فن الصباغة مصدر إلهام وإبداع مصممي السجاد

فن الصباغة على النسيج

في الماضي البعيد، استخدم كثير من البشر مواد مختلفة لطلاء منازلهم وكل ما يوجد حولهم للمزيد من المرح والتغيير، وذلك أدى إلى ظهور ما يطلق عليه فن الصباغة والذي تدرج فيما بعد ليكن حرفة في تلوين الملابس والمقتنيات والنسيج مثل السجاد والموكيت وغير ذلك من المنسوجات والمفارش بأشكال أكثر عصرية، تابع القراءة لتعرف أكثر عنه

ما هو فن الصباغة؟

كان المصدر الأساسي في الحصول على الأصباغ مادتين رئيسيتين تُستخدمان لإنتاج سجادٍ عالي الجودة؛ أولًا، صوفٌ عالي الجودة وشفافٌ ذو ألياف طويلة، وثانياً وجود أشياءِ ونباتات في الطبيعة من حوله للحصول لونٌ طبيعي وغني مصدره مجموعة واسعة من النباتات والمعادن والحشرات، والتي تحتوي على مواد وسوائل ملونة بما أن تلك المرحلة كانت مراقبة واكتشاف هذه النباتات هي المرحلة الأولى للاستفادة البشرية من عناصر الطبيعة، ولم تقتصر على صباغة السجاد فقط، بل لملابسه وكل ما يصنعه بيديه، في البداية، كان الإنسان يستخدم هذه الأصباغ للزينة الذاتية، وكانت هذه عادةً مخصصة للرجال فقط!

الصباغ هو مادة تعكس اللون بامتصاص أطوال موجية معينة من الضوء المرئي، أما صباغة السجاد، فهو فن يتم من خلاله تحديد مادة اللون في ظروف خاصة، سواء من حيث درجة الحرارة أو من حيث بنية ألياف السجاد، ويُستخدم في صباغة الألياف ويتسبب في التأثير على لون السجادة، بتعبير أدق، يمكن القول أن فن صباغة السجاد يعني إعادة طلاء السجادة وتثبيت ألوانها بمساعدة الأصباغ الصناعية أو الطبيعية التي ستتخذ لون السجادة بمتانة نسبية.

تشير هذه الصناعة إلى عملية يتم فيها صبغ ألياف وخيوط الصوف أو الألياف الاصطناعية عن طريق المواد والأصباغ المتنوعة، وتساعد الصباغة على عرض منتجات صناعة النسيج في تصميمات وألوان مختلفة، ونتيجة لذلك، يتم بيع هذه المنتجات بما يرضي أذواق العملاء المختلفة، وتوجد الأصباغ العضوية بشكل أساسي في الحيوانات والنباتات بينما توجد الأصباغ غير العضوية في المعادن.

وفي تعريف أكثر دقة عن فن الصباغة على القماش ..

هي عملية يتم خلالها وضع منتج نسجي مثل الألياف، الغزل، النسيج، أو الملابس ،في محلول يحتوي على أصباغ والمواد الكيميائية، المراد صبغها، وتؤسس جزيئات الصبغة رابطة قوية مع جزيئات منتج النسيج مع المتانة النسبية، بمعنى آخر، الصباغة هي مهارة يتم خلالها توجيه مادة الصبغة إلى درجة حرارة ووقت معينين، حيث تخترق الألياف أو السلع النسيجية (المنسوجة) وتصبغها، في الصباغة، تشير الصبغة عمومًا إلى جميع المواد الطبيعية أو الكيميائية التي لها القدرة على صبغ الألياف أو المنسوجات، ولا ينبغي غسل لون المنتج المصبوغ بسهولة أو تعريضه للضوء.

ما هي انواع الصباغه؟

الصباغة الصناعية

التي يتم فيها استخراج الألوان للمنسوجات من مواد غير قابلة للتحلل مثل أنسجة الحيوانات والنباتات ومن هنا فليس من الممكن أن تعتبرها حقًا بمثابة أصباغ حقيقية مع إستخدام المواد اللاصقة في مرحلة تثبيت اللون، وتنقسم إلى نوعين من الأصباغ:

1. الأصباغ المعدنية تُحدِث تغيير في ألوان النسيج من خلال ينابيع من الماء التي تحتوي على مركبات الحديد مما يسهم في تفاعلها وتغير لونها بعد فترة من الوقت وخلق أصباغ مختلفة.

2. الأصباغ التركيبية التي تم إكتشافها من خلال العثور على اللون البنفسجي ( Purple) المستخلص من مادة قطران الفحم التي تعد أحد أهم المواد الأولية في تصنيع الأصباغ، مما أدى إلى حدوث ثورة علميّة في العالم.

الصباغة الطبيعية

تنقسم إلى أصباغ نباتية مستخرجة من الأزهار والنباتات، بعضها رائج ليومنا هذا مثل صبغة الحنّاء للشعر لدى النساء التي تعطي اللون البرتقالي، والأصناف الاخرى التي كانت تستخدم قديماً مثل صبغة خشب البقم تعطي اللون الأسود والبني معاً وتستخدم في صباغة القطن والحرير، وصبغة شجرة النيلة تستخدم في صباغة الصوف والقطن وتعطي اللون الأزرق وصبغة نبات الزعفران تستخدم خصيصاً في صباغة الحرير وتعطي اللون الأصفر للنسيج وهناك أيضاً نوع مشهور من الصبغات والتي ما زالت تستخدم حتى وقتنا الحاضر، ألا وهي ،
والنوع الثاني الأصباغ الحيوانية، منها صبغة دودة القرمز التي تعطي اللون الأحمر والصبغة المستخرجة من السلحفاة وتُعرف بإسم الصبغة القرمزية الحمراء، والنوع الآخر المستخرج من محار البحر الأبيض ويُعرف بالأرجوان الصوري.

فن صباغة النسيج

بعد تحويل القماش إلى خيوط غزل يتم صباغتها في أوعية كبيرة الحجم ضمن مجموعة من الخطوات للوصول إلى مرحلة ثبات اللون على الخيوط، بإستخدام الماكينات من خلال جذب القماش ضمن كميات من الأصباغ على شكل مواد سائلة أو عجلات تقوم بالضغط على القماش فيما يتراوح 90 م في الدقيقة.

ويمكن للعاملين أيضاً طباعة شكل فني محدد أو تصميم معين على المنسوجات وتوزيع الألوان كما يرغب ضمن أجزاء القماش من خلال التحكم الكامل عن طريق الشاشة المخصصة أو عجلات محفورة عليها التصميمات من ثم صبها على النسيج، وتُعرَف بإسم الطباعة بالشاشة الحريرية.

مراحل صباغة السجاد

تختلف عملية الصباغة باختلاف نوعية نسيج السجاد، ولكن هناك دائما خطوات أساسية تشترك فيها أغلب وِرش الصباغة، فيما يلي أهم مراحل صباغة السجاد ذو الألياف الطبيعية:

1. تبدأ العملية بإزالة الشحوم من الخيوط في الماء الساخن لمدة نصف ساعة تقريبًا، مع إضافة 3٪ كربونات الصوديوم مع القليل من الصابون الذي يُضاف في حال كانت الألياف دهنية جدا، بعد ذلك، تُنقع الخيوط لمدة 12 ساعة ويُطهى لمدة ساعة في حمام الشبة (بدلاً من ثنائي كرومات في أوروبا).

2. يتم تخفيف الصبغة في خزان مملوء بالماء، وتعتمد الكمية على الصبغة المطلوب المناسبة، ثم نضيف الصوف منزوع الدسم قبل غليه، وبعد حوالي الساعة 12:30 ظهرًا، يتم التبريد لمدة 12 ساعة تقريبًا، ثم يُشطف في النهر ويجفف في الشمس.

3. في بعض المناطق، يتم غمر الصوف في حمام حليب الشبة وتعريضه للشمس لمدة 3 أيام، ثم يُشطف قبل خلطه في وعاء الصباغة، وعندما يتم امتصاص الصبغة، يتم إزالتها ويُضاف الماء وبول البقر، ثم يعاد إلى الخزان لمدة 15 دقيقة، قبل تجفيفه في الشمس.

علماً بأن أبرز أسباب جودة وشهرة السجاد اليدوي جمال ألوانه وثباتها وقوة تحملها، في حين أن صباغة المواد اللازمة لنسج السجاد هي مهمة تتطلب ذوقًا فنيًا ورؤية ودقة متدرب صناعي، ويستخدم خبراء صباغة السجاد الأصباغ التقليدية من قلب الطبيعة، والتي يُمكن العثور على الكثير منها بسهولة، وبدون أي تكاليف مرتفعة، لخلق ألوان ثابتة محمية من الضوء والهواء والعوامل الطبيعية الأخرى لمئات السنين، لتصبح قطع السجاد، كنزًا ثمينًا تزداد قيمته كل عام.

تسوق السجاد البوهيمي والسدو والكلاسيك الفاخر والمزيد، في متجر ويفت كل ما يلبي احتياجات منزلك وذوقك الراقي بسعر الخصم والشحن مجاناً

RELATED ARTICLES

اترك تعليق

لن يتم مشاركة بريدك الإلكتروني. *