تاريخ صناعة السجاد الشرقي الفاخر
منذ القرن الماضي كان السجاد الشرقي ذو قيمة على المستوى عالمياً وتم تسميته بشكل فعلي كعملٍ فنّي معترفٍ به، وكان هواة السجاد المولعين في حبه يرغبون في امتلاكه بمثابة قطعة من التاريخ الغني والملون لهذا النوع من الفنون، إذ تمتلك السجادات الشرقية القدرة على تحويل التصاميم الداخلية إلى مساحات غير اعتيادية، وما يزال غير معروف تحديداً في أي وقت تم نسج أول سجاد شرقي يدوي، ولكن، من المؤكد أن القبائل البدوية في آسيا الوسطى هي من بدأت تقنية حياكة السجاد، خاصةً في القرى البدوية كانت الأكثر إحتياجاً إلى الدفء في الأجواء الباردة مما دفعهم إلى نسج السجاد المصنوع من الصوف والتي ابتكرها البدو من جلود الحيوانات وذلك يعود لشهرتهم في تربية الأغنام، فهي تعد قطعةً لتزيين الديكور وعملية للدفء والفرش على الأرضيات، والتعليق على الحائط والأبواب، والبعض يضعها سُرج للأحصنة.
سنكتشف في المقال الحالي تاريخ صناعة السجاد الشرقي . . .
أثر التجارة في صناعة السجاد الشرقي
1. البداية الإيطالية
بفضل التجار الإيطاليين أصبحت حياكة السجاد الشرقي والسجاد عموماً معروف وذو قيمة في أوروبا، فقد جعلت البندقية من نفسها مركزاً تجارياً رئيسياً، وبدأ سكان المدينة في نشر السجاد الشرقي على طول شوارعها الضيقة، وعلقوه على النوافذ، كما استُخدم أيضا لتزيين القوارب النهرية.
2. الطبقة الأرستقراطية
مع بداية أوائل القرن السادس عشر، كان من الممكن العثور على سجاد فاخر في البلاط الحاكم في أوروبا، بما في ذلك سجاد "كاثرين دي ميديشي" و"تشارلز الخامس"، وقد ورد أن المستشار اللورد لإنجلترا الكاردينال وولسي قد اشترى ستين سجادة تركية من تاجر من البندقية، وذلك لتأثيث قصره في هامبتون كورت.
3. بداية الاهتمام
بعد المعرض الكبير الذي أُقيم عام 1891 في فيينا، بدأ الاهتمام الغربي بالسجاد الشرقي يتزايد؛ وشرع المستوردون في الغرب يطلبون من صانعي السجاد تعديل الأبعاد والألوان والتصاميم لإرضاء أذواق المشترين في أوروبا والأمريكتين.
تقنيات صناعة السجاد الشرقي
طرأت الكثير من التغييرات على التقنيات الأساسية في صناعة السجاد، حيث كان صوف الأغنام والقطن والحرير من أكثر المواد استخدماً في نسج السجاد الشرقي، أما من ناحية جودة الصوف المخصص في حياكة السجاد فقد لعبت نوع سلالة الحيوان والنظام الغذائي والمناخ المحلي وموسم قص الصوف دوراً محورياً في تحديده، بعد عملية القص يتم حياكة السجادة على النول، فهو يتكون من نوعين:
1. النول العمودي (Vertical Looms)
وقد استُخدم النول العمودية بشكل رئيسي في حياكة سجاد المدينة الكلاسيكي؛ وهو مصنوع من الخشب أو المعدن ويتكون من عوارض أفقية مدعمة بقطع جانبية صلبة
2. النول الأفقي (Horizontal Looms)
وهو النوع الأكثر بدائية من بين النوعين، لذلك نجد أن استخدامه عادةً محصور على البدو الرحل لأن تصميمه يسمح بسهولة نقله، يوضع النول الأفقي بشكلٍ مسطح وقريبٍ من الأرضية؛ ويتم تثبيته على الأرض عند الزوايا مع وجود عوارض خشبية مربوطة في أي من الطرفين، بينما يكون الأساس ممتد بين الطرفين، ويكون السجاد الشرقي إما معقودًا أو منسوجًا بشكل مسطح (كليم) أو في بعض الأحيان مزيج من هذا وذاك.
أنواع العقد في السجاد الشرقي
هناك عدة أنواع أساسية ضمن العقد المستخدمة في حياكة السجاد الشرقي:
1. العقدة التركية (وتسمى أيضًا العقدة الغيورديّة Ghiordes أو العقدة المتماثلة)
في العقدة التركية، يتم تمرير الخيط بين السداءين المتجاورين (warps) وإعادتهما تحت أحدهما، ملفوفًا حول كليهما (مما يشكل طوقًا)، ثم يتم سحبه من خلال النقطة المركزية بحيث يظهر كلا الطرفين بين السداة.
2. العقدة الفارسية (العقدة غير المتماثلة)
من جهة أخرى في العقدة الفارسية، يتم لف الخيط حول سداةٍ واحدة فقط، ثم يتم تمريره خلف السداة المجاورة بحيث يقسم طرفا الخيط، وقد تُفتح العقدة الفارسية على اليسار أو اليمين، من المعلوم أن السجاد المحاك بهذه العقدة أكثر دقة وتناظرًا في العادة.
3. العقدة الإسبانية
الملتفة حول أسديَةٍ مفردة بديلة بحيث يتم إخراج النهايات من كلا الجانبين
4. عقدة الجفتي
التي يتم ربطها حول أربع أسدية، بعد اكتمال كل صف من العقد، ويتم إدخال واحد أو أكثر من خيوط اللحمة وضربها بمشط مخصص لهذه العملية.
ويُعتبر قرار استخدام إحدى أنواع العُقد في عملية نسج البساط مسألة تقاليد، يوجد هناك أنواع أخرى من العقد المستخدمة في نسج السجاد الشرقي.
أنواع التصاميم في صناعة السجاد الشرقي
يمكن إجمال أنواع تصاميم السجاد في مجموعتين، إما هندسية أو زهرية، ويمكن تصنيف هاتين المجموعتين ضمن نسج المدينة أو نسج القبائل، حيث يتم نسج القطع الدقيقة في المدن ضمن عمليات الإنتاج الكبيرة، وتُعتبر سجادة سيرابي مثالًا مُمتازًا لتصميم المدينة الهندسي الصغير وتم حياكة هذه السجادة في منتصف القرن التاسع عشر إلى أواخره، في شمال غرب إيران، وهي ذات تصميم نموذجي، وبميداليتها المركزية المُحاطةٌ بحقل مفتوحٍ يحيط به نخيل متكرر، هذه التصميمات الهندسية على الرغم من عدم وضوحها بشكل جلي، إلا أنها في الواقع زخارفُ نباتية منسوجة في مقطع عَرضيّ من الأعلى.
عملية إنتاج السجاد الشرقي على مر التاريخ
1. سجاد المدينة
سجاد المدينة يقابل سجاد القبائل، ويتميز بطابع وتصميم زهري مختلف وقد أنتجت العديد من المدن في الكثير من البلدان مثل هذا السجاد من بينها تلك التي نسجت في مدينة أغرا الهندية والتي حاكها السُّجناء داخل السجون، والمعروف فيما بعد بـ "سجاد السجن"، حيث تم جلب مجموعة من أفضل نساجي السجاد من أكثر ورش السّجاد احترامًا في بلاد فارس لتعليم حياكة السجاد للنزلاء في سجون الهند. هذا النوع من السجاد أصبح مرغوبا به بشدة، صُنع سجاد السجن بنسب كبيرة وضخمة، وكان من أشهرها ذلك الذي حُمل على أكتاف العديد من العسكريين لإنقاذه من حريق قلعة وندسور الذي حدث في عام 1992، وهي أكبر قلعة مأهولة في العالم وإحدى القصور الرسمية للملكة إليزابيث الثانية.
2. سجاد القرى والقبائل
خارج المدن الرئيسية ازدهرت صناعة السجاد في القُرى الصغيرة وكذلك بين القبائل، من القبائل الفارسية الجنوبية في قشقاي الإيرانية، مرورًا بالأكراد على الحدود الغربية للعراق إلى روسيا شمالاً عبر جبال القوقاز، وقد كان للعديد من القبائل تصاميم خاصة بها، انتقلت عبر الأجيال وأصبحت معروفة على الفور لهواة جمع السجاد الشرقي أو المعجبين به.
تاريخ الأصباغ في السجاد الشرقي
أما فيما يخص صباغة السجاد الشرقي على مر التاريخ فقد اشتملت عملية الصباغة على خيوط فردية تُترك لتجف في الهواء الطلق وتركها عرضة للعوامل الجوية والتي قد تسبب في اختلاف درجة الصبغة لكل خيط، تم استخلاص الأصباغ المستخدمة في السجاد الفارسي من النباتات والحيوانات والحشرات وتناقلت هذه الوصفات الأجيال داخل العائلات والقبائل الصانعة للسجاد، تضمن هذه الأصباغ:
1. استخلاص اللون الأحمر والبنفسجي والأزرق
الدودة القرمزية (Kermes) من الحشرات التي استخدمت للصباغة لعدة قرون وقد كانت مصدراً ثرياً للون الأحمر الزاهي، ومُكوّنا أساسيًّا من مكونات صباغة السجاد الفارسي، كما وتم استخدام نبات الفوة (madder) الفارسي لاستخلاص درجاتٍ من اللون الأحمر أو الوردي أو البنفسجي اعتمادًا على كيفية معالجته قبل عملية الصباغة، واستُخدم أيضاً نبات النيلي (indigo plant) لاستخلاص اللون الأزرق.
2. استخلاص اللون الأسود
بالنسبة للون الأسود في السجاد العتيق فقد ظهر بشكل أقل لأن عملية نقع نشارة الحديد في الخل، والمستخدمة للحصول على صبغة من اللون الأسود، لها تأثير كبير على تآكل الصوف.
3. استخلاص اللون الأصفر
كان اللون الأصفر نادرًا جدًا، وتم استخلاصه في الغالب من توابل الطبخ المألوفة مثل الكُركم والزعفران، وبينما أنتجَ الزعفران المزروع لونًا أصفر نقيًا، أنتج جذر الكركم لونًا أصفر فاتحًا.
4. استخلاص مزيج أخر من الألوان
تم إنتاج درجات أخرى من الألوان عن طريق مزجِ توليفاتٍ من هذه المواد مع مكونات طبيعية أخرى، على سبيل المثال، تم استخلاص اللون البُنيّ من خلط نباتِ الفوّة مع الجوز الأصفر والأخضر الذي يصبغ به خيوط ذهبية وفضية غريبة مخصصة فقط للبلاط الحاكم والقصور أو كهدايا قيّمة لحُكّام البلدان المجاورة.
كثيرا ما يقال أن كل أنواع السجاد ليست مثالية تماماً، إذ تُبيّن بعض العيوب الطفيفة أن السجادة كانت منسوجة يدويًا، بالإضافة إلى ذلك، قد يرتكب الحائك خطأً مُتَعَمّدًا، بما يتماشى مع الإيمان بأن الله تعالى هو وحده القادر على خلق شيء مثالي وكامل بلا عيوب.
تسوق الان اون لاين عبر متجر ويفت أجود انواع الدعاسات والسجاد السدو والمودرن والبوهيمي والمزيد من المفروشات الفاخرة.
مشاركة
Hallo we need to Import Saudi Carpet to Germany we need to know the sizes along with types of carpet