج باللون الأزرق أو الأخضر الداكن).

     

    تاريخ ورمزية اللون الرمادي

    بعكس اللون الأحمر الذي استفرد به أصحاب السلطة والنفوذ وعلية القوم في العصور القديمة، عُرف اللون الرمادي على مر التاريخ بأنه "اللون الذي لا لون له"، لون الصوف غير المصبوغ، والذي يرتديه الفقراء والفلاحون، والرهبان، كرمز للفقر والتواضع، وفي العصور الوسطى في الغرب كان هذا اللون يرمز إلى الحكمة والمعرفة، ومع مرور الوقت، اكتسب رمزية سيئة، إذ ارتبط بالملل والكآبة والحزن، وعدم اليقين والشيخوخة واللامبالاة والتواضع، والحياد.

    ولكي نعرف تاريخ استخدام اللون الرمادي من الضروري أن نعود للوراء بحوالي 15000 إلى 17000 سنة لاكتشاف أول استخدام معروف للبشرية للون الرمادي، وتعد كهوف Lascaux في فرنسا موطنًا لبعض أقدم لوحات الكهوف المعروفة، وهناك يمكن أن نرى أدلة على أول استخدام لجنسنا للأصباغ الرمادية، أما أول استخدام مسجل للرمادي كاسمٍ لونيّ في اللغة الإنجليزية كان عام 700 بعد الميلاد.

    ويحمل اللون الرمادي الكثير من المعاني المتناقضة والمختلفة على نحو:

    •  المعنى الإيجابي: الهدوء والعذوبة.
    • المعنى السلبي: الحزن، الوحدة، الرتابة، الكآبة.
    • التمثيل: الحيوانات (الفئران، الفيلة)، الغبار.

    هل يؤثر الرمادي على مزاج الإنسان؟

    اللون الرمادي هو لون غير عاطفي ومزاجي، ويمكننا القول أنه لون التناقضات، وقد ارتبط على مر العصور بالشعور بالاكتئاب، ومع ذلك، فإن هذا اللون له ميزة كونه ناعمًا إلى حد ما، وفي عصرنا الحالي، أصبح اللون الرمادي أقرب إلى الأناقة، مثل الأسود، ويتمتع بفضائل مهدئة في كثير من الأحيان، كما ويُعرف اللون الرمادي بأنه قوي وثابت، مما يجعلك تشعر بالراحة وضبط النفس.

    ومن وجهة نظر علم نفس اللون، يبدو اللون الرمادي معتدلاً ومرهقًا وباهتًا ومثبطًا للعزيمة في أحيان كثيرة، ويدل على أن الشعوب تفضل العيش الآمن والمتوازن، أما في ثقافاتٍ أخرى يرتبط اللون الرمادي بالنضج والالتزام، وفي الواقع، يُعتقد أن استخدامه بكميات كبيرة جدًا، يعيد المرء إلى جوّ حزين وكئيب.

     أناقة السجاد الرمادي

    ينتمي اللون الرمادي إلى عائلة الألوان الباهتة، وهو مثالي لتخفيف السطوع وخلق جو مريح، ويمكن اعتباره درجة بديلة  جدًا للون الأبيض، وبالرغم من أن اللون الرمادي ارتبط لعقود طويلة بالرتابة والحزن، إلا أنه فقد هذه السمعة السيئة، وأصبح لونًا أنيقًا ومكررًا في الديكور الداخلي، وظلّ اللون الرمادي في الاتجاه السائد منذ بضع سنوات، وذلك بفضل حياده الذي يسمح له بالارتباط بجميع الأنماط ومجموعات الألوان التي يسمح بها، وأصبح الدرجة المحايدة المرتبطة بالأناقة، وخلال عصر النهضة والباروك، بدأ اللون الرمادي يلعب دورًا مهمًا في الموضة والفن، أصبح اللون الأسود اللونَ الأكثر ارتباطا بالنبلاء، خاصة في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، وكان اللون الرمادي والأبيض منسجما معه.

    وفي الديكور الداخلي اكتسى اللون الرمادي مكانةً فريدة وأصبح اللون الذي يناسب جميع الغرف في المنزل ويتكيف مع جميع أنماط الديكور، سواء عند استخدامه كمظهر كامل أو في اللمسات، ويسمح استخدام سجادة باللون الرمادي بإضفاء أجواء كلاسيكية بقدر ما هي معاصرة،  وأصبح الدرجة التي نضيفها في المساحة في الديكور والسجاد والإكسسوارات وحتى الأرضية والجدران والتي تحدد الروح العامة للغرفة وانسجامها، وفي فن "فنج شوي"، يرتبط اللون الرمادي بالمعدن، وهو لون مرتبط بالاسترخاء والراحة والتأمل والترفيه، ولكن عند استخدامه بجرعات عالية، يمكن أن يسبب هذا اللون أيضًا مظهرا سيئًا.

     للسجادة الرمادية مزايا حقيقية، سواء من حيث إمكانياتها الجمالية أو سماتها الوظيفية، وتكاد تكون الخيار الأسهل لأصحاب المنازل الذين يحاربون لتجنب الذوق السيئ، لأن السجادة الرمادية هي الحل الوسط المثالي، فهذا اللون ليس ملحوظًا جدًا ولا متحفظُا جدًا، إنه ضمان وجود عنصر يمكنه الاندماج دون المبالغة في مساحة معيشتك.

    يمكن القول أيضا أن سجادة باللون الرمادي هي:

    • عنصر قابل للتكيف مع أنماط مختلفة، إذ يمكن أن تتكيف السجادة الرمادية بسهولة مع أسلوبك الزخرفي، إن لونها ناعم بما يكفي ليتناسب مع الديكور الداخلي الرومانسي، لكنها أيضًا مميزة بما يكفي لتنسجم مع الديكور الصناعي أو الحديث أو الريفي أو المعاصر.
    • حليف كبير للأسلوب المعاصر أو الاسكندنافي، ومن خلال طابعها المحايد، تجد السجادة الرمادية مكانها بشكل طبيعي في الديكور الداخلي المعاصر، وهذا هو المكان الذي تبرز فيه كإكسسوار زخرفي أساسي، أما بالنسبة للأسلوب الاسكندنافي، يمكن القول أن الأرضية الخشبية الفاتحة، تعطي سجادة من هذا اللون انطباعًا جيدًا، بينما تعزز الشعور بالدفء الناتج عن الجانب الخشبي للأرضية.

    بالتأكيد يمكن أن تجد السجاد الرمادي بدرجات مختلفة، وهذا سيوفر عليك من الحصول على ديكور موحد ويسمح لك بإضفاء التنوع إلى داخل منزلك، مع وضع ذلك في الاعتبار، لاقتناء سجادتك، ابحث عن تلك التي لديها درجات مختلفة من اللون الرمادي.

    السجاد الرمادي في الديكور الداخلي

    لا شيء يمنعك من اختيار سجاد بلون رمادي مختلف عند الانتقال من غرفة إلى أخرى، وبالتالي، يمكنك اختيار سجادة بلون رمادي فاتح أو أنثراسايت في الحمام لإضفاء مزيد من الحجم على المساحة، وسيكون السجاد الرمادي المتوسط خيارًا ممتازًا للتأكيد على الجانب الودود لأي غرفة، ويمكن أن للسجادة الرمادية أن تتكيف بسهولة مع تفضيلاتك فيما يخص المساحة التي ستضيفها إليها، بغض النظر عن ذوقك.

  • اللون الكريمي

  • اللون الكريمي هو لون الباستيل الأصفر، ويُطلق عليه الكثير من الأسماء المختلفة مثل لون الأصفر الشاحب للغاية، أو البرتقالي الباهت أو الأبيض المصفر.. إلخ، وفي كثير من الأحيان يتم الخلط بين اللون الكريمي والعاجي، إلا أن اللون الكريمي أغمق من العاجي، واستخدام الكريمي أكثر انتشارا. 

    تاريخ اللون الكريمي ورمزيته في عالم الألوان

    يأتي اسم الكريمي من منتجات الألبان التي يتم إنتاجها بشكل طبيعي عن طريق رعي الأبقار والماشية بشكل عام، والتي تستهلك نباتات غنية بأصباغ كاروتينويد صفراء،  وللحصول على اللون الأصفر الباهت، يتم خلط اللون الأبيض مع القليل من اللون الأصفر لاستخدامه في مختلف الفنون، وقد كان أول استخدام مسجل للون الكريمي كاسمٍ لوني باللغة الإنجليزية عام 1590.

    ويعتقد الخبراء في عالم الألوان أن اللون الكريمي "عادة ما يرتبط بالاحترام والتواضع، بالإضافة إلى الدفء والراحة، كما أنه لون يشجع الأفكار الجديدة، ومع ذلك، يمكن أن يشير هذا اللون الشاحب جدًا أيضًا إلى نقص الثقة والحاجة إلى الطمأنينة"

     

    كيف يؤثر اللون الكريمي على مزاج الإنسان؟

    اللون الكريمي هو هدية لطيفة من الطبيعة، ويمكن رؤية ألوانه المختلفة في رمال الصحراء ولكن أيضًا في بعض الحيوانات أو النباتات، وبالتالي يمكن القول أنه اللون الأقرب للإنسان، يُعرف اللون الكريمي بأنه لون عادل وناعم، وهادئ وممتع ومريح للبصر، يمكن أن يضفي على المساحات الكثير من الأريحية، ويمنح الإنسان الهدوء والاسترخاء، وغالبًا ما يتمتع الأشخاص الذين يفضلون اللون الكريمي بسمات تنافسية ورياضية، لأنهم أناس لا يحبون الخسارة ويظلون دائمًا مبتهجين.

     

    جمال السجاد ذو اللون الكريمي

    مثل الألوان المحايدة الأخرى، فإن اللون الكريمي متعدد الاستخدامات، ويمكنك دمجه مع الألوان المحايدة الأخرى للحصول على إحساس متطور وأنيق ومحافظ، يمكن مثلا إضافة اللون الأحمر الفاتح أو الأخضر أو ​​الأصفر للحصول على لوحة أكثر إثارة وجاذبية، أو استخدامه جنبًا إلى جنب مع اللافندر، والوردي لإضفاء لمسة أنثوية.

    وبفضل خصائصه الفريدة يمكن لإضافة السجاد الكريمي أن تجعل أي منزل عادي منزلا أنيقا وعصريا، لأن السجاد ذو اللون الكريمي يمنح أي غرفة إحساسًا مفتوحًا ويمكن تنسيقه مع أي اتجاه للأثاث، وهو لون نظيف للغاية ويجعل أي غرفة يوضع فيها السجاد الكريمي تبدو مشرقة ومنعشة.

    يتناسب السجاد ذو اللون الكريمي مع أي أثاث أو ستائر تضيفها إلى مساحتك، ويساعد في إظهار جاذبية المكان، ويتوافق بشكل خاص مع المفروشات العصرية، وإذا كنت من المهتمين بالـفنج شوي، فإن السجاد ذو اللون الكريمي مناسبٌ بشكل مثالي لمساحتك، ولونه الناعم يتناسب تمامًا مع المنازل على طراز الشاطئ.

     

    السجاد ذو اللون الكريمي في الديكور الداخلي

    اللون الكريمي هو درجة اللون الأكثر شعبية بالنسبة للديكور، ويُعتبر لونًا رصينًا غالبًا ما يرتبط بالأناقة، لهذا السبب غالبًا ما يستخدم اللون في الشقق والمنازل والمكاتب وحتى المستشفيات، ويساعد اللون الكريمي على توسيع المساحة بصريًا، وخلق وهم المساحات المفتوحة، وهو حل مثالي للغرف ذات المساحات الصغيرة، وهو لون مثالي لتشطيب غرفة النوم، لأنه يساعد على الاسترخاء، ومن السهل أن يصنع التناغم بين المواد الطبيعية مثل الخشب والمنسوجات والصوف. ويأتي مع ميزة إضافية تتمثل في كونه لونًا مكملاً رائعًا لمجموعة متنوعة من الدرجات الأخرى، ويمكن أن يُستخدم لخلق أجواء ريفية وتقليدية أكثر ويستخدم بشكل أساسي في الأسقف والمطابخ.

    وبالرغم من جماليته الفريدة، وما يضيفه السجاد ذو اللون الكريمي على المساحات من لمسة مشرقة، إلا أن أصحاب المنازل يخشون اقتناءه، ولا يمكن أن نجد صعوبة في فهم السبب خصوصا عندما يكون هناك أطفال أو حيوانات أليفة في المنزل، كما ويمكن أن تتلاشى ألوانه بسرعة عن طريق التعرض المباشر لأشعة  الشمس بشكل يومي، وبغض النظر عن ذلك يحتاج  السجاد الكريمي اللون إلى صيانة عالية، ويتطلب الكثير من التفاني والتنظيف الدقيق..

    ورغم ذلك لا يمكنك أن تحرم نفسك من خصائص السجاد ذو اللون الكريمي المميزة، ويمكنك اقتناءه ويُوصى بتركيبه في المساحات التي تتعرض لحركة ازدحامٍ أقل مثل غرفة المكتب أو غرفة الضيوف، وبالطبع لا يُنصح بإضافته في ممرات البيت وغرفة المعيشة، والأماكن التي تكثر فيها التجمعات..

     

  • اللون الأسود

  • من المؤكد أن اللون الأسود هو اللون الأكثر تعقيدًا عن قرب، وغالبا ما يقال أن الأسود ليس لونًا بالمعنى الحرفي، فعندما تغيب مصادر الضوء جميعًا، ونغرق في ظلام دامس في وقت واحد، عندما يحين وقت النوم وإيقاف جميع مصادر الضوء، فإننا لا ندرك الأسود المطلق، لأن اللون الذي تدركه العين البشرية في الظلام هو بالأحرى رمادي كثيف منقط باللون الأزرق، وتسمى هذه الدرجة"eigengrau"  باللغة الألمانية، وتعني "الرمادي الجوهري".

    ووفقا لوجهة النظر العلمية فإن اللون الأسود ليس لونا بل هو غياب الضوء، ولا يعكس الضوء ولا ينبعث منه، وليس له طول موجي، ومع ذلك من ناحية الشعور والإدراك لا يمكننا إلا أن نطلق على الأسود اسم لون، بالرغم من أن النقاشات في هذه الجدلية لا تنتهي مثل جدلية البيضة والدجاجة.

     ووفقًا للعالم الألماني هيرمان فون هيلمهولز، "الأسود هو إحساس حقيقي، حتى لو كان ناتجًا عن الغياب الكامل للضوء، يختلف الإحساس بالأسود بشكل واضح عن عدم وجود إحساس."، وبعيدا عن المعنى الفلسفي للون الأسود، يُعرّف هذا اللون في العصر الحديث عن الفخامة والعراقة، وفي الكتب القديمة كان اللون الأسود يسبق كل الألوان، وله معنى سلبي، مرتبط بالظلام.

     

     تاريخ ورمزية اللون الأسود

    لأن أي تاريخ للألوان يجب أن يكون تاريخًا اجتماعيًا،  تبدو رمزية اللون الأسود واضحة، عبر الثقافات والأعمار والأجناس المختلفة، وكانت تستحضر الموت، ومع ذلك، فإن تاريخه أكثر ثراءً وتعقيدًا من ذلك، وله معانٍ متعددة، يمكن أن يكون إيجابيًّا ويجسد البساطة والأناقة والرصانة والرفاهية والحداثة، أو يكون سلبيًّا مرتبطًا بالحزن والموت والحداد والوحدة والظلام، واعتمادًا على البلد، ستكون له رمزية مختلفة تمامًا  ففي الدول الأوروبية على سبيل المثال، يعتبر اللون الأسود لونًا خطيرًا، وغالبًا ما يكون مرادفًا للحداد، بينما في الصين، هو اللون الذي يرتديه الأطفال، وفي بعض الثقافات الشرق أوسطية يشير اللون الأسود إلى التشاؤم.

    بالعودة إلى تاريخ استخدام اللون في الماضي، وبالتحديد في العصور الرومانية القديمة وخلال القرون الأولى من العصور الوسطى، تعايش الأسود مع رمزيته الجيدة والسيئة، فمن ناحية، يشير اللون الأسود إلى التواضع والسلطة؛ ومن ناحية أخرى إلى عالم الموتى وقوى الشر، وقد اختار  الرهبان البينديكتون ارتداء اللون الأسود في ملابسهم كرمز لتواضعهم، حتى لو كانت الملابس في الواقع داكنة أو بنية أو رمادية في المقام الأول، لأنه كان من الصعب للغاية الحصول على صبغة سوداء حقيقية.

    ومنذ القرن الرابع عشر، أصبح اللون الأسود مألوفًا، ورمزًا للنزاهة والكرامة، وللصرامة والفضيلة، وأصبح اللون الأسود هو اللون المفضل لرجال السلطة: المحامون، والقضاة، والأكاديميون.. وأصبح اللون الأسود " العلامة المميزة لمكانة معينة ولأخلاق مدنيّة معينة"  كما ذكر "ميشيل باستوريو" في كتابه (الأسود، تاريخُ لون).

    تشمل السمات الإيجابية للون الأسود الحماية والراحة، بالإضافة إلى القوة، الرسمية، التطور، الجاذبية، المتعة، النهايات والبدايات، أما الصفات السلبية تشمل معاني العزلة، والكآبة، والتشاؤم، الغموض والسرية.

    هل يؤثر الأسود على مزاج الإنسان؟

    بالرغم من أن الأسود ارتبط كثيرا بمشاعر الكآبة والحزن والخوف والمرض والموت (نتذكر هنا: الطاعون الأسود، السحر الأسود، الثقب الأسود.. إلخ)، إلا أنه تمكن وبجدارة من التخلص من هذه التأثيرات في العصر الحديث وأصبح اللون المرتبط بالجاذبية والأناقة، ويكنه أن يمد من يرتديه بالثقة بالنفس والقوة والفخامة، ويعتقد المختصون في مجال الأزياء أن ارتداء الملابس السوداء سوف يساعد الإنسان في إخفاء عواطفه وإظهار ذوقه، وتوقه للحرية والتمرد.

    فخامة السجاد ذو اللون الأسود

    لا يتردد المصممون الداخليون والمهندسون المعماريون في استخدام اللون الأسود إما بشكل مقتصد أو كمظهر شامل لعدة أسباب، ليس أقلها أن اللون الأسود يجعل من الممكن التأكيد على التفاصيل الدقيقة والخطوط التي لا مثيل لها في أي لون آخر، كما أنه لون يتناسب مع كل شيء تقريبًا، وأنيق جدًا لاستخدامه في القطع أو الإكسسوارات، أو الستائر أو على قطعة من الأثاث والملحقات مثل السجاد، سواء سجادة ذات لون أسود كليا، أو السجاد الأسود الممزوج بالأبيض والذي يمنحك تباينا مذهلا بشكل خاص لتسليط الضوء على الغرفة التي توجد بها السجادة.

     السجاد ذو اللون الأسود في الديكور الداخلي

    من أهم ميزات استخدام السجاد ذو اللون الأسود، أنه مناسب تماما للمساحات شديدة الازدحام لقدرته الفائقة على تحمل الحركة والبقع، كما أنه يمتزج بشكل جيد مع عناصر الزخرفة، والألوان الفاتحة، ويمكن أن يخلق تباينا جذابا إذا اقترن ا بجدار فاتح اللون أو أثاث خفيف أو عناصر ديكور أخرى ذات ألوان فاتحة، ويمكن أن تكون السجادة ذات اللون الأسود نقطة مركزية لخيارات تصميم لا حصر لها.

    يمكن أن يضيف اللون الأسود مظهرا جريئا على منزلك، وبما أنه سجاد متصالح مع الحركة والازدحام، يمكنك تركيبه في المساحات التي تشهد التجمعات لمنحها مظهرا رسميا، ولإضافة القليل من الدفء. 

  • اللون الوردي

  •  غالبًا ما يعتبر اللون الوردي لونًا أنثويًا، وهو أحد ألوان الباستيل التي تُضفي النعومة على الديكور الداخلي، ويمكننا الحصول على  اللون الوردي عن طريق مزج اللونين الأحمر والأبيض بكميات متغيرة اعتمادًا على ما إذا كنت ترغب في الحصول على لون أكثر أو أقل قتامة (أحمر أكثر للحصول على درجةٍ أقوى).

    تاريخ ورمزية اللون الوردي

    في الخيال الجماعي، يُعتبر اللون الوردي أنثويًا ولكن، خلال العصور الوسطى وعصر النهضة، كان هذا اللون ذكوريا أيضا، إذ يُعتبر لونًا قويًا مشتقًا من اللون الأحمر، وعلى مر التاريخ ارتدى الفرسان جوارب وردية اللون واستخدمها بعض الرسامين العظماء لصور الرجال، أشهرها بلا شك بورتريه الملك هنري الرابع الذي يرجع تاريخها إلى عام 1606، والتي رسمها الرسام جاكوب بونيل حيث نرى ملك فرنسا الذي يجسد إله الحرب الروماني من خلال ارتداء سترة وردية اللون.

    وغير بعيد، في القرن الثامن عشر أصبح اللون الوردي لون النساء والرجال على حد سواء، ويمكن أن نكتشف ذلك من خلال اللوحات الفنية المختلفة مثل لوحة لوحة مدام دي بومبادور للفنان فرانسوا بوشيه، والتي تُظهر جين أنطوانيت بواسون في فستان حريري مزركش باللون الوردي، وخلال القرن العشرين فقط أصبح اللون الوردي نوعًا ما مرتبطا بالمرأة، إذ أصبح أنثويًا بالطريقة نفسها التي أصبح بها اللون الأزرق ذكوريًا، وقد ساعدت أشهر أيقونات الموضة من النساء في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي في تكوين هذه الصورة (مثل جاكي كينيدي وغيرها..).

     

    هل يؤثر الوردي على مزاج الإنسان؟

    يُعرف اللون الوردي بأنه لونٌ ذو فضائل تبعث على الاسترخاء، والتي يمكن أن تخلق جوًا أنثويًا ورومانسيًا وأحيانًا طفوليًا، كما وأنه يعزز المهام الإدراكية أو الحركية الدقيقة.

    في أواخر الستينيات أجرى العالم المشهور ألكسندر شاوس، مدير المعهد الأمريكي للأبحاث البيولوجية الاجتماعية تجربةً غير عادية، بعد أن أقنع اثنين من قادة مركز إصلاحي للبحرية الأمريكية بطلاء جدران العنابر باللون الوردي، وبعد 5 أشهر، صدر تقرير ذكر أن 15 دقيقة فقط من التعرض للون الوردي كانت كافية لتقليل عدوانية السجناء لمدة 30 دقيقة على الأقل، وزعم ألكسندر شاوس نفسه أن "اللون الوردي يقلل من معدل ضربات القلب وضغط الدم والنبض، إنه لون مهدئ يستنزف طاقتك ويقلل من العدوانية. "

    سجّادٌ وردي؟ هل هذا ممكن؟

    أجل! يمكن لإضافة سجادة وردية هادئة ودافئة وراقية إلى أي مساحة أن يضفي الدفء والرومانسية والهدوء، فاللون الوردي هو لون فريد من نوعه إذ يمكن أن يقترن بأي لون عندما يكون خفيفًا وناعمًا، ومن ناحية أخرى، عندما يكون لونه ورديًا دافئًا.

    سيُضفي هذا اللون النضارة والنعومة في جميع غرف المنزل ولكن،  ينبغي عليك أن تكون أكثر حرصًا بشأن الإكسسوارات في المساحة، وإذا أردت أن تقوم بتركيب سجادة ذات لون وردي في أي غرفة، اختر غرفة ذات درجة  لون محايدة إلى حد ما حتى لا تخلق انطباعا غير محبب.

    السجاد ذو اللون الوردي في الديكور

    بالطبع، عندما نفكر في استخدام اللون الوردي في ديكورنا المنزلي، فإن أول ما نفكر على الفور في غرف الأطفال، لأنه اللون التقليدي لغرفة الطفلة ولون الفتيات الصغيرات اللواتي يرغبن في الحصول على ديكور غرفة أميرة، لأنه يخلق جوا لطيفا وحميما، يمكن إضافة سجادة أيضا في الحمام الأنثوي لإضفاء الدفء والأجواء الرومانسية، ويمكن أيضا إضافة سجادة ذات لون فاتح في غرفة المعيشة أو المطبخ إذا لم تسيء استخدامه كثيرًا، كما أن إضفاء بعض الملحقات الوردية سيُضفي نعومة على بيئة محايدة جدًا أو صارمة.

  • اللون الأًصفر

  • لون الشمس، يقع بين الأخضر والبرتقاليّ على الطيف المرئي للضوء، ويبلغ طول موجته من 570 إلى 590 نانومتر، كما ويُنظر إلى اللون الأصفر على أنه لونٌ ساطعٌ لأنه يعكس الكثير من الضوء، وقد تم استخلاص اللون صناعيا لأول مرة في عام 1770 بواسطة الكيميائي السويدي كارل فيلهلم شيل، عندما تم صنع الصبغة الصفراء عن طريق طحن جزأين من الرصاص وجزء واحد من ملح البحر في الماء.

    تاريخ ورمزية اللون الأصفر

    يُعدّ اللون الأصفر أحد أقدم الألوان المستخدمة في تاريخ الفنون المختلفة، فقد استُخدم اللون الأصفر من العصر الحجري القديم إلى العصور القديمة المصرية واليونانية والرومانية، حيث استخدمت أصباغ صفراء مشتقة من تربة طينية غنية بالمغرة منذ 45000 قبل الميلاد لتزيين أجسام البشر وجدران الكهوف، وفي روما القديمة، ويُعتبر اللون الأصفر لونًا سهلًا على الصباغين صنعه، وقد كان هذا اللون في العصور القديمة الكلاسيكية، ذو قيمة كبيرة يرتديه الرومان خلال الاحتفالات.

    ويذكر ميشيل باستوريو المتخصص في دراسة الألوان والرموز والتمثيلات، في كتابه (الأصفر، تاريخ لون) أن اللون الأصفر هو اللون الأكثر شيوعًا لغطاء النساء الرومانيات في ظل الجمهورية والإمبراطورية، وكان الأصفر هو لون الدّالّ على  المرأة المتزوجة، وفي الأديان القديمة، كان اللون الأصفر لونًا مقدسًا، وكان يُنظر إلى اللون الأصفر، مثل الذهب، على أنه أبدي وغير قابل للتلف وغير قابل للتدمير، وقد استخدم فنانو عصر النهضة والعصور الوسطى "اللون الأصفر الهندي" وهو صبغة يتم الحصول عليها عندما تأكل الأبقار أوراق المانجو فقط.

    اكتسب اللون الأصفر شهرة واسعة وانتشارا كبير في الثمانينات في الديكور الداخلي والأزياء والفنون المختلفة، وهو من الألوان التي لا يخبو اتجاهها ويتجدد بمرور الزمن، ويرمز اللون الأصفر إلى الإيجابية، والشمس، والذهب، والفرح والقوة، وحمل هذا معاني الذبول والحزن، وقد يذكرنا بالخريف أو التدهور..، ومن ناحية أخرى يحمل الأصفر معاني مختلفة في الثقافات، فهو يُعتبر لون الحظ في الصين، ولن التمرد في فرنسا.. على سبيل المثال لا الحصر..

    كيف يؤثر اللون الأصفر في مزاج الإنسان؟

    يُنظر إلى اللون الأصفر على أنه لون مشرقٌ ومبهج، يثير مشاعر السعادة والتفاؤل والإيجابية لأنه مرتبط بضوء الشمس وفصل الصيف، ويرتبط اللون الأصفر أيضًا بالعفوية والاحتفال، من جهة أخرى يقول "ميشيل باستوريو" عن المشاعر المتناقضة التي ترتبط باللون الأصفر: "اللون الأصفر لطيف وناعم ومبهج، ولكن وضعه في الظل يمنحنا سريعًا نتيجة غير سارة، وأقل مزيج معه يجعله متسخًا وحزينًا وقبيحًا وذو أهمية أقل، هذا هو التناقض الكامل لهذا اللون، سواء كان رمزًا إيجابيًا أو سلبيًا."

    سجّاد أصفر مبهج

    ستكون السجادة ذات اللون الأصفر عنصرًا مثاليًا لإضفاء البهجة والمرح على الديكور الداخلي في منزلك، ولا ننسى أن اللون الأصفر يتناسب بسهولة مع الأزرق الفاتح أو الرمادي أو الأبيض، ومن خلال إضافة القليل من اللون الأحمر باستخدام ملحقات أو أثاث مختلف يمكن أن تضفي أيضًا جوًا ديناميكيًا على منزلك، وبتأكيد، هناك عدة أنواع من درجات اللون الأصفر، وما بين الأصفر الباهت أو الأصفر الفاتح، الأمر متروك لك لتقرير اللون الأصفر الذي يُلبي توقعاتك على أفضل وجه، وكذلك أذواقك.

    لتحديد اللون الأصفر الذي تريد أن تختاره لسجادك، من الضروري أن تتبع حدسك وذوقك الشخصي ولكن قبل كل شيء فكّر في الجو العام الذي تريد أن تضفيه على الغرفة حيث سيتم تركيب السجادة، ولمساعدتك في اختياراتك، اعلم أن السجادة الصفراء الفاتحة ستكون مخصصة أكثر لإضفاء جو أكثر نعومة وكلاسيكية، بينما ستضفي السجادة الصفراء الزاهية جوًا ديناميكيًا ومثيرا للغرفة.

    السجاد ذو اللون الأصفر في الديكور

    يمكنك تركيب سجادة ذات لون أصفر زاهي في أي غرفة ترغب في جلب إحساس الإشراق والبهجة وضوء الشمس إليها، أو في مكان جلوسك مع ضيوفك، ولكسر الروتين، من الممكن بالفعل إدخال المزيد من الحماس في الديكور بإضافة سجاد ذو لون أصفر، ويُعتبر اختيار سجادة ذات لون أصفر مثاليًا لتفتيح أي مساحة مظلمة.

     

  • اللون البني

  • البني هو لون مركب، يتم استخلاصه البني من خلال الجمع بين الأحمر والأسود والأصفر أو الأحمر والأصفر والأزرق، وهو يغطي في الواقع مجموعة واسعة من الدرجات، من البني الفاتح إلى البني المتوسط​​، وحتى الأسود! وقد يبدو الأمر مفاجئًا، لكن الشعر الأسود هو في الواقع بني غامق.

    تاريخ ورمزية اللون البني

    في مصر القديمة، تم استخدام القار، وهو زيت ثقيل ولزج بشكل طبيعي، في عملية التحنيط، واستُخدمت هذه المادة ذات اللون البني الغامق للحفاظ على الجثث من التعفن وبالتالي ضمان بقاء المتوفى في الآخرة حسب معتقدات العصر، وفي العصور الوسطى، اعتُبر اللون البني لونًا قبيحًا، إذ ارتبط بالفلاحين والخدم والمتسولين، وصُنعت الملابس بهذا اللون المقاوم للأوساخ من بقايا صوف الماعز وشعر مغزول بالكتان غير المبيض والقنب البني، وكانت المواد المستخدمة غير مكلفة؛ لذلك تم تصنيف الأشخاص الذين كانوا يرتدونها في أسفل السلم الاجتماعي، وفي ذلك الوقت، كان على علية القوم أن يتجنبوا ارتداء اللون البني أثناء حضور الاحتفالات الرسمية.

    اختفت هذه الصورة النمطية مع وصول فترة الروكوكو في القرن الثامن عشر، والتي كانت تطمح إلى مزيد من الحرية وشجعت على اختلاط الألوان، وأصبح اللون البني مألوفًا، وأحب لويس السادس عشر هذه الألوان، وأصبح لونا مرضيا عنه من طرف الملك، لذلك تمت الموافقة عليه على الفور من قبل البلاط والشعب، وأصبح اللون البني لونًا شائعًا للزي العسكري منذ أواخر القرن الثامن عشر، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى توفره الواسع وضعف القدرة على رؤيته، وفي القرن التاسع عشر، استخدم الفنانون درجة الطلاء البني الغامق، والذي يُعطي اللوحات مظهرًا قديمًا ويُعزز الأجزاء المظلمة،  وأصبح هذا اللون رمز الحزب النازي، وبقيت شعبية هذا اللون متذبذبة في العصر الحديث، إذ وفقًا لاستطلاعات الرأي العام في أوروبا والولايات المتحدة ، فإن اللون البني هو اللون الأقل تفضيلاً لدى الجمهور، إذ غالبًا ما يرتبط اللون بالبساطة والفقر.

    ينتشر اللون البني واسع في الطبيعة بشكل واسع، في الخشب، والأرض، ولون شعر الإنسان، ولون العينين، وتصبغ الجلد، البني هو لون الخشب الداكن، والتربة، وأوراق الخريف المتساقطة، ويستحضر كل ما هو خام وطبيعي، وفي إشارة إلى الطبيعة، يرتبط اللون البني بمشاعر الصلابة والأمان والتوازن، وإيحاءات الإيجابية والطمأنينة، وهذا هو السبب في أن الشركات في مجالات مثل العقارات أو النجارة أو التمويل تستخدم هذا اللون في شعاراتها، كما ويُعتبر اللون البني رمزًا للقوة الغاشمة، ويمكن أن يلهم أيضا الاستقرار.

     

    كيف يؤثر اللون البني في مزاج الإنسان؟

    يرتبط اللون البني مثل بقية الألوان بمعاني مختلفة منها الإيجابية، مثل مشاعر القوة والموثوقية، والأمان والسلامة، كما أنه لون مريح تم ربطه بزيادة في التربتوفان (المرتبط بالنوم وأنظمتنا المناعية) والسيروتونين (المرتبط بالمزاج)، وعادةً ما يمنحنا هذا اللون مشاعر دافئة ومستقرة، مما يذكرنا بالصلات مع الأرض والمنزل والأسرة، ويرتبط اللون البني من ناحية أخرى بالمشاعر السلبية مثل مشاعر الحزن والغموض والعزلة من جهة أخرى، كما أن إضافته للمساحات يمكن أن يضفي مشاعر الدفء والراحة

    بساطة السجّاد البنيّ

    إضافة سجادة ذات لون بني لديكورك الداخلي سيكون خيارا مثاليا لإخفاء البقع بسهولة، وهي اختيار يتماشى جيدًا مع درجات الأزرق والأخضر والبيج ودرجات أخرى من البني وحتى الأصفر، ولونها مثالي للديكور ذي الطراز القديم، وستكون هذه السجادة مناسبة جدا مع لوحات الألوان الفاتحة أيضا، والتي تساعد في الحفاظ على إضاءة الأثاث لمنع الغرفة من أن تصبح مظلمة للغاية.

    السجاد ذو اللون البني في الديكور

    يرمز اللون البني إلى التقاليد والأصالة والراحة والصلابة يتميز هذا اللون بخصوصية الترحيب والرفاهية، وهو مناسب لغرف المعيشة وغرف النوم والحمامات والمطابخ، إذ يُضفي هذا اللون الغامق أجواءً مريحة، مما يجعله رائعًا لغرف المعيشة وغرف النوم بالتحديد، خاصة في الأجواء الباردة، كما أنه مناسب للمساحات التي تزداد فيها الحركة مثل الرواق والسلالم، ومن ناحية أخرى، يُعتبر اللون البني لونا محايدا وغير شخصي ويمكن إضافة سجادة أنيقة ذات لون بني في مساحات المكاتب.

  •  اللون الذهبي

  • اللون الذهبي هو لون البريق، وهو ينتمي في المجال اللوني إلى عائلة اللون الأصفر، وهو واحد من الألوان صعبة الدمج نظرا لدرجاته الباردة والدافئة، امزج جرعات متساوية من الأصفر والبني للحصول على لون ذهبي مع درجة لون الخردل الكلاسيكي، وللحصول على لون ذهبي بني يمكن مزج جرعات متساوية من الأزرق والأحمر والأصفر. 

    تاريخ ورمزية اللون الذهبي

    على مر التاريخ تم استخدام الذهب كطلاء، كعلامة للهيبة والقوة على شكل صفائح رقيقة جدًا مطبقة على الأسطح، من العصور القديمة وحتى يومنا هذا في الرسومات، وقد كان ملائما بشكل رئيسي في العصور الوسطى في الديكور، وتم استخدامه بشكل أساسي لإطارات وعناصر العمارة الداخلية.

    يختلف معنى لون الذهب باختلاف الثقافات، غالبًا ما يُنظر إلى هذا اللون على أنه رمز للثروة والقوة والسلطة والرفاهية، ولكنه يرتبط أيضًا بالروحانية العميقة في الثقافة الشرق آسيوية، ومنذ العصور القديمة، ارتبط الذهب بالعديد من الرموز الإيجابية، بدءًا من الشمس إلى الثروة والنجاح، فهو يستحضر الشمس وكل ما لها من رمزية: الإشراق، مركز الدفء، الحب، الهبة، الخصوبة ، وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن الذهب يعبر عن المعرفة، ونعني هنا، على سبيل المثال، مصطلح العصر الذهبي الذي يشكل الكمال لكل أمة أو دولة، وكان  اللون الذهبي موجودًا دائمًا في الزخرفة، ولكنه ظل محجوزًا لفترة طويلة للنخبة.

     

    كيف يؤثر اللون الذهبي  في مزاج الإنسان؟                   

    يُشيع اللون الذهبي مشاعر الاستحقاق والجدارة ويضفي الدفء ومشاعر الاحترام والأمان لأن اللون الذهبي يعيدنا إلى الراحة المادية، والشعور بالإنجاز والثراء، وقد يبعث في كثير من الأحيان مشاعر التفاؤل والبهجة، ومن جهة أخرى يمكن أن تشيع درجات اللون الذهبي الغامق مشاعر الغموض والحزن والكآبة.

     

    بريق السجّاد الذهبي

    نظرًا لأن الذهب يرمز إلى الثروة والازدهار، فهو اللون المثالي لاستخدامه إذا كنت ترغب في جعل تصميم ديكورك الداخلي يبدو أكثر رقيًّا وفخامة، لما سيضفيه من أناقة ورقة ورفاهية على مساحتك، ويمكن أن تضيف السجادة ذات اللون الذهبي  الدفء إلى منزلك، وهذا النمط من السجاد مثالي لفصل الشتاء لأنه يوفر الدفء والراحة والشعور بالأمان.

    يمكن أن تتناسب سجادة ذات لون ذهبي مع إكسسوارات سوداء وبيضاء دائما، وأي درجة من اللون الأزرق ستبدو رائعًة دائما مع سجادة من اللون الذهبي.

    السجاد ذو اللون الذهبي في الديكور

    سجادة من هذا اللون الثمين يمكن أن تكون مناسبة لغرفة الجلوس لتستقبل ضيوفك في مظهر فاخر ورائع، يمكن أيضا إضافة سجادة ذات لون ذهبي إلى غرفة النوم لإضفاء الدفء، أو غرفة الضيوف لإضافة الرفاهية للمكان، ولا تنسى دائما ينبغي عليك استخدام هذا اللون بحكمة في ديكورك الداخلي.

     

  • اللون أزرق

  • اللون الأزرق هو أحد الألوان الأساسية الثلاثة إلى جانب الأخضر والأحمر، وهو اللون الذي يمثل الصفاء والسلام والهدوء، ويحتل اللون الأزرق قمة ترتيب الألوان الأكثر شيوعًا في العالم، ويعتبر أكثر الألوان انتشارًا في بيئتنا، إذ يوجد اللون الأزرق بشكل طبيعي من حولنا في السماء والبحر، ويُشار إلى اللون الأزرق على أنه نغمة باردة.

    ويذكر "ميشيل باستوريو"، مؤلف كتاب "الأزرق، تاريخ اللون" أنه منذ أن كانت استطلاعات الرأي متاحة، حوالي عام 1890، تم تصنيف اللون الأزرق في الواقع في المرتبة الأولى في كل مكان في الغرب، في أوروبا كما في الولايات المتحدة كما في نيوزيلندا، من قبل الرجال والنساء، بغض النظر عن حياتهم الاجتماعية والمهنية الخلفية!"، وقد أجريت الكثير من الدراسات لمحاولة فهم سبب انجذاب البشر للون الأزرق.

    تاريخ ورمزية اللون الأزرق

    على الرغم من أن ما يعنيه اللون الأزرق يختلف في كل ثقافة، إلا أنه يرتبط بالإجماع بالمساحات الواسعة والآفاق المفتوحة واللانهائية، وبالتبعية، أصبح رمزًا للنضارة والنقاء والحقيقة والحكمة، وهو لون يدعو للفرار والسفر والاكتشاف والآفاق البعيدة، كما ويمثل الثقة والشعور بالقدرة على التخلي، ويخلق هذا اللون إحساسًا بالالتزام والموثوقية لدى من يشاهده.

     وقد كرمت العديد من الحضارات هذا اللون الذي يمثل القوة والامتياز، وكان اللون الأزرق محجوزًا في السابق لعائلات الملوك، بالرغم من أن هذا اللون لم يكن له اسم، أو كلمة تشير إليه في اللغات القديمة الأخرى، وكان المصريون هم الوحيدون الذين خرجوا عن القاعدة بتضمين كلمة "أزرق" في لغتهم، وكانوا أيضًا الوحيدين الذين عرفوا كيفية إعادة إنتاج هذا اللون.

    إذ لم يكن اللون الأزرق منتشرا كاسمٍ، حتى بدأت الصبغات الزرقاء المصرية بالانتشار في جميع أنحاء العالم حيث أضافت الثقافات الأخرى كلمة أزرق إلى قاموسها، ثم كان يُنظر إلى الأصباغ الزرقاء على أنها سلعة نادرة (ومكلفة) واكتسب اللون الأزرق مكانة بارزة، خاصة في الحياة الروحية، وارتبط لدى الشعوب القديمة بالهدوء والآلهة والثقة، كما وربط المصريون اللون الأزرق بالنيل والوفرة، وأصبح اللون مرادفًا للملوك، حيث كانت الأصباغ اللازمة لإنشاء "الأزرق المصري" باهظة الثمن  وتتميز بالندرة وتتطلب عمالة كثيفة.

    أصبح اللون الأزرق مألوفًا فقط بعد التصنيع، أو أصبح تصنيعه أسهل، ثم أصبح اللون الأزرق لونًا شائعًا للغاية وربما يكون هذا هو السبب في كونه اليوم هو اللون المفضل لغالبية كبيرة منا، واللون المخصص للذكور دون النساء.

    غالبا ما يرتبط اللون الأزرق في الثقافات الغربية بالدموع والحزن، ووفقًا لمعجم أمريكا (1848)، فإن الأزرق يعني كئيب، قاسٍ؛ متطرف جدا، وقد قيل أيضًا أنه يعني انخفاض الروح المعنوية، وفقًا لقاموس أكسفورد، يمكن أن تكون الكلمة مشتقة من كلمة "مصيبة".

    وتشمل التأثيرات الأخرى للون الأزرق:

    • تعزيز الحدس
    • يعزز الثقة بالنفس والقوة.
    •  يحفز المشاعر مثل التعلق والصفاء.

    كيف يؤثر اللون الأزرق على مزاج الإنسان

    بعض الأبحاث التي تتقصى حول الضوء ذو الطول الموجي القصير (الأزرق) أثبتت أن اللون الأزرق علاج فعال محتمل للاضطراب العاطفي الموسمي (نوع موسمي من الاكتئاب)، ويساعد على تقليل التوتر.

    يُعتبر اللون الأزرق لونا مطمئِنًا وله دلالات إيجابية وتأثير مهدئ ومريح على النفس وبالتالي يمكن استخدامه لدعم مكافحة الاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى ذلك، يساعد اللون الأزرق في محاربة العصبية بفضل تأثيره، ويساعد في خفض ضغط الدم بشكل طبيعي، لهذا السبب غالبًا ما يوجد هذا اللون في المستشفيات والعيادات، ويمكن أن يقلل اللون الأزرق أيضًا من الجوع، إذ يوصي بعض المختصين  بتناول الطعام في الأطباق ذات اللون الأزرق للمساعدة في فقدان الوزن.

    يُلهم اللون الأزرق الصفاء والهدوء الداخلي، ويساعد هذا اللون على التأمل والخيال والأحلام، ولكن في نظيره السلبي، قد يميل من يفضلون اللون الأزرق إلى الكآبة.

     

    تألّق السجادة الزرقاء

    اللون الأزرق لطيف للغاية لاستخدامه داخل منزلك، وعلى الرغم من صعوبة استخدام بعض الدرجات منه، خاصة في المناطق الداخلية التي تفتقر إلى الإضاءة، إلا أن البعض الآخر يساعد في خلق جو ناعم ومريح، على سبيل المثال، يضيف تركيب سجادة ذات لونٍ أزرق عند أسفل الأريكة إضفاء لمسة من اللون المنعش بقدر ما تمنح المساحة مظهرا حديثا، وتعزز السجاد ذو درجات اللون الأزرق العديدة، من الأفتح إلى الأغمق، جوًا هادئًا ومريحًا وأنيقا.

    إذا كنت ترغب في استخدام سجادة زرقاء داكنة، يمكنك تنسيقها باستخدام ألوان محايدة لبقية الغرفة، أما إضافة السجادة ذات اللون الأزرق الفاتح سوف تجعل المساحات أكثر إشراقًا وحيوية.

     

    السجاد ذو اللون الأزرق في الديكور

    يمكن استخدام السجادة ذات اللون الأزرق في كل مساحة من المنزل تقريبا، ويمكنك تكميل المظهر مع العديد من أنظمة الألوان والأنماط، وقد يكون أفضل مكان لتركيب السجاد ذو اللون الأزرق من الوبر العميق في أماكن الاستراحة والنوم على وجه التحديد، لما تضيفه من هدوء ومشاعر الاسترخاء، وإحساس بالدفء والنعومة للقدمين عند الاستيقاظ، يمكن إضافة سجادة صغيرة زرقاء أيضا في الحمام، أو في غرفة الأطفال لمنحهم جوا مريحا وحميما.

     

    الألوان الشائعة في السجاد الفارسي: الألوان ومصادرها

     

    تُعتبر الألوان من أهم العناصر التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار السجادة، لأن لون السجاد يحمل تأثيرًا لا يمكن إنكاره على مظهر وجو الغرفة، واللون المناسب يمكن أن يجلب الحياة إلى المساحة، وبما أن عالم السجاد وألوانها واسع، سنتحدث عن ألوان السجاد الفارسي على سبيل المثال لا الحصر..

     يتم إنتاج السجاد المنسوج يدويًا والسجاد المصنوع آليًا في مجموعة متنوعة فريدة من الألوان والتصاميم، ويلقي لون السجادة بظلاله على الغرفة بأكملها، بالإضافة إلى ذلك، يحمل كل لون من ألوان السجادة  معنًى خفيّا، إذ يقوم الصباغون الرئيسيون بصبغ الصوف قبل تسليمه إلى نساجي السجاد، وقبل إدخال الأصباغ الاصطناعية في عالم صناعة السجاد، كانت المواد المعدنية والنباتية تُستخدم لصبغ الصوف في مجموعة واسعة من الألوان الجذابة، وقد استخدم البدو، الذين ابتكروا تقنيات نسج السجاد المعقود في بلاد فارس، جميع أنواع الكائنات البحرية والحشرات والنباتات المحلية والمستوردة لابتكار ألوان لافتة للنظر، وتم استخدام الحلزون والخنافس وجميع أنواع الزهور والبذور، من البذور الحمراء إلى الرمان المجفف، لاستخلاص الألوان الفاتنة للسجاد المنقوش.

    يشتهر السجاد الفارسي بالخلفية الحمراء الزاهية، وتعد الألوان المطلية بالورنيش والجوز والكاكي والأزرق السماوي من بين الألوان السائدة في السجاد الفارسي الأصيل، وكلما زادت الألوان المستخدمة في السجادة، زادت تكلفة السجادة، وفي بعض السجاد الرائع المنسوج بواسطة نساجي السجاد المهرة والمحفوظ في المتاحف، يمكن رؤية ما يقرب من 250 لونًا في السجادة، ويتطلب إنشاء سجادة بمزيج الألوان المعقد هذا سنوات من الخبرة والمعرفة.

      وتشمل المصادر الطبيعية التي كانت الأصباغ الطبيعية تُستخرج منها:

    • جذر الفوة الصبغية البري للأحمر القرمزي.
    •  نبات النيلة الزرقاء للون الأزرق.
    •  الكركم والتوت للون الأخضر.
    •  شجرة البلوط للون الأسود.
    •  لحاء الشجر أو المكسرات للون الترابي.
    •  الزعفران أو الرمان للون الأصفر.
    •  تخفيف لون جذر الفوة الصبغية للون الورد.
    •  العفص أو لحاء البلوط لاستخلاص اللون البني.

    بالتأكيد هناك معنى خفي وراء كل لون يُستخدم عادة في السجاد الفارسي والشرقي، ويعد تنوع ألوان السجاد انعكاسًا لمُثُل وعواطف وخصائص النساجين بمرور الوقت، تتجذر الموضوعات المشتركة في فن نسج السجاد الفارسي في تاريخ وأساطير هذه الإمبراطورية، وما زالت هذه الأخيرة تلهم المصممين لرسم خرائط السجاد حتى في العصر الحديث.

    وبالرغم من أن الألوان ترمز إلى معانٍ مُختلفة بحسب قيم الأمم وثقافات الشعوب، حملت ألوان السجاد الفارسي معاني مختلفة لدى النساجين، فالألوان بالنسبة للحائك هي كالتوابل بالنسبة للطاهي،  إذن ما الذي يعنيه كل لون لحائك السجاد الفارسي؟ 

    وقبل ذلك نحتاج لفهم معاني الألوان في تاريخ الإمبراطورية الفاسية:

    • الأحمر: السعادة والفرح والجمال والشجاعة والحظ والثروة
    • الأخضر: الجنة، والقداسة، والنهضة، والربيع
    • البني: الخصوبة.
    • أصفر / ذهبي: القوة والمجد
    • الأزرق: الثقة والالتزام
    • البرتقالي: نكران الذات والتقوى والتواضع
    • الأبيض: العفة والطهارة والسلام والطمأنينة
    • الأسود: الغموض والراحة 

     

    ما الذي يعنيه كل لون للنساجين الفارسيين؟

     

    باستخدام مختلف الألوان تحكي كل سجادة عن احترافية النساجين في اختيار الألوان وتناغمها ووضوحها، ولنفهم الحكاية، نحتاج إلى فهمٍ أفضل لمعنى الألوان المستخدمة في السجاد، بالنسبة للحائك الفارسي..

     

    الأصفر والذهبي: لونان يبدوان مميزين، ويرتبط اللون الأصفر بشكل عام بالسعادة والطاقة، بينما يستخدم اللون الذهبي أكثر للإشارة إلى الانقسام، ومع ذلك، فإن كلا اللونين لهما الجذور نفسها، ويأتي كلا اللونين من الهند وأوروبا مما يعني الذهب ويعني المزيد من الاهتمام، ويربط الفارسيون اللون الأصفر بأشعة الشمس وبهجة الحياة، وفي السجاد الإيراني المنسوج يدويًا، غالبًا ما يتم استخدام الألوان الذهبية والبنية معًا، وهو ما يرمز للثروة والقوة، وقد  استخدمت هذه الألوان في الغالب في السجاد للعائلات المالكة وكانت تمثل قوة التصميم وتسليط الضوء عليه.

     

    اللون الأخضر: يمثل اللون الأخضر في جميع أنحاء العالم الرخاء والتوازن والصحة والنمو، ويذكرنا اللون الأخضر بالغابات النابضة بالحياة وأوراق الربيع النضرة والنهضة، أما في السجاد الفارسي، فاللون الأخضر ليس من الألوان الشائعة؛ ولكن عند استخدام اللون الأخضر في التصميم، فإنه يظهر تأثيرًا خاصًا وميزة.

    وفقًا للروايات التاريخية في السيرة النبوية، كان اللون المفضل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، هو الأخضر، وربما يكون اللون الأخضر مقدسًا إلى حد ما وأقل استخدامًا للسجاد، ولكنّ السجاد الفارسي العتيق استخدم أحيانًا هذا اللون.

    اللون الأحمر: يرتبط اللون الأحمر بالشعور بالحماس والإثارة، واعتمادًا على درجة هذا اللون، فإنه يشير إلى الدفء والحيوية، ويُستخدم للتعبير عن المشاعر ولجذب المزيد من الانتباه، واللون الأحمر هو لون الدم والنار، وهما رمزان قويان في قوى الطبيعة، وقد استُخدم اللون الأحمر في السجاد الفارسي لإنشاء تصميمات مذهلة مع مجموعة واسعة من المؤثرات المرئية، واستخدم مصممو السجاد الأوائل اللون الأحمر للتأكيد على تصاميمهم، وكان هذا اللون في السجادة يمثل القوة.

    اللون الأزرق: يُستخدم اللون لخلق إحساس بالسلام الداخلي في التصاميم، وفي العديد من الثقافات، يرمز اللون الأزرق إلى الثقة والولاء، وبعد الأحمر والبيج، يُعدّ اللون الأزرق من أكثر الألوان شيوعًا في السجاد الفارسي، وربما لندرة مصادر هذا اللون في الطبيعة، حاول معظم نساجي السجاد العتيق استبدال هذا اللون.

    اللون البني: هو واحد من الألوان التي استُخدمت أيضا لحياكة السجاد الفارسي، وهو لونٌ يعبّر على الارتباط والأصالة، ويمثل اللون البني في السجاد الفارسي الكوكب الأم، والأرض، ويُستخدم كدليل على الخصوبة.

                                                                                                              

    اللون البرتقالي: هو لون مرح مرتبط بالنار والإثارة، وبينما تعتبر الثقافات الغربية اللون البرتقالي رمزًا للمغامرة، فإن معناه في الشرق مختلف تمامًا، فقد اختار نساجو السجاد الفارسي معنى روحيا للون البرتقالي، حيث يُستخدم للتعبير عن التقوى والتواضع وكذلك الإيمان والتضحية، وتستخدم الألوان الصفراء والحمراء بدرجات مختلفة من اللون البرتقالي في تصميمات السجاد القديمة، وقد أدى  اتحاد هذه الألوان إلى خلق لون مثير وإظهار الشعور بالكمال.

    اللون الأسود: الأسود هو لون رسمي يستحضر القوة والغموض، ويذكرنا بالفراغ والعواطف المظلمة، ونادرًا ما استخدم النساجون الفارسيون اللون الأسود في أنماط مختلفة من السجاد الفارسي؛ ولكن هناك أيضًا أمثلة على السجاد الفارسي الفريد الذي استخدم اللون الأسود لإنشاء تفاصيل في التصميمات.

     

    اللونين البيج والأبيض: اعتُبر اللون الأبيض لون النقاء والبراءة في معظم البلدان، واعتمد النساجون الفارسيون على خلط اللون الأبيض في كثير من الأحيان مع البيج لإنشاء تصميمات مختلفة، تختلف الدرجة الفاتحة من اللون الأبيض أو البيج حسب نوع الصوف المستخدم في السجاد الفارسي.

     

    يُشهد للنساجين الفارسيين أنهم عرفوا كيفية تطويع ألوان الطبيعة، واكتشاف سر الحصول على هذه الأصباغ السحرية والزاهية والمبهجة والخالدة التي نراها اليوم في السجاد الفارسي القديم، وبالعودة إلى الغنائم التي ظفر بها الإسكندر المقدوني بعد إطاحته بالإمبراطورية الفارسية، ذكر المؤرخ بلوتارخ نقطتين مهمتين توضحان سبب حفاظ السجاد على ألوانه وشدة وضوحه: "إحداهما هي مدى قوة اللون الأرجواني ضد الضوء والهواء، والأخرى هي أن النساجين الفارسيين القدماء استخدموا مواد تكميلية في الصباغة.."

    وفي هذا السياق، يضيف بلوتارخ أن "اتساق اللون وقوة الأقمشة يعود إلى حقيقة أن النساجين الفارسيين يستخدمون مزيجًا من العسل والشمع للحفاظ على شفافية اللون، وينطبق الشيء نفسه على الأقمشة البيضاء وغير المصبوغة."

    تلفتنا ملاحظات بلوتارخ، إلى الرغبة في معرفة سر احتفاظ السجاد الأثري الأصيل الموجود في المتاحف الكبرى في العالم بألوانه الزاهية، بما في ذلك السجاد الموجود في متحف الفنون الجميلة في بوسطن، ومتحف فيكتوريا وألبرت في لندن، ومتحف لوس أنجلوس، ومتحف الفنون التطبيقية في فيينا، ومتحف الدوحة للفن الإسلامي..إلخ، ولأنه لا يمكننا إحصاء جميع السجاد الموجود في المتاحف العالمية الكبرى؛ سنتحدث عن ألوان أقدم سجادة في العالم، "سجاد بازيريك " والموجود الآن في متحف الأرميتاج في سانت بطرسبرغ، روسيا.

    لماذا ما زالت ألوان سجاد بازيريك مشرقة؟

    سجادة بازيريك هي واحدة من الأنواع الفريدة من نوعها للسجاد المنسوج يدويًا، والتي لها تاريخ طويل جدًا، إذ تشير الدراسات التي أجريت على سجادة بازيريك إلى أنها تعود إلى 2500 عام مضت وكانت تستخدم لتغطية الخيول، ويرجع أغلب الخبراء نسبها إلى بلاد فارس، فما سر هذه السجادة غير العادية؟

    تاريخ سجادة بازيريك

    عام 1949 انطلق عالم الأنثروبولوجيًا وعالم الآثار السوفييتي البارز والذي اكتشف وحفر أكثر مدافن السكيثيين شهرة (البدو الفارسيين) في سيبيريا "سيرجي رودينكو" في حملة استكشافية جديدة، وهناك في وادي بازيريك في هضبة أوكوك، في جبال ألتاي في سيبيريا على ارتفاع 5400 قدم فوق مستوى سطح البحر، عثر عالم الآثار على مقابر تعود إلى العصر الحجري وكان قبر أحد النبلاء، يحتوي على سجادة مجمدة، وكان من الواضح أنها تُركت من طرف لصوص القبور الذين نهبوا ممتلكات المدفن القيّمة، وخلفوا وراءهم السجادة العتيقة داخل القبر الذي تُرك مفتوحا بعد نهب ما كان بداخله، وقد أدى تساقط الثلوج والانخفاض الشديد لدرجة الحرارة إلى تجمّد السجادة وبقائها لفترات طويلة تحت طبقة جليد سميكة، وهو ما يعتقد الخبراء أنه السبب الرئيسي في بقاء السجادة سليمة.

    تصميم سجادة بازيريك

    يُزيّن سجادة بازيريك إطار زهري، ويتوسطها مربع منقوش في المنتصف، وعلى حافة تنتشر الغزلان ومحاربون يمتطون الخيول، والحيوان الأسطوري، الأسد المجنح المعروف باسم غريفين، وجميع أجزاء السجادة مصنوعة من الصوف، بما في ذلك الوبر والقاعدة وتحتوي هذه السجادة على 3600 عقدة مزدوجة متماثلة لكل ديسيمتر مربع، أما الحجم الدقيق لهذه السجادة هو 1.98 × 1.98 مترًا، وبسبب الرطوبة، تعفن جانب واحد من هذه السجادة، والذي تم ترميمه وإعادتها إلى شكلها الأصلي، ويٌعتقد أن هذا النوع من السجاد كان يتم إنتاجه إما في أرمينيا القديمة، بلاد فارس،  أو آسيا الوسطى.

    أصول سجادة بازيريك

    مازال الغموض يحيط بالأصول الحقيقة والمصدر الدقيق للسجادة العريقة، إذ يعتبر البعض أنها تعود لأتراك الأوغوز خلال فترة العصور الوسطى المبكرة إذ تُظهر القيم العددية للسجادة أوجه تشابه مذهلة في علم الأنساب مع أسطورة الأوغوز التركية، وينسبها البعض الآخر على الأصول الأرمينية، باعتبار أن السجادة منسوجة بتقنية العقدة المزدوجة الأرمينية، وأن لون الخيوط الحمراء مصنوع من القرمزي الأرمني ولكن، يغلب على رأي هؤلاء الرأي الذي يعتقد بأن السجادة تعود إلى أصول فارسية، خصوصا مع اكتشافها في مقابر السكيثيين.

    كانت بعض مقابر بازيريك التي اكتشفها عالم الآثار رودينكو محفوظة في حالة شبه كاملة، وكانت تحتوي على هياكل عظمية وأجساد خيول وإنسان محنط سليمة، إلى جانب مجموعة كبيرة من القطع الأثرية بما في ذلك السروج، ومعدات الركوب، والعربات الحربية، والسّجاد، والملابس، والمجوهرات، والآلات الموسيقية، والتمائم، والأدوات، و "جهاز استنشاق دخان القنب".

     كما تم العثور في المقابر على أقمشة من بلاد فارس والصين، والتي لا بد أن البازيريك قد حصلوا عليها في رحلات تغطي آلاف الأميال، ويعتقد الخبراء أن سجادة بازيريك تعود للبدو الفارسيين السكيثيين.

     وهناك سبب آخر يسوقه أنصار نظرية فارسية السجادة الأقدم في العالم والذي دفع الخبراء إلى نسبتها إلى العصر الأخميني والقرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، وهو أن تصاميم هذه السجادة تتشابه مع تصميمات الفترة الأخمينية في العديد من أوجه التشابه، يُضاف إلى ذلك الاستخدام المكثف للون الأحمر في هذه السجادة، لأن اللون الأحمر كان وفيرًا في بلاد فارس خلال الفترة الأخمينية، وقد استخدم نساجو السجاد هذا اللون على نطاق واسع في تصميماتهم، من ناحية أخرى كانت الغزلان الصفراء المرقطة ذات القرون الواسعة الموجودة في تصميم السجادة فريدة من نوعها في بلاد فارس في الماضي.

     وبالرغم من أننا لا يمكن أن نجزم بالموطن الأصلي للسجادة إلا أنه لا خلاف على روعتها ومظهرها المذهل بالرغم من مرور أزيد من 2500 سنة على حياكتها، حيث أن السجادة مازالت تُظهر مستوى من الرقي في صنعة لم يكن يعتقد المؤرخون المعاصرون أنه ممكن، لأن معظم السجاد المنسوج والبُسط الفترة الزمنية نفسها كانت أكثر بدائية، فكيف حافظت سجادة من القرن الخامس قبل الميلاد على ألوانها وتصميمها؟

    السر وراء الألوان الزاهية الأبدية لسجادة بازيريك

    لا يخفى على أحد أن الألوان الأحمر، والأخضر، والأصفر والأزرق المستخدمة في حياكة سجادة بازيريك مازلت زاهية ومشرقة حتى مع مرور مئات القرون، وهو السر الذي حير العلماء طويلا، وقد قام مجموعة من العلماء في جامعة إرلنغن نورنبيرغ الألمانية بفحص السجادة باستخدام الفحص المجهري عالي الدقة للأشعة السينية، ونُشرت النتائج التي توصلوا إليها في مجلة (Scientific Reports)، وقد كان السر الكبير يكمن في (تقنيات الصباغة التقليدية للألوان الزاهية الأحمر والأصفر والأزرق للسجادة) 1

    يعتقد العلماء أن تخمير صوف الغنم قبل صبغه يزيد من انتشار الأصباغ باتجاه مركز ألياف الصوف، ويؤدي إلى زيادة تألق اللون وطول عمره ليكون أكثر إشراقا واستمرارية، ويمكن التعرف على الصوف المخمر عن طريق المسح المجهري من خلال الموضع المرتفع المميز للطبقات الخارجية للغطاء، وقبل ذلك بثلاثين عام، في 1991، تلقى البروفيسور كارل ميسلينغر عينة من بعض عقيدات السجاد الباذنجاني لتحليلها عن طريق المسح المجهري الإلكتروني، واكتشف مع الدكتور مانفريد بيبر، الخبير في تقنيات صباغة الأقمشة الشرقية، أنه من خلال المسح المجهري الإلكتروني  يمكن التعرف على ألياف الصوف المصنوعة بطريقة صباغة خاصة تعتمد على التخمير السابق للصوف.

    وشرح الباحثون التقنيات المستخدمة في صباغة ألياف السجاد البازيريكي، وقال الدكتور كارل ميسلينغر:"إن النساجين القدامى في الأناضول على دراية بتقنية أقل تكلفة لكنها موثوقة، إذ قاموا بنشر الصوف المصبوغ في الحقول المعرضة لأشعة الشمس المباشرة لعدة أسابيع، ثم قاموا بتخزينه في حظيرة كفِراش لحيواناتهم قبل غسله أخيرا في مجرى مائي أو مياه النهر"

     

     

    القاعدة الذهبية : معايير اختيار لون السجاد المناسب للمكان المناسب

    السجادة هي أحد العناصر المهمة في الديكور الداخلي، والتي يُمكن أن تُضفي روحًا وأبعادًا على مساحة المنزل، وفي الواقع، يمكن أن نقول أن السجاد هو قلب كل مكان ودوره في الديكور الداخلي لا يخفى على أحد، إلا أن  اختيار لون معين للسجاد قد يغيّر الديكور الداخلي بأكمله وأسلوبه.

    يدرك صانعو السجاد التأثير الكبير للألوان على مزاج الإنسان، وكيف يمكن لبعض الألوان أن تنشر الهدوء والاسترخاء في مساحات المنزل، بينما تُضفي ألوان أخرى للسجاد الحيوية والإشراق، سنكتشف فيما يلي كيف نختار السجاد المناسب للمكان المناسب وما المعايير التي ينبغي أن تنتبه إليها قبل شراء السجادة:

    الجوانب العملية

    لتحصل على غرفة كبيرة

    هل تريد أن تجعل الغرفة تبدو أكبر؟ السجاد ذو الألوان الفاتحة يجعل المساحة تبدو أكبر، وهي ميزة يفضلها العديد من أصحاب المنازل الصغيرة والمتوسطة الحجم، وعلى العكس من ذلك، إذا كنت تريد أن تجعل الغرفة تبدو دافئة ومريحة، فمن الأفضل اختيار سجادة بألوان داكنة.

    إبقاء البُقع غير مرئية

    إذا كان لديك أطفال صغار، أو حيوانات أليفة، أو تعيش في منزل مستأجر، أو كنت من رواد الحفلات، فإن فرص تلطيخ سجادتك عالية، والسؤال هو، ما هو أفضل لون لإخفاء البقع؟ إذا كنت تعلم أن التلطيخ هو المصير الحتمي لسجادتك، فمن الأفضل اختيار سجادة ذات لون غامق.

     

    بعيدا عن الغبار

    قد تتساءل ما الفرق بين إخفاء البقعة والغبار؟ هما متشابهان بطريقة ما، لكن لهما أيضًا اختلاف جوهري، سبب البقعة هو انسكاب شيء ما على السجادة، لكن الغبار والأوساخ مع تراكم الشحوم تعطي السجادة بأكملها لونًا بنيًا داكنًا، والسجادة التي لا تُظهر البُقع جيدًا ليست بالضرورة خيارًا جيدًا لعدم وجود الأوساخ وظهور الغبار، لذلك، إذا كنت تريد ألا تظهر الأوساخ والأتربة على سجادتك بمرور الوقت، فاختر سجادة متعددة الألوان بتصميم مزدحم بحيث تكون الأتربة والأوساخ أقل وضوحا وليس جليا مدى حاجة السجادة إلى تنظيف.

    المساحات المزدحمة

    لاختيار لون السجادة المناسب لغرفة المعيشة، ضع في اعتبارك ما الذي تفعله في مساحتك؟ سواء كنت تقضي جميع أنشطتك اليومية في غرفة المعيشة أو تستمتع بالسجادة أثناء الراحة، فهناك فئتان منفصلتان يمكن أن تساعدا في تضييق الخيارات في اختيار اللون المناسب لهذه المساحة بالتأكيد، بالنسبة لغرفة المعيشة حيث تتم جميع الأنشطة اليومية، من الأفضل اختيار لون السجادة من الألوان ذات المظهر المحايد والداكن قليلاً؛ ولكن بالنسبة لغرف المعيشة التي تكون فيها الحركة قليلة، فلا يوجد أي عائق أمام استخدام الألوان الفاتحة.

    ألوان الديكور

    يمكن أن تؤثر جميع الملحقات والأشياء الأخرى في ديكورك على اختيار لون سجادك؛ لذلك، إذا كانت عناصر الديكور كاملة وتنوي شراء سجادة، فمن الأفضل اختيار لون ملحقاتك الأخرى بشكل متناغم، والانتباه إلى لون الأثاث والستائر واختيار لون السجادة وفقًا لذلك، إذا كان لون ديكور الاستقبال بلون واحد وبدرجات ألوان مختلفة، فلا تختر اللون نفسه عند شراء السجادة، فهذا يجعل المساحة تبدو رتيبة ومملة.

    تعرّف على ذوقك

    إذا كنت ترغب في تغيير ديكورك بالكامل، يجب أن تثق بحدسك وذوقك، ابحث عن أنواع مختلفة من التصاميم على الإنترنت، وعندما تعثر على اهتماماتك وتعرف النمط واللون الذي تفضله لملحقات ديكورك، يمكنك اختيار لون السجادة المطلوب بسهولة أكبر، أما إذا كنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين يجدون صعوبة في تنسيق الألوان، فمن الأفضل استخدام الألوان المحايدة؛ ستنسق هذه الألوان جيدًا مع العناصر الأخرى وستبدو جميلة في النهاية.

    نظافة السجاد

    إذا كنت شخصًا يهتم بنظافة كل جزء من المنزل، وخاصة السجاد، فتجنب شراء السجاد ذو اللون الفاتح، إذ لا يُنصح باستخدام السجاد الفاتح في المناطق كثيفة الحركة، مثل المدخل، والرواق، والسلالم، وغرفة الجلوس، وغرفة المعيشة، وباقي الأماكن التي يمكن الدخول إليها بالأحذية.

    متانة  السجاد

    بعض المساحات في المنزل تحتاج بالفعل إلى سجاد أكثر متانة من السجاد في الأماكن الأخرى، يبدو اختيار سجاد السلالم أحد أكثر الأسئلة جدلا لأن سجاد الدرج يُستخدم باستمرار ويمكن للاختيار السيئ أن يجعل السجادة تبدو قديمة ومتهرئة في القريب العاجل ولكن، من ناحية أخرى من خلال النظر في النقاط الرئيسية لسجاد الدرج ، يمكنك اتخاذ قرار حكيم، على سبيل المثال، يعد اختيار لون السجادة المناسب للسلالم فعّالاً في جعلها تدوم لفترة أطول، فالألوان الداكنة هي الأفضل لأنها تُظهر الأوساخ والبقع بشكل أقل، يمكن أن تراهن أيضا على متانة السجادة، حتى وإن كانت باهظة الثمن، إذ أن  استخدام السجاد المتين على السلالم سيُمكّنك من الاستمتاع بشكلها ومظهرها لفترات أطول.

     

     

    سيكولوجية لون السجاد

    اللون الأحمر


    بات واضحا بالنسبة لنا جميعا أن اللون الأحمر هو لون مثير ومحفز، ولكن هذا التفسير غامض بعض الشيء، ماذا يستحضر اللون الأحمر؟ لا توجد إجابة محددة لهذا السؤال، فالمشاعر التي يثيرها السجاد ذو اللون الأحمر تعتمد على البيئة، وقد أظهرت الدراسات أنه بالإضافة إلى إثارة الشخص فإن اللون الأحمر يُسبب أيضًا علامات جسدية على التحفيز، مثل زيادة معدل ضربات القلب وسرعة التنفس، كما أن الحب والحماس والجوع هي المشاعر التي يثيرها اللون الأحمر، لذلك، يمكننا القول أن اللون الأحمر مناسب لغرف ألعاب الأطفال أو غرفة الطعام، ويمكنك تثبيت سجاد أحمر بسهولة عند مدخل بيتك أو في غرفة المعيشة، ويُفضّل استبعادها في الحمام وغرفة النوم.

    اللون البرتقالي

    البرتقالي له تأثير مشابه للأحمر ولكنه أقل حدة، إذ يخلق اللون البرتقالي جوًا حيويًا ودافئًا وترحيبيًا، وبالتأكيد تحمل درجات اللون البرتقالي المختلفة معانٍ مختلفة، ونادرًا ما يتم استخدام اللون البرتقالي في حياكة السجاد ولكن، يمكن أن يكون لونًا ممتعًا لغرفة الأطفال أو غرفة اللعب، كما أنّ البرتقالي الداكن، مثل الأحمر، مناسب لغرفة الطعام.

    اللون الأصفر 

     من الألوان الأكثر إنعاشًا وتنشيطًا، ويعتبر هذا اللون أيضًا رمزًا للمجد والرفاهية لارتباطه بالمال والذهب، فاللون الذهبي مناسب لإضفاء الطاقة والتحفيز في المكتب، أو لجعل غرفة المعيشة وغرفة اللعب ممتعة وحيوية.

    اللون الأخضر

    لون الحياة والثروة، ورمز للطبيعة والتجدد والصحة، وعادة ما يكون للون الأخضر المصفر شحنة سالبة ويُستخدم للتعبير عن الغيرة والمرض. لذلك، في أي مكان تريد أن تثير فيه الشعور بالانتعاش والحيوية الطبيعية، أضف سجادة خضراء فاتحة أو خضراء أصلية، فاستخدام سجادة خضراء للاستقبال يخلق نمطًا فاخرًا وكلاسيكيًا وحديثًا في المساحة، وإذا اخترت لون السجادة هذا في غرفة الجلوس مثلا، من الأفضل استخدام النباتات للتأكيد على خلق وحدة طبيعية في البيئة، والسماح للكثير من الضوء الطبيعي بالدخول إلى المساحة.

    أما الألوان الأخرى في أثاث الديكور، والتي يمكن أن تندمج مع السجادة الخضراء هي: لون المرجان، والوردي الفاتح، والبني القريب من الأصفر، ودرجاتٌ  أخرى من اللون الأخضر مثل الزيتوني، واللون الكريمي واللون الأزرق الداكن.

    اللون الأزرق

    لون الهدوء وانعكاس للسماء والبحر، ورمز الحكمة والثقة والولاء، وهو عكس الأحمر يبطئ عملية التمثيل الغذائي في الجسم وله تأثير مريح، إذ تشير الدلائل إلى أن اللون الأزرق يساعد على استرخاء العقل والجسم، وبما أن الأزرق لون شائع للرجال، يمكن استخدامه في غرفة الرجل، أو في الغرف التي تريد أن تتمتع فيها بأجواء هادئة، يجب أن تعلم أيضا أن اللون الأزرق غير مناسب لغرفة الطعام والمطبخ، إلا إذا كنت ترغب في قمع شهيتك!

    اللون الأرجواني

    هو مزيج من الأحمر والأزرق ويرمز إلى القوة والرفاهية والازدهار، ويثير اللون الأرجواني الفاتح أو الليلكي مشاعر الرومانسية والحنين إلى الماضي، ومن جهة أخرى اللون الأرجواني الداكن يثير المشاعر السلبية مثل الحزن، ويعتبر اللون الأرجواني اختيارًا مثاليًا لغرفة نوم الفتاة أو لغرفة الدراسة التي من المفترض أن تكون مقرًا للسلطة أو الثروة.

    اللون الأسود

     بما أن هذا اللون يستحضر القوة والقوة الشيطانية والغموض، ويذكرنا بالشعور بالفراغ والمشاعر المظلمة، ينبغي أن تكون حذرًا عند استخدام اللون الأسود في ديكور منزلك، ويجب أن تتأكّد أن هناك الكثير من الضوء الطبيعي في المكان حتى لا تبدو المساحة التي تضع فيها السجادة السوداء مملة، ويمكنك تركيب السجادة ذات اللون الأسود في ممر السلالم لكونها منطقة ذات حركة مرور عالية.

    اللون الأبيض


    الأبيض لون الكمال والنقاء والبراءة، وهو لونٌ جيّد بحد ذاته كمعنى، ولكن يُشترط أن تحافظ عليه نظيفًا، ضع في اعتبارك أن تنظيف السجادة البيضاء أمر صعب، والسجادة البيضاء التي سبق واتسخت بالبُقع، لن تبدو جيدة مثل أول يوم اقتنيتها فيه، ولا يُوصى أبدا بوضع السجادة البيضاء في المناطق المزدحمة.

    الألوان المحايدة الأخرى

    الكريمي أو البيج والرمادي، وبقية الألوان المحايدة، وهي ألوان لها أيضًا معنى، ولكنها لا توقظ مشاعر قوية بل تعتبر مهدئة أو رتيبة، فاللونان الكريمي والرمادي يُستخدمان على نطاق واسع ومناسبين لأي غرفة ويتّسقان مع مجموعة كبيرة من ألوان الجدران المختلفة، ولن تجد صعوبة في اختيار أماكن تركيب سجادة ذات لونٍ محايد، إلا إذا كنت ترغب في وضعها في مساحات تقل فيها الحركة للحفاظ على لونها، من جهة أخرى يوصى باللون الرمادي بشكل خاص في غرف النوم والمكتبات.

     

    لون الجدران ولون السجادة

    يعتمد اختيار لون السجادة أيضا على لون الجدار، إذا كان جدار المساحة مصبوغا باللون الأحمر على جزء كامل من الجدار فإن هذا الخيار يحجّم الغرفة بصريًا، مما يجعلها تبدو أصغر، وبما أن اللون الأحمر هو لون يصعب التعامل معه، نوصي باختيار عدد قليل من الملحقات ذات اللون الأحمر والتي ليس من بينها السجاد، يمكنك في هذه الحالة أن تختار لونا فاتحا مثل البيح.

    إذا كانت جدرانك رمادية، فلديك الحرية في اختيار لون السجادة، فالرمادي لونٌ محايدٌ يتناسب مع أي لون، وتُشكل الجدران ذات اللون الرمادي الفاتح مزيجًا مثاليًا مع الألوان الداكنة مثل اللون الأزرق والأسود والورنيش الأحمر، وإذا كانت جدرانك رمادية، لربما ترغب في أن تجعل المنزل يبدو أكبر، لذلك من الأفضل اختيار السجاد ذي الألوان الفاتحة، مثل السجاد ذو اللون الكريمي أو متعدد الألوان.

    أما إذا كان لون جدرانك هو البيج، فإن السجاد ذو الألوان الناعمة والمشرقة، مثل الأزرق الفاتح والفيروزي وحتى الوردي، تُعدّ خيارًا مثاليًا للجدران ذات اللون البيج، والسؤال هنا هل تتناسب هذه الألوان مع بقية أثاث المنزل؟ إذا كنت تريد أن تكون متحفظًا، فيمكنك اختيار لونك المفضل من مجموعة واسعة من ألوان البيج، واختيار ظل أغمق أو أفتح من لون الجدار البيج لخلق تباين لطيف مع لون الحائط والحفاظ على حيادية البيئة، يمكن للعديد من السجاد متعدد الألوان أو المزخرف والمزدحم أن يكون مناسبا للجدران ذو اللون البيج والكريمي.

     

     

    وأخيرا..

    يقع السجاد في مكانٍ ما بين كونه عملًا فنيًّا وعنصرًا من عناصر الديكور، ولا جدال على أهمية هذه القطعة الفريدة والتي شقت طريقها إلى ديكور المنازل منذ مئات السنين، كأجمل قطع الديكور الخالد والذي يتخطى اتجاهات الموضة دائما دون أن يفقد أهميته..

    تُضفي السجادة بجمال ألوانها وتصاميمها وأنماطها الدفء، والعمق والأًصالة، واللمسات الزخرفية الجمالية على أي مساحة وتُوفر تباينا مع ألوان أخرى، وقد يكون اختيار ألوان السجاد أمرا أصعب مما يُمكن توقعه، لأن اختيار لون السجاد المناسب في ديكور المنزل له تأثير كبير على استكمال المساحة الداخلية، وقد كان من الممتع أن نكتشف في هذا الدليل المفصل، تاريخ الألوان وتناقضاتها، وعلاقتها بالإنسان، وأثر الألوان على الإنسان في علم النفس، وتاريخ الألوان في السجاد في حضارات مختلفة، وكيفية اختيار السجادة المناسبة للمساحة المناسبة..

    نأمل أن تكون قد استمتعت واستفدت بهذا الدليل المتعلق بألوان السجاد المذهل، تماما كما تستمتع باختيار لون سجادك الجديد لتحصل على مظهر يليق باستقبال الذين تحبهم في ديكور منزلي دافئ وحميمي.



     


    مصادر المقال


    https://www.centrecolours.co.uk/the-psychology-of-colour

    https://en.wikipedia.org/wiki/Color_psychology

    https://www.artsy.net/article/the-art-genome-project-a-brief-history-of-color-in-art

    https://www.nature.com/articles/s41598-021-84747-z

    https://simple.wikipedia.org/wiki/Pazyryk_rug

    https://www.canva.com/colors/color-wheel/

    https://caltechletters.org/science/history-of-color-1

    https://justpaint.org/defining-warm-and-cool-colors-its-all-relative/

    https://en.wikipedia.org/wiki/Pantone

    https://www.pantone.com/eu/fr/color-of-the-year-2022

    https://www.packaginginnovation.com/other-cool-things/these-are-the-rarest-colours-in-the-world/

    https://time.com/5533549/history-red-carpet-hollywood/

    https://acrylgiessen.com/fr/cercle-chromatique

    https://psychcentral.com/blog/can-blue-colored-light-prevent-suicide#1

    https://www.tapisandreviau.com/comment-choisir-couleur-tapis/

    https://www.marieclaire.fr/maison/la-signification-des-couleurs-le-rouge,1143194.asp

    https://www.rugsusa.com/blog/red-rugs/

    https://www.multiluminaire.ca/blog/post/l-influence-des-couleurs-sur-notre-humeur

    RELATED ARTICLES

    اترك تعليق

    لن يتم مشاركة بريدك الإلكتروني. *