صناعة السجاد في مصر - العصرين المملوكي والعثماني

صناعة السجاد في مصر

تمتلك مصر المرتبة الأولى مصر في صناعة السجاد وهي ضمن الدول الرائدة وتليها الدول العربية الاخرى مثل لبنان، وبرز دورها بشكل كبير في عصر المماليك كان يتميز السجاد المملوكي بالرسومات البارزة، والعصر العثماني، كانت مصر جُزءًا من الإمبراطورية العثمانية وسرعان ما توسعت صناعة السجاد على يد النساجون المصريون في دمشق والعاصمة العثمانية لتوسيع حرفتهم، في ذلك الوقت كان الهدف منه في الغالب تلبية احتياجات الإمبراطورية والسوق العالمية، وكان يعرف بأنه جذاباً للغاية من حيث التصميم واللون، بغض النظر عن العدد القليل جدًا من السجاد المصري المُنتَج إلا أن له دور مميز يكتب بقلم من ذهب في التاريخ وتُعرف السجادة المصرية أو البساط المصري بأنها افضل انواع السجاد فى مصر، يتم الاحتفاظ بها في الغالب في المتاحف الخاصة والمتاحف الكبرى في العالم تبعاً لأصالتها وقيمتها العالية.

صناعة السجاد في مصر

تاريخ نسج أول سجادة مصرية غير معروف بدقة، لكن بعض الأدلة تظهر أنه في منتصف القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر، بلغت حياكة السجاد في هذا البلد ذروته، وتأثر فن السجاد المصري بأحداث تاريخية في فترات مختلفة، من أهمها دولة المماليك، والوجود العثماني في مصر.

صناعة السجاد في مصر في العصر المموكي

في بداية القرن الرابع عشر أثناء العصر المملوكي، كان السجاد المصري يُنسج بعقد غير متماثلة بأساس من الصوف وأليافٍ من الصوف، وهناك سجادة من الفترة المملوكية، وهي سجادة حريرية مصرية فريدة من نوعها واستثنائية تم نسجها في القاهرة في النصف الأول من القرن السادس عشر وهي محفوظة الآن في متحف فيينا للفنون الجميلة.

خصائص سجاد العصر المملوكي

1. أرقى أنواع السجاد المصري في كل العصور ونادر، ويشمل نسج السجاد في العصر المملوكي الفترة التي سبقت وجود العثمانيين في مصر عام 1517، وعُرف هذا العصر الذي تميّز بإنتاج أجمل السجاد المصري، والذي يمتد من القرن الخامس عشر إلى أوائل القرن السادس عشر، بأنه ذروة الفن الإسلامي في مصر.
2. في نسيج هذه السجادة المصرية، تم استخدام لوحة من ثلاثة ألوان تشمل الأزرق والأحمر والأخضر، والتي لها أشكال طبيعية متناظرة، ويعد استخدام الأشكال الهندسية البسيطة التي تتكرر في السجاد المصري في العصر المملوكي من علامات السجاد المصري في هذه الفترة بالذات.
3. يتميز السجاد المملوكي بسمات فريدة مثل الزخارف الهندسية، وصنف شخص يُدعى "كيرت إردمان" ترتيب السجاد المملوكي وقسّمه إلى ثلاث مجموعات رئيسية على أساس الخلفية الرئيسية:

    1. المجموعة الأولى

    الخلفية المربعة الرئيسية لها تصميم مربع صغير في كل ركن من الزوايا الأربع، مثل نموذج السجادة في متحف مونروبوليتن للفنون، والذي يعود تاريخ حياكته إلى أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر.

    2. المجموعة الثانية

    الخلفية الرئيسية المستطيلة المكونة من عنصر مركزي بجوار التصميم المستطيل، والذي يتكون في الغالب من ميداليات 2 أو 3 أو 5 مع التصاميم الانعكاسية للعنصر المركزي، وأفضل مثال على هذه المجموعة متاح الآن في متحف فيلادلفيا للفنون.

    3. المجموعة الثالثة

    السجادة الكبيرة ذات الخلفية الرئيسية مقسمة إلى عدة أقسام وميداليات، وأفضل مثال على هذه المجموعة متاح أيضًا في متحف متروبوليتان للفنون.

    يمكن حياكة معظم السجاد المملوكي بموضوع مركزي واحد يبدأ من مركز السجادة، ويتميز هذا الموضوع المركزي بحواف خارجية مدمجة أو بألواح مستطيلة تنقسم غالبًا إلى أشكال مثلثة وتعكس تصميمًا هندسيًا، وفي بعض الحالات، تحتوي هذه المستطيلات على أشجار السرو والنخيل وأوراق على شكل مظلة، وقد أُجريت العديد من الدراسات على السجاد المملوكي المصري، ولكن الباحثين لم يتّفقوا بعد على الوقت المحدد لإنشائه، وكان أقدم سجل لنسج السجاد ونسج البساط في العصر المملوكي يعود إلى المسافر الفينيسي "جوسوفات باربار" الذي سجّل خلال رحلته إلى تبريز عام 1474، وأشار في رحلته إلى أن جودة السجاد المنتج في تبريز تتفوق على جودة السجاد المنتج في القاهرة.

    صناعة السجاد المصري في العصر العثماني

    خلال القرن السادس عشر،وبسبب الوجود العثماني، تمت حياكة السجاد في مصر على يد نساجي القاهرة بأسلوب مشهور، وإذا نظرت بعناية إلى السجاد يمكنك أن ترى تأثير تصاميم السجاد التركي والفارسي في السجاد المصري.

    خصائص سجاد العصر العثماني 

    1. على عكس السجاد المصري في العصر المملوكي، فإن السجاد العثماني كان عبارة عن مزيج من الألوان ولكن بتصميمات مشابهة للأشكال المتماثلة الموجودة في السجاد المصري من العصر المملوكي
    2. وفي سجاد العصر العثماني، تم استخدام أوراق الشجر وأشجار النخيل والقلادات الموحدة مع زخارف الخزامى والياقوت والقرنفل والرمان.
    3. استخدم فنانو نسج السجاد العقد التركية بدلًا من العقد الفارسية لإنشاء تصميم خاص، ومن المثير للاهتمام معرفة أن هذه التصاميم تعكس التاريخ المتقلّب لمصر والتي ظهرت من بين أنماط هذا السجاد.

        لكن في القرن التاسع عشر بالتزامن مع نشوب الحرب العالمية الأولى، تراجعت صناعة السجاد في مصر بسبب انخفاض الطلب في السوق العالمية، وتم إحياء هذه الصناعة فيما بعد في الخمسينيات من القرن الماضي مع إعادة إنتاج السجاد الفارسي التقليدي الذي أخذ تصاميمه من مدن مثل اصفهان وكاشان وكرمان وتبريز وكانت التصاميم الكلاسيكية لهذا العصر مطلوبة بشدة، ولم يكن سبب ازدهار حياكة السجاد في مصر خلال هذه الفترة هو نهاية الحرب العالمية الثانية فحسب، بل كان أيضًا تركيز العديد من الشركات على حياكة السجاد المصري الأصيل، ووظفت هذه الشركات الآلاف من النساجين لنسج البُسط والسجاد المصري بأفضل طريقة ممكنة، كانت أنماط الزخرفة الشعبية لا تزال مفضلة من قبل السوق العالمية حتى السبعينيات، وازدهر نسج السجاد في مصر، وأعاد النساجون والفنانون المصريون إنتاج الزخارف الشرقية من إيران والهند وباعوها في الأسواق العالمية، ولا يزال هذا النمط من حياكة السجاد موضع ترحيب ويطالب به المصممون الداخليون.

         تسوق الان عبر متجر ويفت الرائد في عالم المفروشات اون لاين لشراء السجاد الفاخر فيما يتناسب مع الديكور الداخلي والكنب والأثاث في منزلك .

        RELATED ARTICLES

        اترك تعليق

        لن يتم مشاركة بريدك الإلكتروني. *